العضو المنتدب لـ«مصر للتأمين»: دراسة التوسع في تغطية مخاطر الأمن السيبراني.. ونسعى لزيادة الانتشار الإقليمي

إدارة مجمعة إعادة التأمين للممتلكات التابعة للاتحاد الأفروآسيوي.. ونهدف لزيادة معدلات الاحتفاظ

نخطط للتوسع بنشاط «متناهي الصغر».. ووثيقة «حياة كريمة» أبرز جهود تعزيز الشمول المالي

في الوقت الذي تحتفي فيه «مصر للتأمين»- إحدى شركات صندوق مصر السيادي  للاستثمار والتنمية- بمرور 90 عاماً على تأسيسها على يد رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب، استطاعت الشركة على مدار 9 عقود التغلب على التحديات والتغيرات التي مرت بها لتصبح أكبر كيان تأميني عام بالسوق المصرية، برأسمال مدفوع يبلغ حالياً 8 مليارات جنيه، وحجم أقساط 14 مليارًا خلال العام المالي 2023/2022.

عمر جودة، عضو مجلس الإدارة المنتدب، الرئيس التنفيذي لـ«مصر للتأمين»، أكد أن شركته استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات خلال العام الماضي 2023 أبرزها الحصول على تصنيف محلي AAA.EG لعام 2022/ 2023  من مؤسسة AM best  العالمية، كما رفعت مؤسسة «Fitch» العالمية تصنيف الشركة من “egy” + AA إلى “egy” AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة، علاوة على اقتناص إدارة مجمعة إعادة التأمين للممتلكات التابعة للاتحاد الأفروآسيوي للتأمين بدءًا من يناير 2024.

جودة أضاف، في حوار له، أن شركته تعمل على تحقيق الشمول المالي والتأميني وتحقيق التنمية المستدامة وتمكين المرأة بما يتوافق مع إستراتيجية الدولة، بالإضافة إلى تدعيم الخبرات والعنصر بالبشري بمصر للتأمين.

وأشار إلى أن شركته تدرس التوسع في تأمين مخاطر الأمن السيبراني وتراقب الأسواق العربية للتوسع بها إذا ما سنحت الفرصة، إضافة إلى التوسع في منتج التأمين متناهي الصغر، وإلي نص الحوار..

90 عاماً مرت على تأسيس «مصر للتأمين»، ما أبرز النجاحات التي حققتها خلال هذه الفترة؟

تحتفل الشركة هذا العام بمرور 90 عاماً على إنشائها على يد رائد الاقتصاد الوطني طلعت حرب في عام 1934 لتكون أول شركة تأمين وطنية برأسمال مصري وإدارة مصرية خالصة واستطاعت على مدار تاريخها أن تفي بالوعد الذي قطعته والتزمت بأن تكون حصن أمان للملايين على مدار 9 عقود مرت فيها الشركة بالعديد من التحديات والتغييرات شأنها شأن جميع المؤسسات الاقتصادية، ولكن نظرا لما اكتسبته الشركة من الخبرة والكفاءة والحرص الدائم على التطوير والعمل على التوافق مع المعايير الدولية في صناعة التأمين استطاعت مصر للتأمين الاحتفاظ بمكانتها داخل السوق المصرية كأعرق وأكبر شركة تأمين ممتلكات يثق بها عملاؤها.

واستطاعت الشركة تحقيق العديد من الإنجازات خلال العام المنصرم كان لها الأثر في تدعيم مكانتها الإقليمية وقد تحققت هذه الإنجازات بالعديد من الجوانب ليس فقط على مستوى الصناعة.

ما أبرز التطورات الخاصة بالتصنيف الائتماني للشركة؟

استطاعت الشركة خلال العام الماضي أن تدعم مركزها لدى شركات التصنيف العالمية فقد حصلت على تصنيف محلي AAA.EG لعام 2022/ 2023 من مؤسسة AM best العالمية، كما رفعت مؤسسة “Fitch” العالمية تصنيف الشركة من “egy “+ AA إلى “egy “AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة؛ وهو أعلى فئة تصنيف تمنحه “فيتش” العالمية لمؤسسة مصرية نظرًا لقوة المركز المالي للشركة ومكانتها المتميزة بالسوق كأكبر شركة تأمين مصرية.

تعد “مصر للتأمين” من أعرق الكيانات العربية والإقليمية، فما أبرز دعائم مكانة الشركة خلال الفترة الماضية؟

الشركة حققت العديد من الإنجازات التي دعمت مركزها الإقليمي عربياً وإفريقياً فقد حصلت على عضوية المجلس الفني لإدارة مجمعة تأمينات الطاقة والبترول في الاتحاد الأفروآسيوي للتأمين، وكذلك عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التأمين الإفريقية، وعضوية المجلس الفني لإدارة الصندوق العربي لتأمينات أخطار الحرب، وإدارة مجمعة إعادة التأمين للممتلكات التابعة للاتحاد الأفروآسيوي للتأمين وإعادة التأمين بدءًا من يناير 2024.

