رئيس التصديري للغزل: الرسوم الأمريكية تمثل مزيجًا من الفرص والتحديات أمام القطاع بواسطة سناء علام 13 أبريل 2025 | 11:19 ص كتب سناء علام 13 أبريل 2025 | 11:19 ص النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 32 قال هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، إن القرارات الجمركية الجديدة التي أقرتها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تمثل مزيجًا من الفرص والتحديات أمام قطاع الغزل والمنسوجات في مصر. وأشار إلى أن التعريفات الجديدة تفرض واقعًا عالميًا متغيرًا يتطلب إعادة هيكلة سلاسل الإمداد، ويفتح في الوقت ذاته المجال أمام مصر لتعزيز مكانتها كشريك تجاري بديل في ظل سعي الشركات العالمية لإعادة توزيع مصادر التوريد. إقرأ أيضاً رئيس التصديري للملابس: اقبال كبير من المستثمرين الأجانب للتواجد في مصر بعد الرسوم الأمريكية رئيس جمعية المصدرين المصريين: نظام التجارة العالمي يعاني من التفكك التصديري للملابس: أمريكا تتصدر الأسواق المستوردة من مصر بقيمة 193 مليون دولار خلال شهرين وأضاف سلام أن المرحلة الحالية تستدعي خلق روابط وشراكات تجارية جديدة، واستغلال التحولات الجيوسياسية لبناء موقع تنافسي أقوى للصناعة المصرية في الأسواق الخارجية، وفي مقدمتها السوق الأمريكي. 38 % نموًا بصادرات الغزل والنسيج لأمريكا خلال 2024 وذكر أن السوق الأمريكية بوجه عام يُعد أحد الأسواق الأهم للصادرات، لا سيما في قطاع الصناعات النسيجية، والذي يشهد طلبًا سنويًا تتجاوز وارداته حاجز الـ 100 مليار دولار. وأوضح سلام أن على الرغم من محدودية صادرات الغزل والمنسوجات المباشرة الى أمريكا والتى بلغت نحو 20 مليون دولار عام 2024 بمعدل نمو 38%، ألا أن تلك التعريفات ستعيد رسم سلاسل الإمداد العالمية مما قد سيؤثر فى الأسواق التصديرية للقطاع الذى يلعب دوراً محورياً فى تغذية الصناعات النهائية بمختلف أسواق العالم. ونوه بأن مصر تتمتع بميزة جمركية واضحة مقارنة بالدول المنافسة، حيث لا تتجاوز التعريفة الجمركية المفروضة على الصادرات المصرية نسبة 10%، في حين تواجه الصين، التي تستحوذ على 20% من إجمالي واردات أمريكا النسيجية، تعريفة قدرها 125%، كما تفرض على الهند تعريفة 26% رغم استحواذها على 10% من السوق، وعلى باكستان 29% مع حصة تبلغ 5% إلا أن تلك الميزة قد تؤتى ثمارها فى نطاق الصناعات النهائية من الملابس الجاهزة أوالمفروشات المنزلية. وأكد سلام أن هذه الفروقات تمنح المنتجات النهائية فرصة حقيقية لتعزيز حضورها في السوق الأمريكية، خاصة في ظل تطبيق بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز)، الذي يوفر حماية جمركية مميزة للمنتجات المصرية، بشرط الالتزام بالمعايير المطلوبة.” وشدد على أهمية إتخاذ المزيد من الإجراءات بجانب تلك المزايا خاصة في ضوء المتغيرات العالمية الراهنة، والتي قد تؤدي إلى انخفاض معدلات الطلب والقوى الشرائية في السوق الأمريكي، وقد يهدد بحدوث موجات تضخم عالمية قد تُحدّ من مكاسبنا. وتابع سلام أن الميزة التنافسية الحالية يجب أن تكون حافزًا لزيادة الطاقات الإنتاجية، وتطوير سلاسل التوريد، لضمان القدرة على تلبية احتياجات الأسواق الخارجية بكفاءة ومرونة، والحفاظ على استدامة النمو في قطاع التصدير.” سلام: مصر عليها التحرك بسرعة لاقتناص الفرص الناتجة عن إعادة تشكيل خريطة التجارة وفي سياق