استطلاع: مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية قد تشهد ارتفاع «متواضع» خلال 2024

أظهر استطلاع أجرته رويترز، أنه من المتوقع أن ترتفع معظم مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية بشكل متواضع خلال العام المقبل، لتُنهي 2024 دون مستويات قياسية مرتفعة، في حين توقعت أغلبية ضئيلة من خبراء سوق الأسهم الذين تم استطلاع آراءهم أن تلامس أسواقهم قمم جديدة في غضون الأشهر الستة المقبلة.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن تحديد الاتجاع سيعتمد بشكل كبيرعلى توقعات أسعار الفائدة، حيث تنتهي البنوك المركزية في الغالب من موسم الزيادات القوية في أسعار الفائدة منذ جائحة فيروس كورونا لكبح موجة التضخم التي لا تزال خارج السيطرة تمامًا.

يتوقع معظم المتداولون والمحللون في الغالب أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة بحلول منتصف العام المقبل، وهي نتيجة غير مؤكدة على الإطلاق ولا تتماشى بوضوح مع بيانات السياسة الصادرة عن كبار محافظي البنوك المركزية.

وتتخلف توقعات خفض أسعار الفائدة جزئيًا عن آراء أغلبية ضئيلة من المشاركين في الاستطلاع، 46 من 82، الذين قالوا إن معظم المؤشرات الرئيسية ستستعيد مستويات قياسية بحلول ذلك الوقت.

ومع ذلك، من المتوقع أن يتم تداول عدد قليل فقط من أفضل 15 مؤشرًا للأسهم عند قمم قياسية بحلول نهاية عام 2024، بناءً على استطلاع أوسع أجري في الفترة من 9 إلى 22 نوفمبر شمل أكثر من 120 خبيرًا في سوق الأسهم.

وأشار أجاي راجادياكشا، رئيس مجلس الإدارة العالمي للأبحاث في بنك باركليز: «بعد التوصية لربعين متتاليين بالنقد على الأسهم والسندات، نتوقع الآن أن تحقق الأسهم عوائد عالية من خانة واحدة في عام 2024 وأن تتفوق على الدخل الثابت الأساسي».

وأضاف راجادياكشا: «نتوقع أن ينمو الاقتصاد بشكل أبطأ في العام المقبل، بالقيمة الحقيقية والاسمية… لكن مخاطر الجانب السلبي على الاقتصاد العالمي تضاءلت إلى حد كبير. ونعتقد أن الأسهم ستستفيد من قاع معتدل إلى حد ما لهذه الدورة التجارية».

وتوقعت أغلبية كبيرة من المشاركين، 72 من أصل 85، أن ترتفع أرباح الشركات في أسواقهم المحلية خلال الأشهر الستة المقبلة. وقال الـ 13 الباقون إنهم سينخفضون. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، وتباطؤ التضخم العالمي، ومعه النشاط الاقتصادي، قالت أغلبية ضئيلة من المشاركين، 44 من 80، إن أسهم القيمة سوف تتفوق على أسهم النمو خلال الأشهر الستة المقبلة.

في الوقت الحالي، تقوم الأسواق بتسعير سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة لعام 2024، مما يؤدي إلى انخفاض عائدات السندات وارتفاع أسعار الأسهم.

ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 5.00% الشهر الماضي للمرة الأولى منذ يوليو 2007 ولكن من غير المتوقع إعادة النظر في هذا المستوى وفقًا لاستطلاع منفصل أجرته رويترز لاستراتيجيين السندات الذين ثبت خطأهم في نفس المكالمة لمدة ثلاثة أشهر متتالية.

من المرجح أن تكون عوائد السندات المنخفضة مطلوبة لتعزيز أي مكاسب متوقعة في الأسهم، حيث وصلت إلى نقطة اعتاد فيها المستثمرون على سنوات من العوائد الضئيلة ولكنها تمثل الآن قيمة جيدة إلى جانب الأمن.

ولكن ليس من المضمون على الإطلاق أن يستمر هذا الاتجاه، حيث انخفض بنحو 60 نقطة أساس على عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات في الأسابيع القليلة الماضية وحدها.

وقال ماركو كولانوفيتش، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في جيه بي مورجان: «تفسر أسواق الأسهم انخفاض عائدات السندات على أنه أمر إيجابي على المدى القريب».

وأضاف: «مع ذلك، نعتقد أن الأسهم ستعود قريبًا إلى مكافأة المخاطرة غير الجذابة، حيث من المتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي مرتفعًا لفترة أطول، والتقييمات غنية، وتوقعات الأرباح لا تزال متفائلة للغاية، وقوة التسعير تتضاءل، وهوامش الربح معرضة للخطر. من المتوقع أن يستمر التباطؤ في النمو الإجمالي».

ومن المتوقع أن ينهي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 العام المقبل عند 4700 نقطة، بارتفاع حوالي 3% فقط عن إغلاق يوم الاثنين، مع احتمال تباطؤ الاقتصاد الأمريكي أو الركود من بين أكبر المخاطر التي تواجه السوق في عام 2024.

ويضاف إلى التوقعات أيضًا أن تحقق أسواق الأسهم الأوروبية مكاسب متواضعة في عام 2024، حيث يقابل التفاؤل بشأن وصول أسعار الفائدة العالمية إلى ذروتها مخاوف من احتمال انزلاق الاقتصاد إلى الركود.

كما أنه من المتوقع أن يرتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 4.1% إلى 475 نقطة بحلول نهاية العام المقبل، من إغلاق يوم الاثنين عند 456.26. وكان من المتوقع أن يرتفع مؤشر الأسهم الرئيسي في كندا أقل مما كان متوقعا في السابق خلال العام المقبل حيث يؤثر تباطؤ الاقتصاد العالمي على توقعات أرباح الشركات.

ومن بين المؤشرات التي شملها الاستطلاع، من المتوقع أن يواصل مؤشر نيكاي 225 الياباني (.N225) ومؤشر جنون البقر الهندي (.BSESN) أداءهما القوي في العام المقبل، ومن المتوقع أن يصل مؤشر نيكاي إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود عند 35 ألف نقطة بحلول نهاية يونيو من العام المقبل. ويتوقع أن يصل مؤشر جنون البقر إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2024.