صندوق النقد: التوترات الجيوسياسية تُشكل مخاطر كبيرة على نمو اقتصادات الدول النامية

حذر صندوق النقد الدولي من استمرار تباطؤ النمو وارتفاع التضخم في الدول النامية، مشيراً إلى أن التوترات الجيوسياسية وتداعياتها الاقتصادية العالمية تُشكل مخاطر كبيرة على هذه الدول.

قال بيير أوليفييه جورينشا، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إن التوقعات للنمو في الدول النامية قد تم تخفيضها مقارنة بتقديرات يناير 2020، مع استثناء الدول النامية منخفضة الدخل التي شهدت ارتفاعًا طفيفًا في توقعات النمو.

وأرجع جورينشا هذا التخفيض إلى استمرار تأثير جائحة كورونا على النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وانعدام الأمن الغذائي المتزايد في بعض الدول.

أشار إلى أن التضخم يشكل تحديًا كبيرًا للدول النامية، حيث ارتفعت الضغوط السعرية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، بالإضافة إلى ضعف حيز المالية العامة في هذه الدول.

وأضاف غورينشا أن التوترات الجيوسياسية، تُشكل مخاطر كبيرة على النمو والاستقرار في الدول النامية. حيث يمكن أن تؤدي هذه التوترات إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، وتعطل سلاسل التوريد، وتراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي.

قدم صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير سيناريو افتراضي يُظهر تأثير المزيد من التوترات الجيوسياسية على الاقتصاد العالمي. ويشير السيناريو إلى أن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 15% بشكل مستدام قد يؤدي إلى زيادة التضخم العالمي بنحو 0.7%، مع انخفاض الناتج العالمي.

جورينشا حث الدول النامية على اتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع هذه التحديات، بما في ذلك دعم الفئات الأكثر ضعفًا من خلال برامج التحويلات النقدية ودعم المواد الغذائية، وتشديد السياسة النقدية لمكافحة التضخم، مع مراعاة تأثير ذلك على النمو، إضافة إلى تعزيز الإصلاحات الهيكلية لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، مثل تغير المناخ والأوبئة.

يُواجه النمو في الدول النامية تحديات كبيرة، خاصة مع ارتفاع التضخم، والتوترات الجيوسياسية. وتحتاج هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع هذه التحديات، وضمان تحقيق نمو مستدام وشامل.