متصل، لفت سلام إلى أن التعريفات المنخفضة نسبيًا على مصر مقارنة بدول أخرى سوف تسهم فى تحقيق مساعي الدولة لجعل مصر وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية في قطاع المنسوجات، قائلا “نمتلك فرصة لاستقطاب شركات عالمية تبحث عن مواقع إنتاج بديلة، سواء بإنشاء المصانع أو بإستخدام خطوط الإنتاج الحالية، لكن هذا يتطلب جهودًا مكثفة لتيسير الإجراءات و تحسين بيئة الأعمال بما يشجع المزيد من الإستثمار الصناعي الأجنبي إذا نجحنا في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، يمكننا تحويل هذا التحدي إلى رافعة للنمو الاقتصادي، مع تعزيز القدرات الإنتاجية وخلق فرص عمل مستدامة” وحذر من تأثيرات غير مباشرة قد تنجم عن التعريفات، مشيرًا إلى أن تحول بعض الدول الرائدة فى قطاع المنسوجات مثل الصين، الهند أو باكستان نحو أسواق بديلة كالاتحاد الأوروبي قد يزيد الضغط التنافسي على صادرات مصر ودول شمال إفريقيا إلى تلك الأسواق، مؤكدا “السوق الأوروبية شريك استراتيجي لنا، وأي زيادة في المنافسة تتطلب منا إعادة تقييم استراتيجياتنا. يجب أن نستثمر في الابتكار والإستدامة، وأن نعمل على خفض التكاليف دون المساس بالجودة لنظل قادرين على المنافسة في بيئة متغيرة.” ونوه سلام بأن التعريفات الجمركية المفاجئة التي أقرتها الإدارة الأمريكية تمثل تحولًا جوهريًا ينال من إستقرار قواعد التجارة العالمية المعترف بها عالمياً على مدى عقود، واستندت إلى مفاهيم الانفتاح، العدالة وتكافؤ الفرص. وأضاف أن هذه القرارات تعكس توجهاً متزايدًا نحو السياسات الحمائية، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار منظومة سلاسل التوريد القائمة ويولد حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين والمصنّعين على حد سواء. ولفت أن هذا التغير المفاجئ في بيئة التجارة الدولية لا يقتصر أثره على الدول المستهدفة مباشرة بالتعريفات، بل يمتد ليطال الاقتصاد العالمي بأسره، مما يستدعي من الدول النامية ومنها مصر التحرك بسرعة لاقتناص الفرص الناتجة عن إعادة تشكيل خريطة التجارة، والعمل على تعزيز قدراتها التنافسية والتفاوضية لضمان حضور فاعل ومستدام في الأسواق العالمية. كما أشار إلى أن التوترات التجارية قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي ينعكس سلبًا على سوق المنسوجات، لكنه أضاف أن ارتفاع تكلفة المنتجات المنافسة في السوق الأمريكي قد يحول جزءًا من الطلب نحو المنتجات المصرية، مشددا على أن هذه الميزة قد تكون مؤقتة إذا اتخذت دول أخرى إجراءات مضادة، داعيًا إلى تطوير استراتيجيات تسويق مرنة تتكيف مع التقلبات وتستهدف تعزيز الثقة في العلامة التجارية المصرية. ودعا سلام بضرورة التحرك السريع قائلاً: “نقف اليوم أمام مفترق طرق. يمكننا أن نحول هذه التعريفات إلى فرصة لإعادة تشكيل مكانة مصر في الصناعات النسيجية عالميًا، لكن ذلك يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة.. نحن بحاجة إلى تعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير الصناعة، ودعم البحث والابتكار، وتوسيع شبكة الشراكات التجارية، الهدف ليس فقط مواجهة التحديات الحالية، بل بناء قطاع قوي قادر على قيادة النمو الاقتصادي في المستقبل.” اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/nmc5 الرسوم الأمريكيةالرسوم الجمركية الأمريكيةالمجلس التصديري للغزل