في ختام فعاليات ثالث أيام المنتدى الحضري العالمي
مجموعة طلعت مصطفى: استخدام التكنولوجيا يسهم بشكل مباشر في تحقيق الاستدامة والتطور الحضري
شنايدر إلكتريك: جودة الحياة تتحقق عبر الرفاهية والأمان وتوفير الخدمات
رئيس العلمين الجديدة: المدينة تُبنى على أنظمة ذكية ومستدامة بتطبيقات مرنة وابتكارات في البنية التحتية
خبير تنمية مستدامة: يجب وضع إستراتيجية شاملة لتحقيق التحول الذكي للمدن المصرية
اختتمت فعاليات اليوم الثالث من المنتدى الحضري العالمي المقام في القاهرة، بجلسة تحت عنوان “المدن الذكية في مصر: مواجهة التحديات وتحفيز الابتكار”، وأكد المشاركون أهمية تبني استراتيجيات فعالة وخطط أكثر ديناميكية لتحويل المدن القائمة إلى مدن ذكية تماشيًا مع سياسات الحكومة الرامية للتنمية العمرانية.
شارك في الجلسة “محمد صلاح نائب الرئيس التنفيذي لقطاع المدن الذكية بمجموعة طلعت مصطفى، رامي مصطفى نائب رئيس القطاع السكني والتوزيع وقطاع المشروعات بشركة شنايدر إلكتريك شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، أحمد إبراهيم، رئيس مدينة العلمين الجديدة، أحمد عادل، خبير التنمية المستدامة.
وانطلقت أول أمس الإثنين بمشاركة فخامة الرئيس السيسي أعمال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي «WUF12»، المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة، الذي يُقام في مصر كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عاماً تحت شعار «كل شيء يبدأ محلياً.. لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة» حتى 8 نوفمبر الجاري، بمشاركة وفود أممية ودولية رفيعة المستوى، ليوجه أنظار العالم صوب مصر وتجربتها التنموية الحديثة ولبحث معالجة قضية التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان العالمية.
استخدام التكنولوجيا وخفض التكاليف
قال المهندس محمد صلاح، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع المدن الذكية بمجموعة طلعت مصطفى، إنه تم إنشاء مدينة “مدينتي” خلال عام 2010، وجرى تحويلها إلى مدينة ذكية في عام 2019، مضيفا أنه تم التركيز على استخدام التكنولوجيا لحل المشاكل على أرض الواقع ولتعزيز جودة الحياة للسكان.
وأضاف أن القطاع الخاص بات ملزمًا باستخدام التكنولوجيا في كافة المشروعات لتحقيق الاستدامة المطلوبة وللتوافق مع الأهداف الحضرية للدولة ، منوها إلى أن الدولة المصرية راهنت على التحول الرقمي في خطتها للتنمية الحضرية المستدامة والتحول الكبير للمجتمعات الذكية المتكاملة.
وذكر المهندس محمد صلاح، أن مساحة مدينتي تبلغ نحو 8 آلاف فدان يعيش حاليًا عليها 600 ألف مواطن، وبعد الانتهاء من كافة مراحلها سيصل عدد السكان إلى 800 ألف مواطن، في وقت قامت فيه الشركة بإنشاء أكثر نحو من 3500 كاميرا بالمدينة بما يعزز من حياة المدينة اليومية ولتأمين كافة مرافقها وخدماتها.
وأوضح نائب الرئيس التنفيذي لقطاع المدن الذكية بمجموعة طلعت مصطفى، أن المجموعة تتبني تشييد البنية التحتية الذكية التي يمكن أن تقدم كل أنماط التكنولوجيا الحديثة في مشروعاتها كالذكاء الاصطناعي وأجهزة الطاقة المتجددة والتطبيقات الذكية وغيرها من صور التكنولوجيا، بالإضافة إلى الإطار الإداري والتنظيمي والذي يشمل أنظمة الكاميرات المرور والتشغيل والمخلفات.