تتوجه صناعة التأمين المصرية نحو دعم الشمول المالي والتأميني، ما التطورات الخاصة بهذا الشأن في الشركة؟

وقعت الشركة العديد من اتفاقيات الشراكة مع أكبر المؤسسات في مصر من أجل وصول خدماتها إلى جموع المواطنين في إطار المساهمة في امتداد الشمول المالي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة والوصول للعملاء بشكل أسرع لتقديم الخدمة التأمينية.

كما عملت الشركة على تقديم مجموعة متميزة من المنتجات التأمينية للأفراد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بتكلفة تأمينية منخفضة في إطار اهتمامها بالتأمين متناهي الصغر وسعياً لتحقيق الشمول التأميني.

ما أبرز دعائم الشركة لتطوير العنصر البشري؟

“مصر للتأمين” اهتمت بتبني سياسة شاملة لتطوير العنصر البشري ورفع كفاءته إيماناً منها بأهمية الاستثمار في هذا العنصر، وذلك من خلال البرامج والدورات التدريبية التي وفرتها في مختلف المجالات للعمل على تطوير وتحسين كفاءة العنصر البشري ليس داخلياً فقط؛ إنما بالتوازي مع توفير التدريب الملائم لطلبة الجامعات المصرية المختلفة بمختلف المحافظات لتدريبهم وتعريفهم ببيئة العمل الخارجية.

وما خطة الشركة لتحقيق التنمية المستدامة في ظل توجهات الدولة إليها؟

ساهمنا في تقديم خدمات متعددة في إطار التنمية المستدامة ومنها إنشاء مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية في محافظة المنيا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومشروع قوى عاملة مصر.

وتدخل المدرسة عامها الدراسي الثاني للمساعدة في تطوير التعليم الفني كأول مدرسة متخصصة في تسويق الخدمات المالية في مصر وتأهيل الطلبة والطالبات بالخبرات اللازمة لسوق العمل وتدريبهم بأحدث الطرق والأساليب العلمية المتميزة، سعيًّا منها لتحقيق هدف التعليم الجيد.

وماذا عن سياسة الشركة في تمكين المرأة؟

تتبنى الشركة سياسة قوية لتمكين المرأة وتسهم في الأنشطة التي تعزز ذلك إيمانًا منها بأهمية المرأة ودورها في نهضة المجتمع.

وما أبرز ملامح إستراتيجية “مصر للتأمين” خلال 2024؟

الشركة تستهدف تحقيق هدف النمو مع الحفاظ على ربحية الأعمال؛ كما تسعى لزيادة معدلات الاحتفاظ بالعمليات التأمينية في مصر والحد من الاعتماد غير الضروري على إعادة التأمين، ما يحافظ على موارد الدولة من العملات الأجنبية، كما يمكن الشركة من الاستفادة الأفضل من إمكانياتها المالية واتساع واستقرار محفظة أعمالها.

وما خطة الشركة للتوسع بالتأمين متناهي الصغر؟

تسعى الشركة خلال الفترة المقبلة للتوسع في خدمات التأمين متناهي الصغر لإيمانها بأنه عنصر مهم في تحقيق التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمار في الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وزيادة القدرة الشرائية، إذ يحقق أهدافا مباشرة وغير مباشرة تؤدي إلى النمو وتنشيط الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل وتعزيز الشمول المالي والحد من الفقر.

فالتأمين متناهي الصغر لا يعد أداة لمواجهة الأخطار وحسب؛ إنما آلية تنموية، إذ يعد خدمة تأمينية لحماية شريحة كبيرة من أفراد المجتمع من ذوي الدخول المنخفضة من خلال توفير تغطية تأمينية ضد العديد من الأخطار في مقابل سداد أقساط بسيطة تتناسب مع طبيعة الخطر المؤمن عليه، ومن ثم أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق إستراتيجية الشمول التأميني؛ ما يترتب عليه تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وتعد وثيقة “حياة كريمة” التي أصدرتها الشركة خلال الفترة الماضية أبرز جهود دعم هذه الفئات من المجتمع؛ إذ توفر هذه الوثيقة للعملاء العديد من المزايا التأمينية مقابل قسط سنوي بسيط.

وقد استطاعت الشركة مؤخرا إصدار وثيقة “حياة كريمة” آلياً بشكل كامل يشمل كافة إجراءات العملية التأمينية؛ حيث  يستطيع العميل من خلال التطبيق تسجيل البيانات اللازمة لاستيفاء طلب التأمين وسداد قيمة قسط التأمين ومن ثم يتم إصدار الوثيقة ويستلمها العميل الكترونيا فور الإصدار وهو ما يعد خطوة هامة للوصول للعميل أينما كان بأسرع وقت وأقل إجراءات.

