قال الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، إن هناك تسع دول عربية وضعت أهدافا طموحة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون تصل إلى 8 ملايين طن سنويا بحلول 2030 على أن تتضاعف إلى 27.5 ملايين طن سنويا بحلول 2040 حال وصول سوق الهيدروجين العالمي إلى مرحلة النضوج.
وأضاف اللوغاني اليوم الخميس، أن لجنة خبراء الغاز التابعة للأمم المتحدة ومقرها في جنيف رحبت بالمبادرة المشتركة للمنظمة وروسيا الاتحادية الرامية إلى إعداد دراسات حول الطرق والمسارات المختلفة لنقل وتخزين الهيدروجين في حالتيه السائلة والغازية.وقال إنه تم إدراج هذه المبادرة ضمن برنامج عمل اللجنة لعام 2026 على أن يتم استعراض نتائجها على اللجنة الأممية خلال الاجتماع المقرر عقده في مارس 2026 بهدف تعزيز الوعي بالخيارات المتاحة لدعم بناء اقتصاد عالمي للهيدروجين.
وأضاف أن ذلك جاء خلال مشاركة المنظمة في الدورة الـ 12 لاجتماعات مجموعة خبراء الغاز بالأمم المتحدة والتي انعقدت في جنيف خلال الفترة من 25 إلى 28 مارس الماضي بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في اللجنة الاقتصادية الأوروبية إلى جانب ممثلين عن المفوضية الأوروبية ومنظمات دولية كالاتحاد الدولي للغاز ومؤسسة الهيدروجين في أوروبا والمركز العالمي للغاز في جنيف والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومتندى الدول المصدرة للغاز إضافة إلى ممثلين عن شركات النفط العالمية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.
وأشار إلى قيام ممثل المنظمة في هذا الاجتماع بتقديم رؤيتها حول تطورات الهيدروجين في الدول العربية ضمن الجلسة المخصصة للمؤسسات والهيئات الدولية والتي تم من خلالها استعراض تطلعات المنطقة العربية في مجال الهيدروجين.
ولفت إلى أن الدول العربية تولي اهتماما متزايدا بالاستثمار في الهيدروجين لتلبية الطلب المتنامي في الأسواق الكبرى مثل أوروبا وآسيا فضلا عن تطوير الاستخدامات المحلية في القطاعات الصناعية والنقل.
وبين أنه تمت الإشارة إلى أن عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة في الدول العربية ارتفع خلال الفترة 2021-2024 بنحو أربعة أضعاف ليصل إلى 127 مشروعا بنهاية 2024 مقارنة ب 34 مشروعا عام 2021 حيث تغطي هذه المشروعات المقترحة مجالات إنتاج وتصدير الهيدروجين منخفض الكربون ونقله عبر خطوط الأنابيب من شمال إفريقيا إلى أوروبا وكذلك استخدامه في النقل البري والبحري ومشاريع لتزويد السفن بالوقود.
وأكد أن هذه الأهداف ليست مجرد خطط مستقبلية بل يجري تنفيذها عبر استثمارات فعلية وسن سياسات وتشريعات داعمة وإبرام شراكات دولية مع الأطراف الفاعلة في سوق الطاقة لتعزيز فرص النمو.
وفي هذا الصدد أوضح أن هناك ست دول عربية قامت بالانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين وهناك عدد مماثل تقريبا يعمل على الانتهاء منها ومنهم من أنجز إعداد خريطة الطريق الوطنية للهيدروجين وهي المرحلة التي تسبق الاستراتيجية الوطنية.
وقال إن ورقة المنظمة سلطت الضوء على المشروعات العربية الكبرى لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون مشيرا إلى إسناد عقود الهندسة والتوريد والبناء لعدة مشروعات ضخمة مؤكدا أن الدول العربية لعبت دورا أساسيا في تأمين إمدادات الطاقة العالمية لعقود وهي اليوم تسهم بفعالية في جهود نزع الكربون وضمان استدامة قطاع الطاقة حيث يشكل الاستثمار في الهيدروجين منخفض الكربون جزءا رئيسيا من استراتيجياتها المستقبلية.
يذكر أن المنظمة العربية للطاقة عضو في لجنة خبراء الغاز بالأمم المتحدة منذ عام 2016 وتشارك بانتظام في اجتماعات اللجنة تعزيزا للتعاون مع المؤسسات الدولية وحرصا على تبادل الرؤى حول أحدث التطورات في صناعة الغاز والهيدروجين بما يخدم قضايا الطاقة العالمية المشتركة.