عصر جديد من الابتكار والتكنولوجيا تترقبه الصناعة المصرفية المحلية مع الاقتراب من بدء تشغيل أول بنك رقمي في مصر «وان بنك» فى بداية عام 2025 والمرتقب أن يُحدِث نقلة نوعية ويوفر للعملاء تجربة مصرفية رقمية متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات المالية التي ستتيح للعملاء إمكانية الحصول على المنتجات البنكية المختلفة وتنفيذ التحويلات وإصدار الأوعية الادخارية دون الوجود المباشر بالفروع  البنكية التقليدية ليتمكن العملاء من إدارة أموالهم بسهولة ومرونة من خلال منصة رقمية متطورة توفر مجموعة واسعة من الميزات والخدمات .

وفي حوار «أموال الغد» مع شريف البحيري، الرئيس التنفيذي، العضو المنتدب لشركة مصر للابتكار الرقمي MDI المسؤولة عن إطلاق أول بنك رقمي في مصر أشار إلى أن «وان بنك» يهدف إلى تقديم خدمات مصرفية رقمية مخصصة ورفيعة المستوى تتماشى مع أجندة الدولة للشمول المالي والتحول الرقمي، وذلك من خلال منتجات وخدمات مبتكرة، تلبي احتياجات العملاء اليومية مع استخدام أحدث التقنيات المتطورة لحماية بيانات العملاء وتأمين معاملاتهم.

البحيري أكد في حواره حرص “وان بنك” على التعاون الوثيق مع الجهات التنظيمية لضمان الامتثال الكامل لمعايير قطاع البنوك وتحقيق أعلى مستوى من الأمان والثقة، وإلى نص الحوار..

كيف ترى أهمية البنوك الرقمية ودورها في تعزيز الشمول المالي وأبرز التحديات التي تواجهها؟

البنوك الرقمية تلعب دورًا محوريًا من خلال توفير خدمات مصرفية رقمية متقدمة ومتخصصة تتمشى مع أجندة الدولة والبنك المركزي المصري للشمول المالي والتحول الرقمي ومن خلال منتجاتنا وخدماتنا المبتكرة، نلبي احتياجات العملاء اليومية بصورة غير تقليدية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية، هذه الخدمة المتميزة لن توفر فقط قيمة استثنائية، بل تضمن أيضًا الأمان من خلال بنية تحتية متكاملة لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

وتكمن التحديات التي تواجهها في مدى تأقلم الأفراد على الاعتماد الكامل للتقنيات الحديثة وتعزيز الوعي بين العملاء لبناء الثقة في البنوك الرقمية، الأمر الذي يعد ضروريًا للانتقال من الأساليب المصرفية التقليدية التي ظلت لفترة طويلة المعيار السائد في مصر.

‎هل السوق المصرية مهيأة للتوسع في تدشين البنوك الرقمية؟

السوق المصرية تعتمد على التوسع لتحقيق الربحية، وهو عنصر أساسي في إستراتيجيتنا، وشهدت معدلات الشمول المالي نمواً ملحوظاً، إذ ارتفعت بنسبة 174% بين عامي 2016 و2023، ما يعكس ظهور شريحة متزايدة من المستهلكين المهتمين بالتكنولوجيا الذين يبحثون عن حلول مصرفية متطورة.

كما أبدى “المركزي” المصري دعماً قوياً لإطلاق البنوك الرقمية، ما يبرز التزامه بالابتكار والشمول المالي، بالإضافة إلى ذلك، فإن التدقيق الذي أجراه “المركزي” يضمن توافق نموذجنا المصرفي الرقمي مع الخصائص الخاصة بالسوق المصرية، ما يوفر أساساً متيناً لتحقيق النجاح.

