عدل بنك الاستثمار العالمي جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط بالخفض، مع تراجع آفاق نمو الاقتصاد الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية، في حين تعزز منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها الإنتاج.
يأتي خفض التوقعات بعد تراجع أسعار النفط الخام عن أعلى مستوياتها هذا العام في يناير، بسبب وفرة الإمدادات وضعف توقعات الطلب من الصين، أكبر مستورد في العالم، وتصاعد الحرب التجارية الدولية.
قال محللو جولدمان ساكس، من بينهم دان ستريفن، في مذكرة بحثية بتاريخ الأحد: “في حين أن التراجع بمقدار 10 دولارات للبرميل منذ منتصف يناير يفوق التغير في العوامل الأساسية وفق توقعات السيناريو الأساسي، فإننا نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولاراً”.
وأضافوا: “تظل المخاطر المتوسطة المدى التي تؤثر على توقعاتنا مائلة نحو الانخفاض، نظراً لاحتمال تصعيد الرسوم الجمركية واستمرار زيادة إنتاج تحالف أوبك+ لفترة أطول”.
أصبحت بعض أكبر شركات تجارة النفط في العالم أكثر تشاؤماً، حيث تتوقع شركتا “فيتول” و”جنفور” فائضاً في المعروض.
قالت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي إن الطلب يتراجع بسبب تصاعد الحرب التجارية وتعهد منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها بزيادة الإمدادات، متوقعة فائضاً قدره 600 ألف برميل هذا العام، أي ما يعادل نحو 0.6% من الاستهلاك العالمي اليومي.
مع ذلك، قال جولدمان ساكس إنه يتوقع تعافي الأسعار على نحو “متواضع” في الأشهر المقبلة، مع بقاء النمو الاقتصادي الأمريكي متيناً في الوقت الحالي، وعدم وجود مؤشرات فورية على تخفيف العقوبات الأمريكية.
لا تزال مخاطر جيوسياسية أخرى قائمة، بما في ذلك الأمر الأميركي مؤخراً بمهاجمة مواقع في اليمن يسيطر عليها الحوثيون، مع استمرار تهديدهم لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
قال بنك الاستثمار إن الطلب على النفط سيرتفع بمقدار 900 ألف برميل يومياً في يناير، بانخفاض 18% عن التوقعات السابقة، مضيفًا أن سعر خام برنت سيكون في نطاق يتراوح بين 65 و80 دولاراً للبرميل، بمتوسط 68 دولاراً العام المقبل.