اخبار عربية و عالمية العالم يتأهب لصراع من أجل إمدادات الغاز الطبيعي بسبب أوروبا بواسطة فاطمة إبراهيم 14 يناير 2025 | 11:38 ص كتب فاطمة إبراهيم 14 يناير 2025 | 11:38 ص Steel oil pipes from refinery in desert during sunset. النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 41 يستعد العالم لصراع من أجل إمدادات الغاز الطبيعي هذا العام، مما يطيل أمد معاناة المستهلكين والمصانع جراء تكاليف مرتفعة في أوروبا التي تعاني من نقص الطاقة، ويضع الدول الفقيرة الناشئة في آسيا وأمريكا الجنوبية في خطر الخروج من السوق بسبب ارتفاع الأسعار. تواجه أوروبا للمرة الأولى منذ أن تفاقمت أزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، خطر عدم تحقيق أهدافها لتخزين الغاز للشتاء المقبل، ما يهيئ الساحة لسباق محموم للحصول على الإمدادات قبل أن تبدأ السعة الإنتاجية الجديدة للغاز الطبيعي المسال في تخفيف الأزمة العام المقبل، وفقًا لبلومبرج. إقرأ أيضاً أسعار الغاز تقفز في أوروبا بعد إعلان مصر عن توقف الواردات وزير البترول يفتتح محطة تموين السيارات بالغاز والوقود السائل غازتك/إيني في الإسكندرية ديسفا اليونانية تخاطب البترول لنقل الغاز المسال المصري إلى أوروبا وفي حين أن أوروبا لديها احتياطيات كافية من الغاز لتجاوز هذا الشتاء وتراجع الأسعار منذ بداية العام، فإن المخزونات تتآكل بسبب الطقس البارد الذي اجتاح القارة في نهاية هذا الأسبوع. وقد تقلصت خيارات التوريد منذ بداية هذا العام، عندما توقفت عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب الروسية عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية العبور. وقال فرانسيسكو بلانش، استراتيجي السلع في بنك أوف أمريكا: «ستكون هناك بالتأكيد فجوة في الطاقة في أوروبا هذا العام، وهذا يعني أن كل كميات الغاز الطبيعي المسال الإضافية التي ستدخل السوق هذا العام في جميع أنحاء العالم ستستخدم لتعويض هذا النقص في الغاز الروسي». ولتغطية الطلب المتوقع، ستحتاج أوروبا إلى استيراد ما يصل إلى 10 ملايين طن إضافية سنويًا من الغاز الطبيعي المسال – أي حوالي 10% أكثر مما كانت عليه في عام 2024، وفقًا لسول كافونيك، محلل الطاقة في شركة MST Marquee في سيدني. ويمكن لمشاريع التصدير الجديدة في أمريكا الشمالية أن تساعد في تخفيف ضيق السوق، لكن ذلك يتوقف على مدى السرعة التي يمكن بها للمنشآت زيادة الإنتاج. ومع تضاؤل الخيارات المتاحة لإعادة تخزين الغاز الطبيعي المسال في الشتاء المقبل، ستحتاج أوروبا إلى شحنات من الغاز الطبيعي المسال، مما سيسحب بعضها بعيدا عن آسيا، موطن أكبر المستهلكين في العالم. واعتماداً على كيفية تشكل الطلب، فإن المنافسة من شأنها أن تدفع الأسعار إلى أعلى مما تستطيع دول مثل الهند وبنجلاديش ومصر تحمله، علاوة على أنها ستشكل ضغطاً على التعافي الاقتصادي في ألمانيا. لا تزال العقود الآجلة للغاز في أوروبا، والتي تؤثر عادةً أيضًا على الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا، أعلى بنحو 45% عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، ويتم تداول العقود عند حوالي ثلاثة مستويات ما قبل الأزمة حتى الآن في عام 2025. ما زالت عقود الغاز المستقبلية في أوروبا، التي تؤثر عادة على أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا، ما أعلى 