‎هل ستكون المصارف الرقمية وسيلة لجذب مؤسسات تمويل وبنوك خارجية لاقتحام السوق المصرية؟

بالطبع يمكن أن تقدم البنوك الرقمية فرصًا كبيرة لجذب المستثمرين الأجانب، إذ إن 48.1 مليون مواطن من إجمالي 67.3 مليون مواطن في الفئة العمرية (16 سنة فأكثر) يحق لهم فتح حسابات، بما يعادل 71.5%، مقارنة بنحو 70.7% في ديسمبر 2023.

ما أبرز التجارب الناجحة في الدول التي منحت رخص بنوك رقمية وكيف يمكن الاستفادة من تجارب هذه الدول؟

“NuBank” أُطلق في البرازيل كأول بنك رقمي عام 2014، وحسب تقريرهم السنوي، ساعد النموذج الرقمي عملاءه على توفير أكثر من 11 مليار دولار من الرسوم المصرفية في عام 2023 وتوفير أكثر من 440 مليون ساعة انتظار في طوابير الخدمة على مدى سنوات سبع.

كما أُطلق “Revolut” في المملكة المتحدة عام 2015 كشركة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية، قبل أن تتحول إلى بنك رقمي في عام 2022، و في عام 2017، أصبح “Monzo” أول بنك يحصل على ترخيص بنك رقمي في المملكة المتحدة، بينما كان بنك “N26” في ألمانيا أول من حصل على هذا الترخيص في الاتحاد الأوروبي عام 2016.

يبلغ عدد مستخدمي البنوك الرقمية حول العالم أقل من 500 مليون، حيث يُعد “NuBank”  الأكبر من حيث قاعدة العملاء بواقع 93 مليون عميل، يليه بنك “Tinkoff”  الرقمي في روسيا الذي يضم 23 مليون عميل.

كما أشار تقرير”Accenture”  إلي أن البنوك الرقمية تمكنت من جذب 12% من العملاء الجدد في الأسواق المتقدمة خلال 2020.

ويمكن الاستفادة من هذه التجارب في تطوير المنتجات والخدمات لـ”وان بنك” ومن خلال تبني تقنيات متقدمة في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، ونجري دراسة الممارسات العالمية والإقليمية بعناية للتعلم من تجاربها وتفادي الأخطاء السابقة، ما يضمن أن تبقى إستراتيجيتنا مرنة وموجهة نحو المستقبل.

حدثنا عن إستراتيجية وان بنك وآلية تقديم الخدمات المصرفية؟

“وان بنك” يهدف إلى تقديم خدمات مصرفية رقمية مخصصة ورفيعة المستوى تتمشى مع أجندة الدولة للشمول المالي والتحول الرقمي، من خلال المنتجات والخدمات المبتكرة، ما يلبي احتياجات العملاء اليومية، وتتضمن الخدمات المقدمة الأمان من خلال بنية تحتية شاملة لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

هل سيعتمد البنك في البداية على العملاء الأفراد فقط أو ستكون هناك خطة للعمل بالتوازي مع قطاع الشركات؟

“وان بنك” سيقدم خدمات للأفراد والشركات، لكن المرحلة الأولى ستركز فقط على العملاء الأفراد، تليها الشركات، ونسعى إلى استخدام أحدث التقنيات المتطورة لحماية بيانات عملائنا وتأمين معاملاتهم، ونحرص أيضًا على التعاون الوثيق مع الجهات التنظيمية لضمان الامتثال الكامل لمعايير قطاع المصارف وتحقيق أعلى مستوى من الأمان والثقة.

ما موعد بدء عمل البنك وإطلاق أولى خدماته بشكل فعلي في السوق المصرية؟

من المقرر أن يُطلق “وان بنك” أوائل عام 2025، بعد الانتهاء من إجراءات الحصول على الموافقة النهائية والحصول على رخصة التشغيل من البنك المركزي المصري.

ماذا عن خطط البنك لضمان أمن المعلومات وحماية البيانات الشخصية للعملاء؟

توفير أقصى درجات الأمان لعملائنا وحماية بياناتهم أولوية قصوى ونفعل ذلك من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة لتأمين معاملاتهم.

