الأسهم الأوروبية تتراجع وسط ترقب قرار «المركزي الأوروبي» بشأن أسعار الفائدة

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الخميس، وسط ترقب قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة بينما ارتفع الدولار مع استمداد المتداولين بعض التفاؤل من محادثات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان، وسجّل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا بعد أن أضاف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نبرة حذرة بشأن توقعات النمو.

ومع اقتراب عطلة نهاية أسبوع طويلة، تردد المستثمرون في المراهنة بشكل كبير على الانخفاض الواسع في الأصول عالية المخاطر هذا الأسبوع.

وقد انضم دونالد ترامب الرئيس الأمريكي بشكل مفاجئ إلى المحادثات الجارية في واشنطن يوم الأربعاء مع وفد من اليابان، وقال لاحقًا إن “تقدمًا كبيرًا” قد تحقق في المناقشات مع كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا، دون أن يقدم أي تفاصيل.

وزاد من حالة عدم اليقين اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من يوم الخميس. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في منطقة اليورو، لكنه قد لا يقدم وضوحًا كبيرًا حول تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على النمو والتضخم.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.4%، مع تراجع أسهم قطاعي البناء والرعاية الصحية، لكنه لا يزال متجهًا نحو مكاسب أسبوعية بنسبة 4.2%. في الوقت ذاته، تراجع اليورو بنسبة 0.25% إلى 1.1372 دولار، وهو ليس ببعيد عن أعلى مستوياته في ثلاث سنوات مقابل الدولار.

وقالت فيونا سينكوتا، المحللة الإستراتيجية في سيتي إندكس: «مع بدء انقشاع الغبار، هناك مخاوف بشأن توقعات الركود التضخمي التي حذر منها باول، وأعتقد أن هناك احتمالاً أن يحذر البنك المركزي الأوروبي من نفس التوقعات في منطقة اليورو». وأضافت: «تصريحات باول كانت صريحة للغاية».

وتحدث باول للمرة الأولى منذ أن علّق ترامب الأسبوع الماضي بعضًا من موجة الرسوم الجمركية التي فرضها، وقال إن الاحتياطي الفيدرالي سينتظر المزيد من البيانات لتحديد اتجاه الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرار بشأن أسعار الفائدة.

لكنه حذر أيضًا من أن سياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها ترامب قد تدفع التضخم والوظائف بعيدًا عن أهداف البنك المركزي.

وقال توم غراف، مدير الاستثمار في “فاسيت ويلث”: “باول عالق بين المطرقة والسندان. الاحتياطي الفيدرالي لا يمكنه اتخاذ خطوات استباقية للتصدي لأي ضعف اقتصادي محتمل، نظرًا لأن الرسوم الجمركية قد تؤدي أيضًا إلى التضخم”.

وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، مما يشير إلى تعافٍ بعد التراجع الحاد يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 2.2%، وتراجع مؤشر “ناسداك” بأكثر من 3%. وارتفعت العقود الآجلة على “ناسداك” بنسبة 1.2%، وعلى “ستاندرد آند بورز” بنسبة 1%، بعد أن دعمت نتائج أرباح فاقت التوقعات من شركة “TSMC” التايوانية (2330.TW) أسهم التكنولوجيا.

وجاءت نتائج شركة “TSMC”، وهي أكبر شركة تصنيع رقائق تعاقدية في العالم، بعد تحذيرات من شركتي “نفيديا”و”ASML” ، اللتين أثارتا قلق المستثمرين.

وقالت شركة “ASML” الهولندية إن الرسوم الجمركية تزيد من حالة عدم اليقين بشأن توقعاتها لعامي 2025 و2026، بينما حذّرت شركة “نفيديا”، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، من خسارة بقيمة 5.5 مليار دولار بعد أن فرضت واشنطن قيودًا على تصدير معالجات الذكاء الاصطناعي المخصصة للصين.

وقد كان الدولار من أكبر المتضررين من حالة عدم اليقين الناتجة عن تطبيق الرسوم الجمركية وتأثيرها على النمو الاقتصادي. فقد تخلّى المستثمرون عن الأسهم والسندات الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات هذا الشهر مقابل سلة من ست عملات رئيسية. فيما بقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية مستقرة نسبيًا، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 4.32%.

وسجّل الين أعلى مستوى له في سبعة أشهر في وقت سابق من الجلسة، قبل أن يتراجع بنسبة 0.8% إلى 142.945 مقابل الدولار، بعد أن قال أكازاوا إنه لم يتم التطرق إلى مسألة أسعار الصرف خلال المحادثات التجارية في واشنطن.

وفي سوق السلع، واصل الذهب تحقيق مستويات قياسية، ليصل إلى 3,357.40 دولارًا للأوقية، مع تزايد تدفقات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وتخليهم عن الدولار.

وارتفعت أسعار النفط بفعل توقعات بتراجع المعروض، حيث ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.7% لتصل إلى 66.33 دولارًا للبرميل.