45% تقريباً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وتُتداول العقود بنحو 3 أضعاف مستوياتها ما قبل الأزمة حتى الآن خلال 2025. قال جايسون فير، رئيس وحدة تحليل المعلومات التجارية العالمية في شركة الوساطة بمجال الطاقة «بوتن أند بارتنرز»، في هيوستن: «سيتفاقم ارتفاع الأسعار إذا استُنزف مخزون منطقة آسيا والمحيط الهادئ أيضاً، ما سيقود لمنافسة على الشحنات». لا يعد إيجاد بدائل للغاز أمراً سهلاً لجميع المرافق والقطاعات، ما يشكل تحدياً خاصاً لألمانيا التي كانت تعتمد على روسيا لتلبية أكثر من نصف إمداداتها من الغاز قبل الغزو الروسي لأوكرانيا خلال 2022. مع معاناة القطاع الصناعي تحت وطأة التكاليف المرتفعة، أصبح أمن الطاقة قضية رئيسية في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في ألمانيا خلال 23 فبراير المقبلة. ويحتل حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف المركز الثاني في استطلاعات الرأي، ويعزا ذلك جزئياً لدعوته لإعادة إحياء إمدادات الغاز الرخيصة عبر خطوط الأنابيب الروسية لتعزيز القدرة التنافسية لقطاع التصنيع. ستكون الدول النامية في آسيا الخاسر الأكبر أمام قدرة أوروبا على دفع أسعار مرتفعة للغاز، إذ يجري بالفعل تحويل مسار بعض الشحنات للاستفادة من الأسعار الأعلى. الوضع مشابه في أمريكا الجنوبية، حيث عانت البرازيل من صعوبات في تعويض انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية خلال فترة جفاف، وربما تدخل الأرجنتين في المنافسة على الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجات موسم التدفئة المقبل. انعكاس ارتفاع الأسعار على مصر تعتبر مصر أيضاً عرضة للخطر. فبعد أن فاجأت السوق العام الماضي بتحولها من مُصدر للغاز الطبيعي المسال إلى مستورد نتيجة انقطاعات التيار الكهربائي خلال الصيف، رفعت البلاد مشترياتها إلى أعلى مستوى منذ 2017، وفق بيانات تتبع شحنات جمعتها بلومبرج. ومن المرجح أن تحتاج مصر إلى عشرات الشحنات العام الحالي لمواجهة حرارة الصيف. ووفقًا لـ«أوجان كوسي»، المدير الإداري في شركة الاستشارات «أكسنتشر»،فأن بائعي الغاز الطبيعي المسال، الذين يستفيدون بالفعل من الأسعار المرتفعة، تمنحهم الأزمة فرصاً جديدة. في بعض الحالات، قد يتمكن المنتجون من زيادة سعتهم الإنتاجية كما حدث خلال أزمة 2022. تعتمد التوقعات إلى حد كبير على سرعة تشغيل منشآت الإنتاج الجديدة. خلال العام الماضي، كان النمو محدوداً إذ أوقفت مصر الصادرات، وعانت محطة الغاز الطبيعي المسال الروسي الجديد «أركتيك إل إن جي 2» (Arctic LNG 2) من عقوبات أمريكية، وفق لورا بيج من شركة البيانات قطاع الطاقة «كبلر». تتجه الأنظار حالياً صوب الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال حول العالم، والتي قدمت وعوداً لإنقاذ أوروبا من أزمة شح الغاز. من المتوقع أن يزداد الضغط مع تولي دونالد ترمب الرئاسة، إذ هدد بالفعل بفرض رسوم جمركية في حال لم تشتر أوروبا المزيد من الطاقة الأمريكية. تشير التوقعات إلى أن صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية ستنمو 15% تقريباً العام الجاري، بفضل زيادة الإنتاج الناجمة عن توسعات في منشآت مقاطعة بلاكيماينز التابعة لشركة «فينتشر جلوبال» ومنشآت مدينة كوربوس كريستي التابعة لشركة «تشينير إنرجي». ومع ذلك، حذرت بالفعل «تشينير» من أن وتيرة زيادة الإنتاج