صندوق النقد: مصر تتمتع بإمكانات نمو هائلة والجهود الحكومية أدت إلى استقرار الاقتصاد

قالت إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، إن جهود الحكومة المصرية أثمرت عن استقرار اقتصادي، مؤكدة على أهمية هذه الخطوة، مشيرة إلى أن التحدي المقبل يكمن في تحقيق التحول الاقتصادي المنشود.

ولفتت هولار إلى أن مصر تتمتع بإمكانات نمو هائلة، ولا سيما القوى العاملة الشابة، مؤكدة  على أهمية الاستثمار في بناء رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب لتلبية احتياجات سوق العمل المتنامي.

وشددت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، على ضرورة خلق فرص عمل عالية الجودة، مشيرة إلى الدور الكبير الذي لعبته الدولة في الاقتصاد المصري خلال السنوات الأخيرة. ومع ذلك، أكدت على أهمية تسهيل عمل القطاع الخاص وتقليص دور الدولة في الأنشطة الاقتصادية غير الاستراتيجية.

وتابعت: «وجزء من تعزيز النمو في المستقبل، وهو أيضاً جانب أدركته السلطات نفسها، هو إخراج الدولة من النشاط الاقتصادي وإفساح المجال للقطاع الخاص.»

وأوضحت هولار أن الحكومة المصرية تعمل على وضع خطط واضحة لسحب الدولة من هذه القطاعات، مع التركيز على تحسين المالية العامة والاستثمار في التعليم والصحة.

وفيما يتعلق بالقطاع التجاري، أشارت هولار إلى أهمية السياحة والتجارة كمحركين للنمو الاقتصادي. ودعت إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في التجارة، خاصة في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية.

وأكدت هولار على أهمية جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتعزيز نقل التكنولوجيا وتطوير المنتجات المصرية. وشددت على أهمية تحسين بيئة الأعمال لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار والنمو.

وعلى صعيد تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد المصري، قالت إيفانا فلادكوفا هولار، إنهم توقعوا في البداية أن يكون للصراع في غزة تأثير سلبي كبير على السياحة المصرية، مشيرة إلى وجود بعض التردد من جانب السياح في بداية الأزمة، إلا أن قطاع السياحة أثبت مرونته الكبيرة، خاصة مع انخفاض قيمة الجنيه المصري الذي جعل مصر وجهة سياحية أكثر جاذبية.

وأكدت هولار أن التأثير الأكبر للصراع كان على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن تحويل مسارات الشحن بعيدًا عن قناة السويس كان له تداعيات اقتصادية كبيرة على مصر والعالم أجمع. وأوضحت أن هذا التحويل أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخير وصول البضائع، مما أثر سلبًا على تدفقات النقد الأجنبي إلى مصر.

ولفتت هولار إلى أن عائدات قناة السويس شهدت انخفاضًا حادًا بنسبة 50% في شهر فبراير الماضي، مؤكدة على أن هذه الصدمة الاقتصادية كانت كبيرة للغاية.

كما أشارت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، إلى أن مصر والبلدان التي تواجه ظروفاً اقتصادية مشابهة تحتاج إلى تطبيق سياسات حازمة وإصلاحات هيكلية لإعادة بناء الثقة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

وأشارت هولار إلى أن الصراع في غزة والحرب في أوكرانيا هما مثالان على الصدمات الخارجية التي تواجهها مصر ودول أخرى، مؤكدة على أهمية اتباع سياسات اقتصادية سليمة لمعالجة هذه الصدمات وتصحيح الاختلالات الاقتصادية.

وأوضحت أن صندوق النقد الدولي والشركاء الرسميون الآخرون يقدمون الدعم المالي والفني للدول التي تواجه هذه التحديات، مما يساعدها على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة واستعادة الاستقرار المالي.

وأكدت هولار على أهمية بناء الثقة بين المستثمرين والقطاع الخاص، مشيرة إلى أن ذلك يساهم في جذب الاستثمارات وتوفير السيولة اللازمة للاقتصاد.