توقعات بارتفاع مصروفات شحن الحاويات بعد اتجاه بعض السفن لمسارات بديلة

سادت توقعات بارتفاع أسعار شحن الحاويات بعد اتجاه عدد من الخطوط الملاحية لتغيير مسارات عبورها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وذلك لتجنب أي مخاطر محتملة قد تتعرض لها في البحر الأحمر جراء استهداف جماعة الحوثي في اليمن السفن التي لها علاقة بإسرائيل بهدف الضغط لوقف العدوان على قطاع غزة.

أعلن عدد من الخطوط الملاحية عن تحويل مساراتها بعيدا عن البحر الأحمر بشكل مؤقت لحين استقرار الأوضاع مثل ميرسك ، وmsc” وcma، فيما أشارت قناة السويس في بيان رسمي إلى أن 55 سفينة غيرت مسارها إلى طرق ملاحة بديلة.

في هذا الصدد، قال محمد مصيلحى، رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية، إن نحو 20 خطا ملاحيا قرر تغيير مساره من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح بسبب الخوف من استهداف سفنهم من جانب جماعة الحوثيين.

وشهدت الفترة الأخيرة تصاعد استهداف الحوثي سفنا فى البحر الأحمر  كانت متجه لموانئ إسرائيل بهدف الضغط عليهم لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني الذي يشنه الاحتلال منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر.

وأضاف رئيس الغرفة أن تغيير مسار الخطوط الملاحية مجرد حل مؤقت لحين السيطرة على استهداف السفن من جانب الحوثيين مشيرا إلى مخاطر هذه العمليات التي قد ينتج عنها زيادة بوالص التأمين خلال الفترة الراهنة، ما يرفع فرص زيادة أسعار نولون شحن البضائع.

وتوقع مصيلحي تأثر سلاسل الإمداد العالمية بشكل سلبي خلال الفترة الراهنة بسبب زيادة مدة شحن البضائع بين آسيا وصولاً إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، التي تصل إلى 9 أيام أضافية مقارنة بالعبور من قناة السويس الذي يعد أقصر طريق ملاحي على مستوى العالم.

بدوره أكد مدحت القاضي نائب غرفة الملاحة العربية، أن أبرز الخطوط الملاحية التى أعلنت عن تغيير مسارها من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح هي “ميرسك” العالمي، و”msc”، و”cmc”، بسبب مخاطر نقل حاويتهم عبر البحر الأحمر.

وأضاف أن تغيير مسار السفن سيرفع تكلفة شحن البضائع بين آسيا وأوروبا بنحو مليون دولار تقريبا بسبب طول مسافة الرحلات عن طريق رأس الرجاء الصالح مقارنة بالعبور من قناة السويس.

وأشار إلى ضرورة السيطرة على هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر لأنها تهدد حركة التجارة العالمية.

ولفت إلى أن 40 % من حركة التجارة العالمية تعبر من البحر الأحمر سنوياً، منها 6 ملايين برميل وقود بواقع 23 ألف سفينة كانت تتجه الى ذلك المسار.

وأكد أن بضائع بقيمة 2 مليار دولار تعبر من قناة السويس يومياً، ثم تتجه الى البحر الأحمر للوصول إلى شرق آسيا، متوقعا زيادة نولون شحن البضائع جراء مخاطر عبور السفن من البحر الأحمر منذ استهداف سفن تجارية  من جانب الحوثثين.

من جانها قالت أمل عواد، المدير التجاري لـ”msc” العالمي، إن الخط قرر تغيير مسار سفنه إلى طريق رأس الرجاء الصالح نهاية الأسبوع الماضي، بهدف تجنب مخاط العبور من البحر الأحمر.

وأضافت أن الخط أضطر إلى ذلك بسبب استهداف جماعة الحوثيين إحدى السفن التابعة له خلال الشهر الماضي، ما هدد بغرق ملايين الأطنان من البضائع.

ولفتت عواد إلى أن الاتجاه إلى طريق رأس الرجاء الصالح قرار مؤقت لحين السيطرة على استهداف السفن فى البحر الأحمر، مؤكدة أن التأمين على السفن سيزيد بشكل كبير، مع توقعات بزيادة نولون شحن البضائع لطول الرحلات عن طريق رأس الرجاء الصالح.

بدوره أكد بيتر سرور، المدير التجاري لخط مديكون التركي، أن الخط لا يعمل فى البحر الأحمر من الأساس، لذلك فهو غير متأثر بتصاعد استهداف السفن من جانب جماعة الحوثيين.

وذكر أنه تم نقل البضائع بين موانئ دمياط والإسكندرية وصولا إلى تركيا، مشيراً إلى تنظيم 15 رحلة أسبوعيا.

وأكد أن أضطربات الملاحة فى البحر الأحمر ستؤثر على انتظام سلاسل إمداد الغذاء الوقود على مستوى العالم ما يرفع الأسعار، ما يعمق من أزمة زيادة معدلات التضخم.

وتوقع زيادة إيجارات المراكب على مستوى العالم بسبب زيادة مصروفات الشحن من أوروبا إلى آسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، ما يهدد بإفلاس بعض ملاك السفن الصغيرة.