العضو المنتدب لمصر للتأمين: التحول الرقمي و«متناهي الصغر» ضمن دعائم استراتيجيتنا للنمو

عمر جودة العضو المنتدب لمصر للتأمين:

نستهدف التوسع في المنتجات المتعلقة بالمخاطر السيبرانية.. وأطلقنا وثيقة «حياة كريمة»

نركز على أهداف عدة للتنمية المستدامة.. أبرزها التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين

8 مليارات جنيه رأسمال الشركة المدفوع.. ونمتلك شبكة جغرافية تضم 80 فرعًا

برأسمال مدفوع يبلغ 8 مليارات جنيه وشبكة جغرافية تزيد على 80 فرعًا بجميع أنحاء الجمهورية، و3 أفرع في 3 دول عربية، تتصدر “مصر للتأمين” قائمة شركات التأمين المصرية بالسوق، وفق عمر جودة، عضو مجلس الإدارة المنتدب الرئيس التنفيذي، الذي أكد أن قانون التأمين الموحد الجديد يعد تطورًا شاملاً في النشاط وخطوة مهمة نحو تنظيم وتحديث القطاع.

“جودة” أوضح، خلال حوار خاص، أنه بعد إصدار قانون التأمين الموحد، أصبح هناك العديد من الفرص التي يمكن من خلالها إحداث نمو وتطور في القطاع والتغلب على التحديات التي تواجهه، وذلك من خلال عوامل عدة أهمها زيادة الوعي التأميني، والتوسع في التأمين متناهي الصغر، وابتكار طرق تسويقية جديدة، بالإضافة إلى الدخول في شراكات للاستفادة من التطور التكنولوجي والتحول الرقمي.

وكشف “جودة” عن إستراتيجية شركته الحالية والتي تتلاءم مع القانون الجديد، موضحا أنها تتبني خطة متكاملة للتحول الرقمي بهدف تسهيل الإجراءات على العملاء وجعل العملية التأمينية أكثر سرعة ومرونة، إلى جانب اهتمام الشركة بتحقيق مبادئ التنمية المستدامة للتوافق مع رؤية مصر 2030، عبر إنشاء وحدة إدارية تكون مسؤولة عن مبادرات التنمية المستدامة التي تتبناها “مصر للتأمين”، ومنها هدف التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والصحة الجيدة ومكافحة الفقر والتحول لبيئة نظيفة، وإلى نص الحوار..

الفترة الماضية شهدت صدور قانون التأمين الموحد؛ فما تأثير ذلك في القطاع؟

القانون الجديد يعد تطورًا شاملاً في قطاع التأمين بمصر وخطوة مهمة نحو تنظيم وتحديث القطاع، إذ يهدف إلى توحيد جميع التشريعات المتعلقة بالتأمين تحت مظلة واحدة ويسعى إلى توسيع نطاق التأمين ليشمل فئات لم تكن مشمولة تأمينيًا سابقًا، كما يعمل على إدخال أنواع جديدة من التأمين.

كذلك يسهم القانون في دعم التحول الرقمي في القطاع، من خلال تسهيل المعاملات المالية باستخدام التكنولوجيا المالية؛ بالإضافة إلى ما تضمنه من تطوير للتأمين الإجباري على المركبات وزيادة مبلغ التأمين المدفوع في حالات الوفاة أو العجز الكلي إلى 100 ألف جنيه، ما يعكس حرص الدولة على تحسين مستوى الحماية الاجتماعية في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة.

وما أبرز فرص النمو أمام شركات التأمين في ظل صدور القانون الجديد وكيفية استغلالها؟

بعد إصدار قانون التأمين الموحد أصبح هناك العديد من الفرص التي يمكن من خلالها إحداث نمو وتطور في قطاع التأمين والتغلب على التحديات التي تواجهه وذلك من خلال عوامل عدة، أهمها زيادة الوعى التأميني للأفراد والترويج لمجموعة متنوعة من المنتجات التأمينية التى تلبى مختلف احتياجات فئات المجتمع؛ وكذلك التوسع في التأمين متناهي الصغر ومخاطبة شرائح جديدة من العملاء وتوفير الخدمة التأمينية لهم أينما كانوا، وابتكار طرق تسويقية جديدة ومبتكرة للوصول للعملاء، والدخول في شراكات وإبرام بروتوكولات من شأنها الاستفادة من التطور التكنولوجي لاتباع وابتكار طرق سريعة للوصول للعملاء، بالإضافة إلى الاستفادة من التحول الرقمي من أجل جذب المزيد من العملاء، خاصة بعد إتاحة الفرصة لشركات التأمين بالتعاون مع الكيانات المتخصصة، لمساعدتها فى تسويق وثائقها لتعزيز مستويات الشمول التأميني.

كم يبلغ حجم رأس المال المدفوع حاليا لشركة مصر للتأمين؟

يبلغ رأس المال المدفوع للشركة حاليًا 8 مليارات جنيه.

