القطاع الصحي يستعين بالخدمات التكنولوجية المتطورة لتقديم حلول مبتكرة للمواطنين

السبكي: 5 مليارات جنيه تكلفة الميكنة والتحول الرقمي للخدمات بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة

الباجوري: التكنولوجيا ساهمت في تراجع قوائم الانتظار وتوفير الرعاية والخدمات الصحية

كنعان: الحلول التشخيصية المتطورة ساهمت في اكتشاف الفيروسات والعلاج بشكل أسرع

بدأت وزارة الصحة والهيئات التابعة لها بإدخال التكنولوجيا الرقمية في كافة المجالات الصحية بالتعاون مع العديد من شركات الحلول التشخيصية العاملة في السوق المصرية، وذلك اعتبارًا منذ بداية فيروس كورونا المستجد الذي انتشر خلال السنوات الماضية.

وقامت وزارة الصحة في إنشاء تكنولوجيا جديدة داخل مستشفيات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء والسويس وأسوان لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى إنشاء المعمل الأول للتحاليل الباثولوجية والجينية.

وقال خبراء في القطاع الصحي، إن التحول الرقمي للخدمات الصحية شهد في الآونة الأخيرة تحسنًا واضحًا لضمان صحة أفضل وحياة كريمة للشعب المصري، وذلك رغم التحديات التي يواجهها النظام من نقص الموارد في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها.

وأضافوا أن الدولة المصرية مستمرة في تبني استراتيجية وطنية لتعزيز دور التكنولوجيا في مختلف القطاعات بما في ذلك مجال الرعاية الصحية، وتسعى جاهدة نحو تحقيق الرعاية الصحية الشاملة وتعزيز التعاون بين مختلف الصناعات، وقد بدأ قطاع الرعاية الصحية في الاستفادة من التحول الرقمي في بداية هذا العقد.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بتكثيف العمل للانتهاء الكامل من المشروع القومي الكبير والمهم لتطوير منطقة مستشفيات جامعة عين شمس، وتحويلها لمدينة طبية عالمية وضمان استدامة التشغيل والصيانة والإدارة على أعلى مستوى، بما يحقق هدف الدولة المتمثل في تقديم خدمات طبية متميزة لعموم المصريين بشكل حقيقي وملموس ومستدام، بالإضافة إلى تطوير بيئة البحث العلمي الطبي وتعزيز دور مصر كمنارة علمية وطبية في المنطقة.

وكشف الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، أن تكلفة الميكنة والتحول الرقمي للخدمات بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بمحافظات المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء والسويس وأسوان بلغت 5 مليار جنيه.

وأضاف السبكي، أن الميكنة والتحول الرقمي للخدمات ركيزة أساسية لنجاح أداء الخدمات والرعاية الصحية لمنتفعي التأمين الصحي الشامل، وتعد الميكنة والتحول الرقمي للخدمات ضمن محاور عمل الهيئة، لأن تصبح أول هيئة ذكية رقمية، مما يحسن من بيئة العمل لمقدمي الخدمة الصحية وجعلها بصورة أكثر سرعة وكفاءة ودقة وجودة، كما ييسر حصول المواطنين على الخدمات الصحية بكل سهولة ويُسر.

وأكدت أن الميكنة والتحول الرقمي للخدمات نجحت في بداية من تأسيس البنية التحتية المعلوماتية للمنشآت الصحية، والتسجيل الإلكتروني للمنتفعين بالتأمين الصحي الشامل، وفتح الملفات الطبية العائلية الإلكترونية والتي تضم التاريخ المرضي أو الوراثي للمنتفعين بما يسهم في التشخيص الدقيق والعلاج السليم للحالات المرضية، إضافة إلى عمليات صرف الأدوية من الصيدلية الإلكترونية، وكذلك نظام الإحالة الإلكترونية من مستوى الرعاية الصحية الأولية إلى المستويات الأعلى من الخدمات “الثانوية والثالثية” بالمستشفيات، وميكنة مكاتب الدخول والخروج والطوارئ بالمستشفيات وربطها إلكترونيًا، وتطبيق منظومة المعامل الإلكترونية الموحدة LIS والأرشفة الإلكترونية للأشعة PACS .

وأوضح أن مؤشرات الميكنة والتحول الرقمي للخدمات تشمل الأتي؛ تجهيز البنية التحتية والمعلوماتية للمنشآت الصحية والاستعانة بالتطبيقات التكنولوجية الحديثة وبناء القدرات الرقمية، و الانتهاء من إنشاء أكثر من 4 مليون ملف طبي إلكتروني لمنتفعي التأمين الصحي الشامل بمحافظات المرحلة الأولى “بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، أسوان، السويس”، و الانتهاء 100% من ميكنة مراكز ووحدات طب الأسرة التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية، الانتهاء من 80% من أعمال الميكنة والتحول الرقمي للخدمات بالمستشفيات التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية.