ستكون «بطيئة نسبياً». ما زالت روسيا ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، ولكن قدرة البلاد على الحفاظ على صادراتها تبقى موضع تساؤل، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على منشأتين صغيرتين الجمعة الماضية. هذه العقوبات، إلى جانب تأخر مشروع «أركتيك إل إن جي 2» الرئيسي بسبب نقص المعدات والخدمات الرئيسية، قد تؤخر اكتماله تماماً لمدة تتراوح من عامين إلى ثلاثة أعوام، بحسب كلوديو ستوير، مستشار الطاقة وعضو هيئة التدريس في مؤسسة «آي إتش آر دي سي» التعليمية في بوسطن. يمكن أن يغير ترمب، الذي تعهد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، التوقعات العامة للسوق. ومن المتوقع أن تشمل أي صفقة سلام محتملة قضايا الطاقة، ما قد يعيد صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا خلال 2025، وفق مذكرة للعملاء كتبها أنتوني يون ومحللون آخرون في بنك سيتي جروب. في الوقت الراهن، تتمتع آسيا بمرونة كافية لتقليص وارداتها من الغاز الطبيعي المسال لصالح أوروبا. أعادت شركات الصين بيع شحناتها المقرر تسليمها حتى مارس المقبل وتوقفت إلى حد كبير عن الشراء من السوق الفورية ذات الأسعار المرتفعة. لجأت أيضاً الهند إلى بدائل أرخص، بينما اضطرت بنغلاديش إلى تعديل طلبات الشراء بعد أن كانت الأسعار مرتفعة للغاية. أما مصر فتحولت إلى المازوت لتلبية احتياجاتها. رغم أن الطقس المعتدل في آسيا خفف الطلب، إلا أن شح المعروض في الأسواق يزيد من خطر التقلبات الناتجة عن الظروف الجوية القاسية أو مشكلات الإمدادات. وبرزت هشاشة جانب الإنتاج بسبب تعطل بعض المنشآت في أستراليا وماليزيا العام الماضي. لكن هناك أمل في تحسن الوضع قريباً. بداية من 2026، من المتوقع أن تبدأ المشاريع المتأخرة بنهاية الأمر في شحن الوقود. في ذلك الوقت، ربما تتحول الأسواق التي تعاني من نقص المعروض إلى أسواق تتمتع بالوفرة، وفق توقعات شركة «جيفريز فاينانشال جروب». من المقرر أن يبدأ وصول 175 مليون طن إضافية من الإمدادات الجديدة مع حلول 2030، ويأتي الجزء الأكبر من هذه الإمدادات من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر. ربما يقود هذا الأسعار للانخفاض ويعيد الزبائن من الدول التي تواجه صعوبات العام الجاري إلى السوق. اختتمت فلورنسا شميت، الخبيرة الاستراتيجية في قطاع الطاقة الأوروبي في بنك «رابوبنك» (Rabobank): «إذا استمرت خطط توسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال الحالية كما هي، فإن 2026 سيشهد بداية الانفراجة». اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/wfso أسعار الغاز الطبيعي في أوروباإمدادات الغاز الطبيعيالحرب الروسية الاوكرانية قد يعجبك أيضا أسعار الغاز تقفز في أوروبا بعد إعلان مصر عن توقف الواردات 30 أكتوبر 2023 | 10:52 ص وزير البترول يفتتح محطة تموين السيارات بالغاز والوقود السائل غازتك/إيني في الإسكندرية 10 يوليو 2023 | 12:54 م ديسفا اليونانية تخاطب البترول لنقل الغاز المسال المصري إلى أوروبا 14 فبراير 2023 | 11:07 ص بوتاش: تراجع إمدادات الغاز لتركيا من خط أنابيب إيراني 70% 8 يناير 2023 | 12:08 م جولدمان ساكس يتوقع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 30% 2 نوفمبر 2022 | 2:18 م «ساويرس» يستهدف ضخ 300 مليون دولار لتدشين 4 فنادق جديدة 5 أكتوبر 2022 | 12:17 م