«روش» للأدوية تضخ 660 مليون جنيه استثمارات.. وتخطط لنقل تكنولوجيا معقدة للمصانع المصرية

قال الدكتور محمد سويلم، مدير عام روش مصر للأدوية، إن الشركة ضخت استثمارات خلال العام الماضي بقيمة 660 مليون جنيه، موضحًا أن تلك الاستثمارات تساهم في نمو عجلة الاقتصاد المصري، ولها تأثير كبير على القطاع الصحي من حيث خلق فرص العمل و تمكين الاستثمار في القطاع.

وأضاف سويلم، في حوار مع «أموال الغد»، أن الشركة تستهدف خلال المرحلة المقبلة ضخ مزيد من الاستثمارات وفقًا لاحتياجات المرحلة واحتياجات المرضى والمنظومة الصحية ككل، وبما أن الحكومة المصرية تضع التطور المستمر للمنظومة الصحية كأولوية قصوى، ستعمل روش جاهدة على تلبية ذلك في إطار الرؤية المشتركة.

وأوضح أن مصر تعد من الأسواق الإستراتيجية المهمة حيث نركز على تحسين فرص المرضى في الحصول على الابتكارات لأعلى مستويات الرعاية الصحية المتاحة في روش عالمياً، لذلك نعمل مع كل الشركاء في المجال الصحي لتوفير أفضل الحلول لكل المرضى في مصر.

وأشار إلي أن روش تهتم حاليًا على التوطين الذي من خلاله سنقوم بنقل تكنولوجيا معقدة، إلى مصانع مصرية وطنية، موضحًا أن روش تركز على إلقاء الضوء على ما نعمل عليه في التصنيع مع الشركاء، وليس على إنشاء مصنع في السوق المصرية.

وألمح إلي أن روش عالميًا أقدمت على هذا النوع من الشراكة في عدد صغير جدًا من البلاد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وكان قرار البدأ بالعمل في مصر وهذا يعكس اهمية مصر كسوق استراتيجي و أيضا إمكانيات الدولة  لتصنيع تلك الأدوية المعقدة في العالم من خلال الشراكة مع روش، وعندما ينجح مشروع التوطين سنساهم في تحول مصر من مستهلكة للتكنولوجيا، إلى منتج لها.

وتابع سويلم، أن وصلت حتى الآن مع الشركاء في القطاع الصحي في مصر فيما يخص التوطين على اتفاقيتين: الأولى طويلة الأمد ما بين شركة روش و مدينة الدواء المصرية والثانية شراكة بين روش وشركة إيفا فارما.

ولفت إلي أنه في مطلع العام الماضي، تم الإعلان عن شراكة استراتيجية بين  شركتي روش و إيفا فارما، لتوطين إنتاج أحد الأدوية الكيميائية المتطورة للمرضى الذين يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء، وهو الاتفاق الذي بمقتضاه سيتم توطين التصنيع في مصر، ويهدف المشروع إلى تشجيع نقل التكنولوجيا، وتطوير المعرفة والخبرات اللازمة و خبرة إدارة الملف لشركة إيفا لتلك الأدوية المتطورة في المراحل القادمة وربما التصدير إلى الأسواق الناشئة في أفريقيا مستقبلا.

كما أن مصر تخطط لأن تكون مركزًا للزرع في أفريقيا وتقديم الدعم لدول القارة المجاورة باستخدام البنية التحتية القوية الحالية، وبما أن الدواء المستهدف توطينه هو دواء معالج ومساعد لمرضى الزرع في مصر لأكثر من 25 عامًا، ولا يزال مستمر ويعتبر الآن المعيار الذهبي لمثبطات المناعة في مختلف أنواع زراعة الأعضاء، في توطينه يعد ميزة إضافية في رحلة المريض داخل المنظومة الصحية ويساعد على استدامة المنفعة.

وكشف أنه تم العمل بالفعل على تجهيز المصانع لتكون قادرة على تصنيع دواءً بهذا التعقيد، ومن المفترض أن يبدأ التصنيع في 2025.

وأردف أن روش كان لنا دوراً هاماً مع الدولة ووزارة الصحة والسكان في افتتاح أول معمل متكامل التحاليل الباثولوجية والجينية في مصر ضمن مبادرة رئيس الجمهورية  للكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة والبروستاتا والقولون وعنق الرحم) المنطلقة حديثاً، وذلك بالشراكة مع شركة  .HVD Egypt

وتستهدف مبادرة الكشف عن الأورام السرطانية المواطنين من سن 18 عامًا فأكثر، للكشف عن المرض في مراحل مبكرة، مما ينتج عنه تقليل الوفيات وبالتالي تقليل أعباء الدولة المالية في إكتشاف وعلاج الحالات المتأخرة.

وذكر أن الشركة بصدد طرح عقارات في مجال أمراض العيون خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلي أن روش تركز دائمًا على تطوير رحلة المريض في ملفات عدة كالأورام وأمراض العيون والهيموفيليا والتصلب المتعدد وبعض الأمراض النادرة.

وتسعي روش لتوفير حلولاً جديدة في تلك الملفات، على سبيل المثال لا الحصر الحلول التشخيصية والحلول الذكية التي تحسن من تجربة المريض، وليس بالضرورة طرح أدوية جديدة في السوق، كما تهتم بجميع أركان الرعاية الصحية في تلك الملفات، ومرحلة العلاج تمثل ركن واحد.

وتابع: “تستخدم روش تقدمها السريع في علم الأحياء الجزيئي لتوسيع محفظتها وتطوير علاجات مجالات الأمراض مثل علم الأعصاب، والتصلب المتعدد، وطب العيون، وعلم الدم.

ولفت إلي أن الشركة خصصت 19٪ من عائداتها عالميًا منذ عام 2018 حتي الآن في مجال التطوير والابتكار حيث خصصت نحو 15 مليار دولار خلال العام الماضي، متوقعًا زياداتها خلال 2024.

وأكد أن روش تعتبر شريكًا فعّالًا في توفير حلول علمية متطورة للأطباء المصريين، حيث توظف الحلول الرقمية لتبادل المعرفة والمقالات الطبية الأحدث.

وكان سويلم قال في فبراير الماضي، إن روش تتماشي مع خطة الدولة في أن تبرز مصر رائدةً في مجال صناعة الأعضاء في القارة بتدصير الدواء إلى إفريقيا، لأفتًا إلي أن مصر تمتلك بنية تحتية ومستشفيات وأطباء وخبراء في مجال زراعة الأعضاء، لذا تفخر شركة روش في مصر بمساهمتها في تحقيق هذا الهدف.

وتابع أنه حتى الآن أُجريت زراعة 14 ألف كلية وألفي كبد، بمعدل يصل إلى 1500 حتى 1800 زراعة كل عام، ويستخدم نحو 60 في المئة من المرضى الذين يخضعون لعملية زراعة الأعضاء أدوية روش لتثبيط المناعة.

وكانت الدولة المصرية طورت معهد ناصر الطبي، ليضم أكبر مركز لزراعة الأعضاء في الشرق الأوسط بطاقة 300 سرير و12 غرفة عمليات، بحسب وسائل إعلام محلية.