كما شملت الانتهاء من أعمال الميكنة والتحول الرقمي للخدمات بـ 19 عيادة خارجية و 12 قسم داخلي بالمستشفيات، و تطبيق منظومة المعامل الإلكترونية الموحدة LIS بـ 140 منشآة صحية، و تطبيق نظام الأرشفة الإلكترونية للأشعة PACS بـ 35 منشآة صحية، تفعيل منظومة التشخيص والاتصال الطبي عن بُعد  Tele-Medicine، وتفعيل خدمات   Tele-Radiology , Tele-Pathology، استحداث تقنية الديجيتال باثولوجي “التشخيص الرقمي الأورام”  لأول مرة في مصر بمستشفى النصر التخصصي التابعة للهيئة ببورسعيد.

وتابع: تم الانتهاء من تفعيل نظم الميكنة والتحول الرقمي داخل 176 مركز ووحدة طب أسرة ضمن المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحي الشامل، بالمحافظات الست «بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، أسوان»،  فيما تم تفعيل منظومة المعامل LIS بـ 190 منشأة صحية بالمحافظات الست،  كما تم أرشفة الأشعة الإلكترونية PACS بـ 55 منشأة طبية إضافة إلى ميكنة العيادات الخارجية بـ 20مستشفى، والطوارئ ب 14مستشفى بالمحافظات الأربعة «بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء» .

ومن جانبه قال سامح الباجوري، رئيس مجلس إدارة شركة ساندوز مصر و ليبيا، إن قطاع الأدوية والخدمات الطبية شهد تطورًا كبيرًا في السوق المصرية لاسيما في السنوات الأخيرة؛ ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الدور الذي تلعبه الأدوات التكنولوجية الحديثة في تقدم هذه الصناعة بما يتواكب مع أحدث التطورات على المستوى العالمي، من أجل تقديم أفضل خدمة علاجية للمرضى في مصر.

وأضاف أن ذلك يأتي تماشيًا مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي ساهمت في وضع الأولوية لتحقيق طفرة حقيقية في مجالات التحول الرقمي وميكنة النظام الصحي، لتتضمن منظومة التأمين الصحي الشامل وكذلك المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، مما سيكون له عظيم الأثر في الحفاظ على توفير علاجات آمنة وفعالة.

وأوضح أن الشركة تجني ثمار التحول الرقمي في العديد من النواحي من أهمها؛ مجال تسجيل الأدوية، وذلك من خلال استخدام أنظمة حديثة لتسريع عملية التسجيل، بالإضافة إلى التنسيق بين الهيئات الحكومية المختلفة وتطوير سلاسل الإمداد والتوريد للإسراع بتوفير العلاجات الحديثة من مستحضرات صيدلية وبيولوجية للمرضى في مصر فور الموافقة عليها من قبل السلطات الصحية العالمية.

ولفت إلى أنه لا يزال لدينا أمل لتحقيق المزيد، بعد أن شهدنا ثمار هذا التطور من خلال العديد من المشروعات القومية، كمشروع تجميع البلازما وتصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، وكذلك التطور التكنولوجي في المصانع والتوسع في خطوط إنتاج علاجات الأمراض النادرة، للبدء في توطين صناعة أدوية الأورام.

وأشار إلي أنه في الآونة الأخيرة يشهد نظام الرعاية الصحية في مصر تحسنًا واضحًا لضمان صحة أفضل وحياة كريمة للشعب المصري، وذلك رغم التحديات التي يواجهها النظام من نقص الموارد في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها.

كما أنه بالتزامن مع الإطلاق التدريجي لنظام التأمين الصحي الشامل، تزداد أهمية التحول الرقمي لإدارة هذه المنظومة بطريقة فعالة تضمن الكفاءة التامة لجمع البيانات، والتي يمكن من خلالها رصد المشاكل الصحية في المجتمع وتحديد عوامل الخطورة المحتملة، بحيث يتم وفقًا لها اقتراح الخطط والتدابير العلاجية وتوفير التكلفة المتوقعة لذلك.

وقد بدأت مجهودات وزارة الصحة لميكنة نظام العلاج على نفقة الدولة عام 2015 لإصدار ملايين من قرارات العلاج لتشمل نطاق أوسع من المستفيدين،  حيث تبلغ متوسط المدة الزمنية لإصدار القرارات 24 ساعة لحالات الطوارئ، و3 أيام للإجراءات العادية، وهو ما يعني حصول المرضى على العلاج والخدمة الصحية بشكل أسرع.

وعلي مستوي جائحة كورونا، قال الباجوري إننا شهدنا جميعًا الدور الذي لعبته ميكنة نظام التطعيم وسهولة إجراءاته، كما الحال بالميكنة التامة للمبادرات الرئاسية التي تمس حياة المريض المصري بصورة يومية، والتي استهدفت إنشاء قاعدة بيانات محلية تعد واحدة من قواعد البيانات الأكبر في العالم، والتي أيضًا تسهم في مساعدة صانعي القرار من خلال رصد المشاكل الصحية في المجتمع، وتحديد عوامل الخطورة المحتملة، والتي يتم من خلالها اقتراح الخطط والتدابير العلاجية وتوفير التكلفة المتوقعة لذلك.

