أعمده ومقالات دينا عبد الفتاح تكتب: «فلسطين».. ومعركة الوعي بالوعي تُصنع الملاحمُ والقصصُ وتُبنى الدولُ فوق أنقاض العدو مهما كان جبروته أو قوته بواسطة أموال الغد 25 نوفمبر 2023 | 1:27 م كتب أموال الغد 25 نوفمبر 2023 | 1:27 م دينا عبد الفتاح النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 29 تكشَّفَ كلُّ شىء في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، مدى بشاعة العالم، وتهشّم منطق العدالة، وازدواجية المعايير الدولية، وحماقة وأحادية وسفاهة خطابات وتصريحات الدول الكبرى، ومدى همجية ووحشية جيش الاحتلال ومن وراءهم. وليس ما تكشّفَ من باب المفاجآت “لا سمح الله”، وإنما مزيدٌ من التأكيد على فظاعة الماضي ورجاله من السفّاحين والقتلة أبناء الصهيونية العالمية، وبشاعة من يديرون العالم في وقتنا الحالي والذين يركنون ظهورهم على نصوص دينية مخترَعة أو حُرِّفَت عن موضعها على يد “سفاحين أيا كان اسمهم أو معتقدهم”، ليعيثوا في الأرض فسادًا، ويسيطر على مُخيِّلهم المريض بحرٌ من الدماء البشرية، تطفو فوقه سفينة “الأخيار” الذين يضحكون ويتسامرون، بعدما سرقوا الأرض وانتهكوا العِرضَ وحرقوا الأخضر واليابس، وقتلوا الأطفال وقصفوا المبانى، واغتصبوا النساء ودمروا المدارس والمستشفيات. إقرأ أيضاً الرئيس السيسى: هناك غياب للمحاسبة والعدالة فيما يرتكب في قطاع غزة ولبنان مصر تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة بغزة وقوات اليونيفيل بجنوب لبنان وزير خارجية مصر يناقش نظيره اللبناني التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط هذا هو العالم الذي نحياه، فضحكاتنا وسعينا الحثيث نحو السلام والعيش، والجلوس داخل بيوتنا مطمئنين، والحلم بتأمين مستقبل أولادنا والاحتفال بأعياد ميلادهم، ومشاركتهم المستقبل، وقراءة الفاتحة أمام قبور آبائنا وأحبابنا أصبحت محل شك، بتركيبة نفسية مهزوزة، كوّنتها صرخات الأطفال ورعشة أجسادهم تحت القصف الهمجي لآلة الاحتلال ومشاهد الإبادة الجماعية، وقهر الرجال الذين لم يمتلكوا القوة للدفاع عن أبنائهم، وأنين وصدمة أمهات فقدن أبناءهن كلهم في لحظة غادرة، أو حتى فناء عائلة كاملة لم يبق منها من يحكي قصتها لجيلٍ جديدٍ. كل شىء تغيّرَ لدى كل ذي قلب سليم، وسكنت الغصة حلوقنا، واضطربت عقولنا أمام مشاهد لا تحتمل الحسابات العقلية أو التأويلات المعيبة أو المبررات الفارغة. فالإنسانية بمعناها التقليدي قد طُمست، ومناهج التعايش أصبحت غير مقررة، في نظام دولي يعترف فقط بحق المحتل “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ولو بالإبادات الجماعية وبتهجير شعب عن بقية أرضه، وبسياسات أمريكية لا تحمل في طياتها أي حلول أو أي أفق سياسي يتجاوز ولو بسنتيمتر القوة الغاشمة والدعم المطلق للحليف الصهيوني بمليارات الدولارات، وبحاملات طائرات على أُهبة الاستعداد لضرب كل من تسول له نفسه الدفاع عن مقدراته الوطنية. مرحلةٌ عنونها بامتياز اليميني المتطرف المختل عميحاي إلياهو، وزير التراث الإسرائيلي، بتصريحه بأن أحد خيارات إسرائيل في الحرب على غزة، هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع الفلسطيني! بهذا الوضوح يجب أن نتحدث ونعي ونتعلم، حتى لا تكون تضحيات الفلسطينيين بلا هدف ونستفيق لما يحدث حولنا، لعلنا نتذكر الماضي، إن كنا قد نسينا، ونستوعب الحاضر، لصناعة وعي للأجيال الجديدة التي لم تحظَ بفرصةٍ للتعلّم والإدراك، ليكون هناك خط عودة أمام دولة الاحتلال، لدحرغطرستهم وسفههم العقلي. فبالوعي تُصنع الملاحم والقصص وتُبنى الدول فوق أنقاض العدو مهما كان جبروته أو قوته، فالقوة