«توتال» تدرس إنتاج الهيدروجين في تونس وتصديره إلى أوروبا

تدرس شركة الطاقة الفرنسية العملاقة “توتال إنرجيز” وشركة المرافق النمساوية “فيربوند” إنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس، قبل تصدير الوقود الخالي من الانبعاثات عبر خط أنابيب إلى أوروبا.

بموجب مذكرة تفاهم موقعة مع الحكومة التونسية، تعتزم شركة “فيربوند” و”تي إي إتش 2″ – وهو مشروع مشترك مملوك بنسبة 80% لـ”توتال إنرجيز” و20% لشركة “إرين غروب” (Eren Groupe SA) في لوكسمبورج- دراسة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. وسيستخدم مشروع “إتش 2 نوتوس” أجهزة التحليل الكهربائي العاملة بالطاقة المولدة من مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية البرية الكبيرة، وسيُزود بمياه البحر المحلاة، لإنتاج 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً خلال مرحلته الأولى.

من المقرر تصدير الغاز عبر “ساوت إتش 2 كوريدور” (SoutH2 Corridor)، وهو مشروع خط أنابيب الهيدروجين الذي يربط شمال أفريقيا بإيطاليا والنمسا وألمانيا، بحسب بيان مشترك أصدرته الشركتان اليوم الثلاثاء. ومن الممكن تشغيل هذا المشروع، الذي سيتضمن أكثر من 70% من خطوط الأنابيب المعاد استخدامها، بحلول 2030 تقريباً.

وأشاد صُناع السياسات الأوروبيون في الأعوام الأخيرة بالهيدروجين كعامل أساسي في الحد من استخدام الوقود الأحفوري في صناعات مثل صناعة الصلب، والحد من اعتماد المنطقة على الغاز الطبيعي الروسي. وبالرغم من ارتفاع أعداد مشاريع الهيدروجين الأخضر في القارة، وصل القليل منها إلى مرحلة الموافقة النهائية؛ نظراً لأن الإنتاج والنقل على نطاق واسع لا يزالان أعلى تكلفة من الغاز.

عن ذلك، صرح ديفيد كورشيا، الرئيس التنفيذي لـ”تي إي إتش 2″، أن “أوروبا وجزءاً من آسيا يعانيان من نقص هيكلي في الطاقة منخفضة الكربون”، و”التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين العرض والطلب من حيث السعر”.

أوضح أن أوروبا يجب أن تساعد في تمويل ودعم مثل هذه الاستثمارات التي تسهم في أمن الطاقة، حيث ستتطلب المرحلة الأولى من المشروع استثمارات بمليارات الدولارات لتشييد محطة لإنتاج الهيدروجين، وطاقة متجددة بقدرة 3 جيجاوات، وخط أنابيب يربط بين جنوب تونس وشمالها، وربما يُتخذ قرار الاستثمار النهائي خلال 2027 على أقرب تقدير، وفقاً لكورشيا.

وقال الرئيس التنفيذي لـ”تي إي إتش 2″ إن “فيربوند”، التي تمتلك حصة أقلية في مشروع “إتش 2 نوتوس”، ستكون أحد مشتري الغاز النظيف، فيما أبدت شركات أخرى في ألمانيا والنمسا اهتمامها بالأمر أيضاً.

وتعمل “تي إي إتش 2” أيضاً على تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر في دول مثل تشيلي وموريتانيا وأستراليا.