العقود الآجلة لمؤشر داو جونز تواصل خسائرها لتصل لـ1600 نقطة مع تفاقم انهيار الأسواق

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية اليوم الاثنين مع استمرار البيت الأبيض في التحدي رغم حدوث انهيار تاريخي في أسواق الأسهم استمر يومين، والذي تلا تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعريفات الجمركية المرتفعة بشكل مفاجئ على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1600 نقطة، أو 4.03%، مما يشير إلى جلسة قاسية أخرى في انتظار الأسواق يوم الاثنين. كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 4.53%. وفقدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك-100 4.86%، حيث استمر المستثمرون في التخلص من أسهم شركات التكنولوجيا التي كانت رابحة في السابق لجمع السيولة.

يأتي ذلك بعد عمليات بيع واسعة في الأسواق بنهاية الأسبوع الماضي، ليسجل مؤشر داو جونز خسائر متتالية تزيد عن 1,500 نقطة لأول مرة في تاريخه، بما في ذلك تراجع بلغ 2,231 نقطة يوم الجمعة.

وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 6% يوم الجمعة، مما جعله يسجل أسوأ أداء له منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020. كما خسر المؤشر 10% في يومين، مما دفعه للهبوط بنسبة تزيد عن 17% عن أعلى مستوياته في فبراير، ليقترب بذلك من الدخول في سوق هابط بنسبة 20%.

كما دخل مؤشر ناسداك المركب في سوق هابط يوم الجمعة، حيث انخفض بنسبة 22% عن أعلى مستوى له، بعد خسائر بلغت نحو 6% في يومي الخميس والجمعة.

المستثمرون لم يتلقوا الأخبار التي كانوا يأملون بها في عطلة نهاية الأسبوع، حيث لم تُظهر إدارة ترامب نجاحًا في التفاوض مع الدول لخفض التعريفات، أو على الأقل تأجيل تنفيذ مجموعة التعريفات المتبادلة المقررة في 9 أبريل. وكان من المقرر تطبيق التعريفة الأحادية الأولى بنسبة 10% يوم السبت.

بدلاً من ذلك، قلل الرئيس ومستشاروه الرئيسيون من تأثير الانهيار السوقي، إذ قال ترامب مساء الأحد عن الانهيار السوقي: “لا أريد أن ينخفض أي شيء، لكن في بعض الأحيان يجب أن تتناول الدواء لإصلاح شيء ما.”

وأضاف: “لدينا عجز تجاري بمقدار تريليون دولار مع الصين، مئات المليارات من الدولارات سنويًا نخسرها مع الصين. وإذا لم نحل هذه المشكلة، فلن أبرم صفقة.”

وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن التعريفات الجمركية لن يتم تأجيلها. “التعريفات قادمة… إنها ستظل سارية لأيام وأسابيع.”

فيما أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن أكثر من 50 دولة قد تواصلت مع الإدارة من أجل التفاوض، لكنه حذر من أن “هذه الدول كانت تقوم بتصرفات سيئة لفترة طويلة، وهذه ليست الأمور التي يمكن التفاوض بشأنها في أيام أو أسابيع.”

تفاجأ المستثمرون أولاً بحجم بعض التعريفات المطبقة على الشركاء التجاريين، والتي بدت وكأنها تستند إلى صيغة دون أساس منطقي مستند إلى النظرية الاقتصادية المعروفة. وتفاجأوا أكثر عندما قررت الصين يوم الجمعة الرد أولاً بفرض تعريفة بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية، بدلاً من التفاوض.

كتب إد يارديني، رئيس واستراتيجي الاستثمار في Yardeni Research، في مذكرة للعملاء يوم الأحد: “يوم تحرير ترامب يوم الأربعاء الماضي أدى إلى أيام دمار يومي الخميس والجمعة، حيث قدم مراقبو السوق رسالة قاسية ضد حكم ترامب بالتعريفات الجمركية.”

بينما قالت الإدارة إن أكثر من 50 دولة تواصلت لبدء المفاوضات، كانت كندا والاتحاد الأوروبي يخططان لتبني نهج الصين والاستعداد لفرض تعريفات جمركية انتقامية ضد الولايات المتحدة. وقد عرضت فيتنام بالفعل خفض التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية إلى الصفر، وفقًا لترامب، ولكنها ظهرت كاستثناء حتى الآن.

وتزايدت المخاوف في وول ستريت من أن الانهيار السوقي قد يعزز نفسه، مع اضطرار صناديق التحوط إلى بيع الأسهم والأصول ذات المخاطر الأخرى لزيادة السيولة وتلبية نداءات الهامش. وأغلق مؤشر تقلبات بورصة شيكاغو (CBOE) يوم الجمعة عند مستوى 45، وهو مستوى شديد الارتفاع يُرى غالبًا فقط خلال أسواق هابطة.

قال كريس روبيكي، كبير الاقتصاديين في FWDBONDS: “تستمر نداءات الهامش في الانتشار ونحن نتحدث الآن.” وأضاف: “لليوم الثالث على التوالي، قام المستثمرون في أسواق الأسهم الأمريكية بإعطاء إشارة قاسية ضد التعريفات الجمركية التي أطلقها يوم تحرير البيت الأبيض والتي هزت وول ستريت.”

انخفض سعر البيتكوين، الذي عادة ما يتم تداوله مثل الأسهم الكبيرة في قطاع التكنولوجيا، ولكنه تجنب الانهيار العام للأسواق الأسبوع الماضي، إلى أقل من 80,000 دولار يوم الأحد في إشارة أخرى إلى تقليص المخاطر في وول ستريت.

انهارت الأسواق العالمية مع افتتاح الأسواق في آسيا. حيث هبط مؤشر نيكاي 225 في اليابان بنسبة 8%.