وقال المهندس رامي مصطفى، نائب رئيس القطاع السكني والتوزيع وقطاع المشروعات بشركة شنايدر إلكتريك شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، إن قطاع المباني من أكثر القطاعات التي تواجه تحديات لأنه ينتج نحو 30% من الانبعاثات الكربونية.
أضاف أن هناك ضرورة للتوجه نحو هذا القطاع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال بناء مدن خضراء ذكية، مضيفًا أن الوصول إلى مرحلة جودة الحياة يتم من خلال تحقيق الرفاهية والأمان وتوفير الجزء الخدمي.
وتحدث أحمد إبراهيم، رئيس مدينة العلمين الجديدة، عن جهود تحويل المدينة إلى نموذج للمدن الذكية المستدامة، من خلال تبني تخطيط مرن يسهم في تحويلها إلى مدينة ذكية، مؤكدًا تطبيق أجزاء صغيرة من الخطط في مختلف مناطقها لتحقيق هذا الهدف.
أشار إلى أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المدن الذكية هو الحاجة لبنية تحتية متقدمة وتكاليف تشغيل مرتفعة، موضحًا أن العلمين الجديدة، تبرز فيها الأبراج الشاطئية كمثال واضح لاستخدام التكنولوجيا الذكية بسهولة وفاعلية، حيث يتم التحكم الذكي بالإضاءة، والري، والكهرباء في مشاريع المدينة، مثل مشروع “الدون تاون” الذي يضم 4000 وحدة سكنية.
وذكر أحمد إبراهيم، أن المدينة تعمل على أربعة مشاريع تعتمد على أنظمة ذكية، ما يسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتوفير خدمات متطورة للمقيمين والزوار، إذ إن العلمين الجديدة تمثل حاليًا نموذجاً رائداً يسعى لتحفيز الابتكار وخلق بيئة حضرية متقدمة، تجسد فيها التكنولوجيا الذكية سبيلاً لتحقيق الاستدامة والمرونة في التخطيط العمراني.
وتحدث أحمد عادل، خبير التنمية المستدامة، عن أهمية تبني إستراتيجيات فعالة لتحويل المدن القائمة إلى مدن ذكية، مؤكداً ضرورة مراعاة الفوارق بين تلك المدن في هذا التحول.
وناقش التحديات التي تواجه هذا التحول، ومنها جاهزية البنية التحتية وضرورة تطبيق استراتيجيات واقعية قابلة للتحقيق وليست مجرد نظريات على الورق.
وأوضح أحمد عادل، أن التوجه نحو المدن الذكية ليس واحداً لكل جيل أو لكل مدينة، ما يتطلب وضع خطط مرنة تتناسب مع الموارد المتاحة والمعايير الخاصة بكل مدينة، بهدف إدارة هذه الموارد بشكل أكثر كفاءة.
وبيّن أن مصر تعمل حالياً على تحويل 60 مدينة إلى مدن ذكية، بما يضمن إدارة أفضل للموارد، وجذب الكثافة السكانية إليها، لمواجهة التكتلات السكانية في المناطق الحضرية القائمة.
كما أكد عادل أن هناك مدناً مصرية بدأت بالفعل في تحقيق خطوات فعلية نحو التحول الذكي، مشيراً إلى أهمية متابعة هذه التجارب ومراجعة جاهزية كل مدينة على حدة.
وأضاف أن التحول الذكي للمدن سيسهم في تحسين جودة الحياة، ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، ويخفف من الضغط على المدن القائمة، مع تحقيق الهدف الأساسي لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة.
أكد أهمية الابتكار والشراكة بين القطاعين العام والخاص في إنجاح عملية التحول، وتبني الحلول الذكية في التخطيط والتنفيذ، ليكون للمدن المصرية دور ريادي في مستقبل المدن الذكية المستدامة.