المركزي الصيني يخفض قيمة اليوان لأدنى مستوى منذ أواخر 2023

خفض البنك المركزي الصيني القيمة المرجعية لليوان في السوق المحلية لأدنى مستوى منذ الربع الأخير من عام 2023، في ظل الضغوط التي تتعرض لها العملة المحلية بسبب الحرب التجارية مع أمريكا.

انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له منذ بداية 2023 اليوم الثلاثاء بعد أن خفف البنك المركزي قبضته قليلاً على العملة، فيما قال المحللون إنه محاولة للتعامل مع الضربة التي تلقتها الصادرات بسبب تصاعد الحرب التجارية العالمية.

حدد المركزي الصيني اليوم الثلاثاء سعر الصرف المرجعي للدولار بالسوق المحلية عند 7.2038 يوان، وتعد هذه أدنى قيمة للعملة المحلية منذ سبتمبر 2023.

وأظهرت النزاعات التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم قلة من المؤشرات على التراجع. حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين، بعد تبادل الرسوم الجمركية على السلع بين البلدين الأسبوع الماضي.

وقال جو وانغ، رئيس استراتيجية العملة وأسعار الفائدة لمنطقة الصين الكبرى في بنك بي إن بي باريبا: «بعد أن شاهد السوق رد فعل الصين الحازم يوم الجمعة، زادت التوقعات بتخفيض قيمة العملة في النهاية، ولن تختفي الضغوط بسهولة.»

ويمكن أن يجعل اليوان الأضعف الصادرات أرخص ويخفف بعض الضغط على التجارة الصينية والاقتصاد الأوسع، ولكن الانخفاض الحاد قد يفاقم ضغوط تدفقات رأس المال غير المرغوب فيها ويعرض الاستقرار المالي للخطر، كما قال بعض المحللين والاقتصاديين.

وأضاف فيشنو فاراثان، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في بنك ميزوهو لمنطقة آسيا باستثناء اليابان: «قد يتماشى الموقف الأكثر حدة للصين تجاه الرسوم الجمركية الأمريكية مع بعض التراجع في اليوان لامتصاص الصدمات القادمة بشكل أفضل.»

وتابع: «لكن بنك الشعب الصيني لا يرغب في أو يسعى وراء تراجع حاد في العملة لأن الاستقرار المالي يعد من أولوياته.»

قبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني سعر التوجيه، الذي يمكن أن يتداول اليوان ضمنه بنسبة 2%، عند 7.2038 لكل دولار، وهو أضعف مستوى منذ 11 سبتمبر 2023 ولكن أقوى من تقدير رويترز البالغ 7.3321.

وكان المشاركون في السوق في انتظار معرفة متى سيتيح البنك المركزي للسعر الوسطي الرسمي أن ينخفض إلى ما دون مستوى 7.2 لكل دولار، حيث قد يفتح ذلك الطريق لانخفاض إلى 7.35، وهو مستوى لم يُسجل منذ عام 2023 وأضعف قيمة لليوان منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

وبناءً على التثبيت الذي تم يوم الثلاثاء، يُسمح للسعر الفوري بالانخفاض حتى 7.3479.

وأشار المتداولون والمحللون إلى أن التثبيت الرسمي الضعيف بقي أقوى بكثير من تقديرات السوق، مما يشير إلى أن السلطات ما زالت حريصة على الحفاظ على بعض الاستقرار في العملة وتفضل التراجع بطريقة منظمة.

وقالت محللو ماي بنك في ملاحظة: “لا يزال الفارق المتسع بين سعر التوجيه وتقديرات السوق يؤكد الرغبة القوية في التحكم.”

“نرى احتمالًا لخفض مدروس في قيمة العملة مع اقتراب الصين من مفاوضات أو تصعيد قد يكون سلبيًا على اليوان.”

لقد سحب التثبيت الضعيف للمنتصف اليوان المحلي إلى أدنى مستوى له عند 7.34 لكل دولار في بداية التداول، وهو أدنى مستوى منذ 11 سبتمبر 2023. وكان يتم تداوله آخر مرة عند 7.3290 في الساعة 0340 بتوقيت غرينيتش.

أما اليوان الخارجي فقد تراجع إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 7.3677 قبل أن يعيد جميع خسائره اليومية ليتم تداوله بزيادة 0.05% عند 7.3430 في الساعة 0340 بتوقيت غرينيتش.

وقد خسر كل من اليوان المحلي والخارجي حوالي 1% مقابل الدولار حتى الآن هذا الشهر، مما يجعلهما ضعيفين قليلاً هذا العام، تحت ضغط المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد.

وقال لاري هو، كبير الاقتصاديين للصين في ماكواري: “في مواجهة الرسوم الجمركية لترامب، سترد بكين بمزيج من التدابير الجمركية وغير الجمركية، ولكن من غير المحتمل أن نشهد تراجعًا حادًا في اليوان (أكثر من 10%) من وجهة نظرنا.”

“إلى جانب تفضيلها المعلن لاستقرار العملة، قد ترغب بكين أيضًا في أن تُرى كقوة استقرار عالمية في مثل هذه الأوقات المضطربة.”

في أسواق الأسهم، ارتفعت الأسهم الصينية وهونغ كونغ يوم الثلاثاء، واستقرت في أعقاب الأسواق الإقليمية الأقوى والدعم الحكومي.