وبالنسبة لعدد فروع الشركة وخطط التوسع الجغرافي خلال الفترة المقبلة؟

الشركة تمتلك أكبر شبكة فروع في مصر تزيد على 80 فرعا منتشرة وموزعة بجميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى التوسع الإقليمي من خلال الانتشار ببعض الدول العربية ومنها الكويت، وقطر، والإمارات حيث تمتلك الشركة فرعًا بمدينة دبي يختص بإعادة التأمين الوارد، وذلك حرصا من الشركة على الانتشار وبناء علامة تجارية مميزة بالدول العربية التي تعد من الأسواق الواعدة في قطاع التأمين؛ وذلك من خلال تقديم الخدمة التأمينية الملائمة للعملاء ودراسة الأسواق الخارجية والتطوير المستمر وتقييم أداء الفروع وإمدادها بالكفاءات والخبرات المطلوبة لزيادة قدرتها وتحسين إنتاجيتها.

ما أبرز المنتجات أو الخدمات التي طرحتها الشركة مؤخرا؟

الشركة تسعى لتوسيع رقعة وجودها في سوق التأمين متناهي الصغر وتطوير حلول تأمينية مبتكرة لجذب شرائح جديدة من العملاء لإيمانها بأنه عنصر مهم في تحقيق التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمار في الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، كما أنه أداة فعالة لمكافحة الفقر من خلال تقديم حماية تأمينية للأفراد ومشروعاتهم؛ ويعتبر التأمين متناهي الصغر جزءًا من الإستراتيجية الشاملة لتحقيق الشمول المالي التي تتبناها الدولة؛ وقد ربطت الشركة، خلال الفترة الماضية، أهداف التنمية المستدامة بفلسفة تطوير المنتجات للوصول إلى فئات مجتمعية جديدة من ذوي الدخل المنخفض وتوفير الحماية التأمينية لهم ضد الأخطار وذلك مقابل قسط بسيط يتناسب مع طبيعة الخطر المؤمن ضده بما يتناسب مع احتياجات وإمكانيات العملاء.

ونذكر من ذلك على سبيل المثال وثيقة “حياة كريمة” للحوادث الشخصية بقسط سنوي بسيط يبلغ 100 جنيه فقط يتمتع من خلالها المؤمن عليه بالحماية التأمينية والعديد من المزايا ومنها تغطية خطر الوفاة والعجز الكلي والجزئي المستديم، نتيجة حادث حتى 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى تغطية مصاريف العلاج الطبي والأجهزة التعويضية نتيجة حادث وفق شروط الوثيقة ويمكنه إصداراها إلكترونيًا بالكامل.

وماذا عن طرح منتجات جديدة خلال الفترة المقبلة؟

الشركة تعمل على التوسع في المنتجات المتعلقة بالمخاطر السيبرانية، وذلك ضمن خططها لتوسيع محفظتها التأمينية؛ خاصة مع زيادة وعي الشركات بالمخاطر السيبرانية وارتفاع الطلب على وثائق التأمين، وذلك في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية ونمو التهديدات السيبرانية على مستوى العالم، إذ يعد التأمين ضد المخاطر السيبرانية جزءًا مهمًا من حماية الشركات والأفراد من الخسائر المالية الناتجة عن الهجمات الإلكترونية.

ما آخر تطورات خطة التطوير التكنولوجي والتحول الرقمي بالشركة؟
شركة مصر للتأمين تتبنى خطة متكاملة للتحول الرقمي، والتي تعد من أبرز أولوياتنا في الوقت الحالي؛ وذلك بهدف تسهيل الإجراءات على العملاء وجعل العملية التأمينية أكثر سرعة ومرونة.

وعلى سبيل المثال، بدأت الشركة تقديم خدمات إصدار وثائق التأمين إلكترونيًا كوثيقة “حياة كريمة” التي يتم إصدارها آليا بالكامل بدءًا من طلب التأمين ثم الدفع من خلال العديد من وسائل الدفع الإلكتروني ومن ثم إصدار الوثيقة وتسلُّم العميل لها إلكترونيا من خلال تطبيق الموبايل الخاص بالشركة.

وما أبرز خطوات الشركة في تطبيق مبادئ الاستدامة والهدف منها؟

الشركة تولي اهتمامًا كبيرًا بجهود التنمية المستدامة للتوافق مع رؤية مصر 2030، حيث قمنا منذ فترة بإنشاء وحدة إدارية تكون مسئولة عن مبادرات التنمية المستدامة التي تتبناها “مصر للتأمين”، كما وضعت الشركة استراتيجية طموحة خلال الفترة الماضية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مرتكزة على عدد من الأهداف والمحاور الرئيسية، ومنها هدف التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين والصحة الجيدة ومكافحة الفقر والتحول لبيئة نظيفة.

