أسعار النفط تنخفض عند الإغلاق وسط توقعات بتوقف هجمات الحوثيين على السفن

انخفضت أسعار النفط عند تسوية جلسة تعاملات اليوم الخميس، في ظل توقعات بتوقف الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن المارة في البحر الأحمر بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تقييم المستثمرين لبيانات مبيعات التجزئة الأميركية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 74 سنتاً، أو 0.9% إلى 81.29 دولار للبرميل عند التسوية، وذلك بعد ارتفاعها خلال جلسة يوم الأربعاء بنسبة 2.6% إلى أعلى مستوى لها منذ 26 يوليو.

كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 1.36 دولار أو 1.7% لتسجل عند التسوية 78.68 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز، مقلصة خسائرها بعد هبوط بأكثر من دولارين خلال التعاملات.

جاءت هذه الخسائر بعد أن كشف مسؤولون في قطاع الأمن البحري، يوم الخميس عن توقعاتهم إعلان جماعة الحوثي اليمنية وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

وأدت العمليات التي شنتها الجماعة اليمنية في الشهور السابقة إلى تعطيل حركة الشحن العالمية، وإجبار بعض شركات النقل البحري والسفن التجارية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا مما زاد من طول وقت الرحلات وتكلفتها.

وقال الشريك بشركة Again Capital في نيويورك، جون كيلدوف: “التطور على جبهة الحوثيين ووقف إطلاق النار في غزة يساعدان المنطقة على البقاء أكثر هدوءاً، وهو ما يخفض بعض العلاوة الأمنية على أسعار النفط”.

جاء ذلك تزامناً مع صعود قوي لمبيعات التجزئة الأميركية خلال الشهر الماضي في ظل شراء الأسر السيارات وسلع أخرى، وهو ما يرمي إلى الطلب القوي الذي يتمتع به اقتصاد الولايات المتحدة.

واستمرت العقود الآجلة للخام الأمريكي في التراجع بعد تقييم المستثمرون لتلك البيانات على أنها تدعم النهج الحذر للاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة خلال العام 2025.

وتسببت تصريحات لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، في تعويض الأسعار بعض هبوطها بعد أن قال إن التضخم الأمريكي سيستمر في الانخفاض على الأرجح، وربما يتيح للفيدرالي خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وأسرع من التوقعات.

وقال جون كيلدوف: “تعليقات والر أبطلت بالفعل تأثير البيانات الاقتصادية هذا الصباح، حيث أنها جعلت الأمر يبدو وكأن هناك مساحة أمام الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة”.

من ناحية أخرى، استمر المستثمرون في تقييم أحدث جولات العقوبات الأميركية على روسيا والمستهدفة للقاعدة الصناعية العسكرية لموسكو وبدائلها للتهرب من عقوبات أخرى، بعد فرض عقوبات أوسع نطاقاً على منتجي النفط والناقلات النفطية.

ويبحث كبار عملاء روسيا في الوقت الحالي عن نفط بديل، بالإضافة إلى زيادة أسعار الشحن.

وقد تتسبب أسعار النفط المرتفعة أيضاً في صدام بين منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول، والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إذا اتبع طريقته السابقة خلال ولايته الأولى عندما طالب أوبك بالسيطرة على الأسعار في حالة اقتراب خام برنت من مستوى 80 دولاراً للبرميل.