الدولة تتوجه نحو تحقيق الشمول التكنولوجي والأمن السيبراني.. ما خطة الشركة بشأن هذا؟

نتيجة التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم خلال الفترة الماضية زادت المخاطر والتهديدات الإلكترونية وتنوعت المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها الشركات، وغالباً ما يكون الضرر والخسائر الناتجة عن هذه المخاطر جسيمة ومتنوعة وربما يفوق الأضرار الناجمة عن الأخطار التقليدية، ولذلك تعمل الشركة على التوسع في التغطيات التأمينية المتعلقة بالمخاطر السيبرانية cyber risk insurance لما لها من آثار مادية مختلفة على الشركات.

فالكوارث السيبرانية تحقق ضررا فعالاً ومن ثم خسارة مالية كبيرة، خاصة أن الخطر غير ملموس كبقية الأخطار الأخرى التي يمكن رؤيتها واكتشافها؛ لكن الكارثة السيبرانية لا تكتشف إلا بعد مدة من حدوثها.

وما أبرز القنوات التسويقية التي تستخدمها الشركة للترويج لمنتجاتها؟

“مصر للتأمين” تتبنى منذ فترة رؤية تسويقية تعتمد على الدخول في شراكات مع مؤسسات في السوق المصرية من أجل تحويل العملية التأمينية لتجربة ترويجية ممتعة ومفيدة للعملاء والتي شملت الاستفادة من تطبيق المحمول الخاص بالشركة والذي يمكن العميل من اتخاذ إجراءات إصدار وثيقة السيارات بكل سهولة ويسر دون الانتقال للفرع، علاوة على إمكانية الإبلاغ عن الحادث من خلال التطبيق.

كما أبرمت شراكات وبروتوكولات من شأنها الاستفادة من التطور التكنولوجي لاتباع وابتكار طرق سريعة للوصول للعملاء من خلال خدمات التحصيل الإلكتروني، وذلك بإتاحة قنوات وخدمات التحصيل الإلكتروني المناسبة حتى يتمكن العميل من الدفع الإلكتروني لأقساط وثائق التأمين المتنوعة مما يساعد في توفير الوقت والجهد، إضافة إلى ما يوفره الدفع الإلكتروني من مجموعة واسعة من خيارات الدفع تيسيرا على العملاء.

وكيف تستطيع الشركة التعرف على مستوى رضا العملاء عن الخدمة المقدمة بهذه الوسائل الجديدة؟

الشركة توسعت مؤخرا في خدمات مراكز الاتصال (خدمة العملاء) لتحسين تجربة العملاء؛ من أجل الاستفادة من التحول الرقمي لجذب المزيد من العملاء وتوفير أعلى معايير الرضا وذلك من خلال توفير تجربة إيجابية للعملاء تمكنا من التجاوب السريع مع استفسارات وشكاوى وملاحظات العملاء والتفاعل معهم بشكل فعال، ما يتيح لنا الفرصة للتعرف على احتياجات العملاء ومتطلباتهم من أجل تطوير منتجاتنا وخدماتنا التأمينية بناء على تجارب العملاء، ما يزيد من رضاهم ويعزز ولاءهم للشركة.

ماذا عن الشبكة الجغرافية للشركة، وخطتكم للتوسع الإقليمي خلال الفترة المقبلة؟

لدى “مصر للتأمين”  ما يزيد على 80 فرعاً منتشرة في أنحاء الجمهورية كافة، بالإضافة إلى التوسع الإقليمي من خلال الانتشار ببعض الدول العربية، وهي الكويت وقطر والإمارات بمدينة دبي، ومن المعروف أن الأسواق العربية من الأسواق الواعدة في قطاع التأمين وتسعى الشركة للوجود وبناء علامة تجارية مميزة بها، من خلال تقديم الخدمة التأمينية الملائمة للعملاء ودراسة الأسواق الخارجية والتطوير المستمر وتقييم أداء الفروع وإمدادها بالكفاءات والخبرات المطلوبة لزيادة قدرتها وتحسين إنتاجيتها.

وتراقب الشركة محيطها الإقليمي لدراسة التوسع فيه إذا سنحت الفرصة الاقتصادية  المناسبة، اعتمادًا على قوة الشركة المالية وخبرتها الممتدة وكذلك احتياجات الأسواق الإقليمية المختلفة، كما تراقب تطور الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول الشقيقة والتى قد تسنح الفرصة المناسبة للشركة بالامتداد إليها عند عودة الاستقرار السياسي لتلبية حاجات الأسواق المحلية من إمكانيات “مصر للتأمين”.