ليست بالسلاح وفقط، وليس أدل من ذلك العدوان الإسرائيلي الجبان على الأطفال في غزة لهزم المقاومة وتركيعها. فالأجيال الحالية والجديدة في مصر، يجب أن تعي قضية فلسطين الخالدة وقصتها وقدسيتها، كونها امتدادًا عربيًّا خالصًا وبوابة شرقية رئيسية لمصر، والتعريف بالمسجد الأقصى وأهميته الدينية، وبخريطة فلسطين التاريخية التي طمسها الغرب عمدا على محركات البحث الرقمية، وذلك لبناء جيل واعٍ ومسؤول يسعى للعدالة والسلام من منطق قوة في عالم لا يعترف بالضعفاء. كما يجب تعريفهم أيضًا بالموقف المصري الثابت على مدار العقود ورؤيته الواضحة من القضية الفلسطينية القائمة على الحفاظ على مقدرات الدولة الفلسطينية وسلامة شعبها، وحماية المدنيين، وتحقيق مبادئ الشرعية الدولية، وذلك وسط شكوك تبثها حملات ممنهجة على منصات السوشيال ميديا تنال من الموقف المصري الشريف تجاه القضية الفلسطينية، والتي دفعت مصر من أجلها أكثر من 120 ألف شهيد، ومليارات الدولارات التي أُنفقت للتسليح، لكسر رقبة هذا المحتل في العديد من الحروب، والتي ما زال تأثيرها حتى الآن منعكسًا على أوضاع الاقتصاد المصري. فمصر تعد أبرز من قاوم هذا الطغيان الصهيوني لسنوات طويلة، وانتصرت عليه في معركة شريفة يوم السادس من أكتوبر، رغم همجية هذا المحتل في ضرب المدن المصرية وقتله العديد من الأبرياء والأطفال، فقصف مستشفى المعمدانى في غزة واستشهاد 500 فرد على الأقل، واستشهاد عشرات الأطفال الرضع في العناية المركزة بمستشفى الشفاء بسبب قطع الأوكسجين، ومذبحة مدرستي الفاخورة وتل الزعتر شمال القطاع التى راح ضحيتها أكثر من 200 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، ما هي إلا فظائع تعيد لأذهاننا مجزرة مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية التي حدثت في عام 1970 كواحدة من أقذر المذابح التى ارتكبتها إسرائيل عبر تاريخها. ويجب أيضًا بناء وعى حقيقي بأرض الفيروز “سيناء” وأهميتها الإستراتيجية والأطماع التي تحاوطها، والتي قال عنها المؤرخ جمال حمدان في كتابه سيناء بين الجغرافيا والسياسة، قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال، ولكن في الحقيقة هي صندوق من الذهب من يتحكم فيها سيتحكم في الشرق الأوسط، ويضيف «حمدان»: «من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، من يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير، وبالتالي كان هناك دائما عدو يشكك بطريقة ما فى مصرية سيناء ويطمع فيها بصورة ما، بالضم، بالسلخ، بالعزل. هذا هي سيناء، التي انجرف الغرب بظنونه الغبية أنها خاوية على عروشها، وأنها فرصة لحل القضية بتهجير الفلسطينيين إليها، متناسين أن هناك دمًا غاليًا قد دُفع، وأن لهذه الدولة قيادةً وشعبًا قادرين على الرد والصد في الوقت المناسب، وأن هناك أيضًا أحرارًا فلسطينيين متمسكين بأرضهم منذ جيل النكبة وحتى الآن، فهم مصممون على الاحتفاظ بقضيتهم وهويتهم حتى النهاية رغم وحشية العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة والغرب. ويجب العمل أيضًا على بناء وعي متنامٍ لدى الشعب بأهمية الجيش المصري وتاريخه، وخطط تطويره التي تتبناها القيادة السياسية لمصر في السنوات الأخيرة عبر تنويع مصادر السلاح، وامتلاك القوات المسلحة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية، ورفع كفاءة الإنتاج العسكري، إلى جانب تعزيز كفاءة المقاتل المصري بالتدريب والتأهيل والمشاركة في المناورات العسكرية الداخلية والدولية. هذه السياسات التي كانت عُرضةً للنقد من جانب الإعلام المعادي لسنوات، في إشارة واضحة إلى كذبهم وتدليسهم وعدم صفاء نياتهم تجاه الدولة المصرية وجيشها، ولعلهم يفهمون الآن هم ومن وراءهم “وإن كنا لا نحتاج لإثبات شىء لهم”، لماذا كان الجيش المصري يسعى للتطور باستمرار بأحدث الأسلحة؟ وهنا نحتاج لأن تعرف الأجيال الجديدة تاريخ هذا الجيش ورموزه العظام، وسرد بطولات أبنائه الذين دفعوا أرواحهم من أجل هذا الوطن، وسطروا أسماءهم فوق جبينه، وذلك عبر صناعة عشرات بل مئات الأفلام الوثائقية التي تؤرخ هذه الملاحم، لتكوين هوية وجدانية وبصرية لدى الأجيال الجديدة تبث فيهم روح الوطنية والمثابرة والكفاح. يجب العمل أيضًا على تعزيز الوعي بالقضايا الرئيسية للدولة، وعلى رأسها الاقتصاد المصري الذي يتعرض حاليًّا لتداعيات صعبة بسبب الصراعات الجيوسياسية، وكذلك الضغوط، التي يمكن تفهمها الآن، لتمرير مخططات إقليمية للمنطقة تنال من حقها ومقدراتها، وهو ما ترفضه الإدارة المصرية رفضًا قاطعًا، فليس من المفيد أن نفهم أن الحياة بهذه السهولة، وأن ما نمربه الآن من ارتفاعات لمستويات التضخم ونقص العملة الصعبة من صنع أنفسنا وفقط، وليس أدق في تأكيد هذه الأطروحة من متابعة القنوات الأجنبية وما تتحدث به عن مصر والضغوط عليها من جانب الدول الكبرى، والذي يبدو أنهم فشلوا في تحقيقه، فمصر ليست جزءًا من مخطط الشرق الأوسط الكبير، ولن تكون، ومصر ليست دولة ضعيفة يمكن أن تخفض جناحيها أمام أى نوايا سيئة أو سياسات تآمرية عفا عليها الزمن. يجب العمل أيضًا على بناء وعي لدى الأجيال الجديدة بالغرب وازدواجيته في تناول قضايا الشرق الأوسط، وإن علاقتنا معه ليست إلا علاقة مصالح مشتركة يحكمها الكثير من الأبعاد السياسية، فأطماعه في المنطقة ما زالت موجودة، وإلا لماذا تمت صناعة إسرائيل وزرعها داخلنا على عينيه وبيديه، ويتباهى على لسان الكثير من مسؤوليه بأنها الحليف الأهم والعنصر البارز في معادلة الشرق الأوسط والسيطرة عليه. وهنا يجب ألا نتحدث لأجيالنا بلغة سياسية جافة، وإنما بلغتهم الطبيعية التي يفهمونها على منصات السوشيال ميديا، وليس أدعى من أن يكون بداية الوعي معرفتهم الحالية بالحملات الممنهجة التي تتبناها هذه المنصات لإيقاف نشر جميع أنواع المحتوى المتعلقة بالقضية الفلسطينية والجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتفاخر الشركات المسؤولة عن هذه المنصات بنصرتهم لإسرائيل بكل وقاحة، وآخرها شنهم هجومًا بقيادة البيت الأبيض على “إيلون ماسك”، مالك منصة إكس (تويتر سابقًا) للتواصل الاجتماعي، بعد تأييده منشورًا عبر “X” يشير إلى أن أفرادًا من المجتمع اليهودي يؤججون الكراهية ضد البيض. أخيرًا يجب أن نستوعب ما نحن فيه، ونعزز من قوتنا في مواجهته بالمعرفة والوعى، فهما الطريق لضرب كل هذه المخططات، وسننتصر.. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/0x16 الاحتلال الإسرائيليالاعتداء الاسرائيلي على غزةالعدوان على غزةغزةقطاع غزة قد يعجبك أيضا الرئيس السيسى: هناك غياب للمحاسبة والعدالة فيما يرتكب في قطاع غزة ولبنان 24 أكتوبر 2024 | 11:45 ص مصر تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة بغزة وقوات اليونيفيل بجنوب لبنان 10 أكتوبر 2024 | 9:39 م وزير خارجية مصر يناقش نظيره اللبناني التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط 23 سبتمبر 2024 | 12:34 م الاحتلال يعيد فتح المعابر الحدودية بين فلسطين والأردن غدا 8 سبتمبر 2024 | 10:12 م رئيس الجمهورية يناقش الأوضاع الإنسانية لغزة مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية 25 أغسطس 2024 | 3:35 م وزير الخارجية يبحث مع نظيره اللبناني مستجدات الأزمة في غزة 6 أغسطس 2024 | 11:11 ص