وما أبرز الخطوات التي اتخذتها الشركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟

الشركة اتخذت العديد من الخطوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة منها هدف التعليم الجيد، وهو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) لضمان تعليم جيد شامل ومنصف وتعزيز فرص تعلّم مدى الحياة للجميع، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية كإحدى الخطوات لتحقيق هدف التعليم الجيد، فإن الشركة أنشأت من قبل مدرسة مصر للتأمين الإعدادية للبنات بحدائق القبة وذلك عام 1993 ولم يتوقف دور مصر للتأمين عند بناء المدرسة فقط إنما تتولى رعايتها والاهتمام بها لذلك تم تنفيذ العديد من أعمال الصيانة للمدرسة وتطوير للمعامل وللبنية التحتية للمدرسة وتوفير الاحتياجات الخاصة بها من أثاث ووسائل للتعلم.

ماذا عن هدف المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة؟

نعمل على تنمية قدرات المرأة وتوسيع خيارات العمل أمامها وزيادة مشاركتها في مجال ريادة الأعمال، وهو ما يكفل لها فرص عمل مناسبة ودخلا خاصا بها يمكنها من تحقيق التمكين الاقتصادي؛ وتولي الشركة اهتماما كبيرا بالمرأة وتقدم لها الدعم بأشكال عديدة سواء داخل الشركة أو خارجها بدءا من توفير خصومات لها على وثائق التأمين المختلفة احتفاءً بها يوم عيدها، وتدريب ودعم المرأة سواء العاملات بالشركة أو من خلال تدريب طالبات الجامعات المختلفة، إذ إن الشركة تحرص على أن تحظى الطالبات بنسبة كبيرة من المتدربين الجامعيين، وذلك لإصقال خبراتهن بسوق العمل، علاوة على أن النسبة الكبرى ممن التحقوا بالعمل بالشركة مؤخرا كانت من نصيب الإناث.

كما تشغل نسبة الإناث بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية بالمنيا 50% من إجمالي طلبة المدرسة وهذا تأكيد على رؤية الشركة لأهمية ودور المرأة وضرورة توفير كل الإمكانيات والفرص المتساوية والعادلة لها، كما تحرص الشركة على صحة العاملات بها وتعمل على نشر الوعي الصحى لديهن من خلال تنظيم ندوات للتوعية بمرض سرطان الثدي، وكذلك السعى الدائم لتوفير بيئة عمل ملائمة للمرأة تساعدها على تحقيق أهدافها وإطلاق طاقتها ومساعدتها على الابتكار والتميز.

وما الخطوات التي اتخذتها الشركة لتمكين الشباب؟

فيما يخص الشباب، فقد عمدت الشركة إلى تصميم وتطوير برامج تدريبية وتعليمية لهذه الفئة داخل الشركة، والدخول في شراكات مع مؤسسات تدريبية متنوعة كان منها على سبيل المثال مبادرة “يلا نبتدي” لتدريب شباب الخريجين بقطاعات الشركة المختلفة، ما أتاح لهم الفرصة للتعرف على أنواع التأمين المختلفة وزيادة الوعي التأميني لديهم والتي لم تكن الأولى من نوعها.

فقد نظمت الشركة من قبل مبادرة لتدريب ودعم طلاب الجامعات المصرية المختلفة تحت شعار يلا نجهز سوا (اجهز لبكرة) وهي مبادرة تنظمها الشركة سنويا للتدريب الصيفي لطلبة الجامعات بفروع الشركة بجميع أنحاء الجمهورية.

وما أبرز الأهداف الأخرى للتنمية المستدامة التي اتخذت الشركة إجراءات بشأنها؟

هدف مكافحة الفقر، إذ توسعت الشركة في التأمين متناهي الصغر، وذلك في إطار ربط أهداف التنمية المستدامة بفلسفة تطوير المنتجات للوصول إلى فئات مجتمعية جديدة من ذوي الدخل المنخفض.

وكذلك هدف الحفاظ على البيئة والتحول للطاقة النظيفة، فالشركة ساهمت في مبادرة إحلال السيارات، والتي تهدف إحلال المركبات المتقادمة بأخرى جديدة تعمل بالغاز الطبيعي، ما يعمل على التحول إلى الطاقة النظيفة، وذلك من خلال توفيرها تغطيات تأمينية بمزايا متعددة وخصومات للمشاركين في المبادرة والمشاركة في مبادرة السيارات الكهربائية، وكذلك فى مجال التحول الرقمي والانتقال إلى منظومة العمل اللا ورقي، لتتبنى الشركة المعايير العالمية للصحة والسلامة.

كيف ترى ملتقى شرم الشيخ في نسخته السادسة؟

ملتقى شرم الشيخ يُعد نقطة التقاء مهمة لصناعة التأمين، إذ يعزز من قدرات القطاع، فهو منصة لتبادل الآراء والخبرات من مختلف الدول، ما يساعد على الابتكار وتحسين الممارسات في السوق، بالإضافة إلى أنه يعزز من فرص التعاون بين جميع الأطراف داخل سوق التأمين داخل مصر وخارجها ويطرح المجال لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة التأمين وكيفية إيجاد الحلول الملائمة لمواجهتها.