أولاً، نستخدم تقنيات التشفير المتقدمة لحماية المعلومات أثناء نقلها وتخزينها، ما يضمن سرية البيانات ويقيها من الوصول غير المصرح به، بالإضافة إلى تحديث الأنظمة بانتظام لسد أي ثغرات أمنية وحمايتها من الهجمات السيبرانية، ونطبق إجراءات مصادقة متعددة العوامل لزيادة أمان الحسابات والمعلومات الحساسة.

ولدينا أيضًا أدوات مراقبة متقدمة لاكتشاف الأنشطة المشبوهة والتهديدات الأمنية في نفس وقت حدوثها، ويعمل مركز عمليات الأمن السيبراني على مدار الساعة لمراقبة أي تهديدات رقمية والتعامل معها فورًا؛ فاستثمارنا في تدريب الأمن السيبراني لفرقنا هو جزء أساسي من إستراتيجيتنا، ونحرص على أن يكون فريقنا مؤهلاً لمواجهة أحدث التهديدات.

بالإضافة إلى ذلك، نلتزم بالامتثال لأحدث معايير الأمان والخصوصية في قطاع البنوك، بما في ذلك المعايير العالمية مثل ISO 27001وPCI-DSS، ونستخدم أفضل أنظمة الأمان المتاحة في السوق، وأخيرًا، نطبق سياسات صارمة لإدارة الولوج للأنظمة لضمان أن المعلومات الحساسة متاحة فقط للأشخاص الذين يحتاجون إليها فعلاً، بناءً على مبدأ الحاجة فقط.

ما المعايير التى يتم اختيار فريق العمل فى “وان بنك” على أساسها؟

تم اختيار فريق العمل بناء على خبرات مختلفة في مجالات البنوك والاتصالات والتكنولوجيا وهذا التنوع في الخبرات يحقق نتائج مختلفة في الأفكار المبتكرة والمنظور المختلف المتعارف عليه الأمر الذي يحقق بيئة عمل مختلفة غنية بالأفكار المختلفة.

حدثنا عن ثقافة العمل التي تصنعها فى البنك الرقمي؟

ثقافة العمل في البنك الرقمي تعتمد على الابتكار، والتعاون، والمرونة، مع التركيز على العميل وتحقيق تجربة مصرفية سلسة وآمنة.

ومن بين العناصر التي تشكل هذه الثقافة التركيز على العميل لفهم احتياجات العملاء بشكل عميق والعمل على تقديم حلول مبتكرة وملائمة، بجانب دعم الابتكار وتشجيع التجارب التكنولوجية الجديدة التي يمكن أن تحسن من كفاءة العمليات وجودة الخدمات، وتشجيع ثقافة التواصل المفتوح، إذ يكون الموظفون مدركين لأهداف البنك وإستراتيجياته، وتعزيز العمل الجماعي والتعاون بين الفرق المختلفة من خلال بيئة تشجع على تبادل الأفكار والمعلومات بحرية.

ما أكثر الفئات التي يستهدفها البنك؟ وكم قاعدة العملاء التي يسعى إلى جذبها؟

عدد المستهدف من العملاء هو أكثر من 720 ألفًا خلال السنة الأولى من التشغيل، مع توقع زيادة العدد إلى أكثر من 2 مليون عميل خلال العامين الأوليين.

وفي البداية، سنركز على استهداف الشباب الذين يتبنون التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير ولديهم استعداد للتحول إلى تجربة رقمية كاملة، وبعد المرحلة الأولى، سيتم التوسع بشكل أكبر ليشمل مزيدًا من الفئات، وتغطية منطقة جغرافية أوسع في مصر، ثم سيكون التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة والحسابات المؤسسية.

هل يسعى البنك إلى زيادة رأسماله المصدر فى المستقبل القريب؟

رأسمال البنك الحالي 4 مليارات جنيه وقد يصل إلى أكثر من ذلك بالتزامن مع خططنا التوسعية.