وأضاف أن الشركة تهدف أيضًا إلى زيادة الوعي بأمراض الأورام، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الشركة في زيادة التعليم الطبي المستمر للأطباء، حيث ساعدت التكنولوجيا على تبادل الخبرات من خلال التعليم عن بُعد.

وذكر أنه بالرغم من الإمكانيات المتاحة والظروف الاقتصادية الحالية، فقد أسهمت التكنولوجيا مؤخرًا مع التطور الملحوظ في وسائل الاتصال، بالتوسع في إمكانية مناظرة الحالات عن بُعد، وتقليل قوائم الانتظار وتوفير الرعاية والخدمات الصحية المتكاملة للمرضى على أعلى مستوى من الجودة، ووفق أحدث المعايير والممارسات والبروتوكولات العلاجية، تزامنًا مع إنشاء هيئات مستقلة لمراقبة جودة الخدمة المقدمة بمستشفيات وزارة الصحة وفقًا للضوابط والمعايير القياسية الدولية، والتي تكفل استدامة الخدمات الطبية المقدمة للمريض المصري، وذلك في إطار التمهيد لنظام التأمين الصحي الشامل.

وفي سياق متصل قالت الدكتورة ليليان كنعان، المديرة العامة لمكتب روش دياجنوستيكس في مصر، إن التكنولوجيا لعبت دورًا كبيرًا في تطوير قطاع الحلول التشخيصية خلال السنوات الماضية، فقد سمح استخدام الحلول التشخيصية المتقدمة لمقدمي الرعاية الصحية بتقديم تشخيصات دقيقة وفعالة أكثر من قبل مما أدى إلى تحسن في حياة المرضى بشكل كبير وملحوظ. فمثلاً خلال جائحة كورونا، كان الوصول إلى بنية تشخيصية قوية ومتنوعة حاسمًا في التصدي لهذا خلال الخطر الهائل على الرعاية الصحية والاقتصاد العالمي.

وأضافت أن الحلول التشخيصية المتطورة حول العالم ساهمت في التشخيص السريع والمبكر مؤدية بذلك إلى اكتشاف الفيروس والعلاج في المراحل الأولى وبذلك التصدي إلى المرض، تحسين حياة المرضى وتقليل عدد الوفيات.

وأوضح أن وزارة الصحة تعمل في مصر جاهدة لتحقيق رؤية مصر 2030 في مجال الصحة والتي تهدف إلى النهوض بصحة المواطنين في إطار من العدالة والإنصاف وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين مع ضمان جودة الخدمات المقدمة وحوكمة قطاع الصحة (إتاحة البيانات الدقيقة التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات سليمة في الوقت المناسب مع تحسين كفاءة إدارة موارد القطاع في إطار من الشفافية والمساءلة).

وذكرت أنه من أمثلة المجهودات التي تقوم بها مصر هي إطلاق مبادرة “التشخيص عن بُعد” في 2022 بهدف تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية للمواطنين باستخدام الحلول التكنولوجية وزيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية في المناطق النائية والحدودية.

وعلي مستوي روش للحلول التشخيصية نستعين بالتكنولوجيا في التشخيصات الكيميائية والجزيئية والأتمتة والروبوتات (الأنظمة الآلية والروبوتات في عمليات المختبر) وإدارة البيانات والتكامل والتشخيص المرافق والبحث والتطوير وغيرها.

وأكدت أن الدولة المصرية مستمرة في تبني استراتيجية وطنية لتعزيز دور التكنولوجيا في مختلف القطاعات بما في ذلك مجال الرعاية الصحية، وتسعى جاهدة نحو تحقيق الرعاية الصحية الشاملة وتعزيز التعاون بين مختلف الصناعات، وقد بدأ قطاع الرعاية الصحية في الاستفادة من التحول الرقمي في بداية هذا العقد.

كما أن الشركة تلتزم بالاستمرار في تقديم التطورات الرائدة في مجال الرعاية الصحية، ولهذا السبب نستمر في إيجاد أفضل الطرق لدمج معرفتنا في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا وبالتالي المساهمة في تقدم العلوم ورعاية المرضى، لذلك في عام 2021، وقعت روش اتفاقية تفاهم مع  شركة مايكروسوفت لتحسين نتائج الرعاية الصحية للمرضى باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في مصر، من خلال هذا التعاون الاستراتيجي، تحالفت روش ومايكروسوفت وكثفتا جهودهما لاستكشاف التكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الأنظمة الصحية لتحسين رحلة المرضى في مرحلة ما بعد العلاج، والمساعدة في التشخيص المبكر وتعزيز إمكانيات النظام الصحي من خلال الابتكار.

ولفتت إلي أن التكنولوجيا هامة جداً في تطوير المستشفيات، فهي توفر حلولاً إدارية سهلة، وذلك من خلال  أنظمة تخطيط موارد المؤسسات وفي المستشفيات نظام البرمجيات للمستشفى (HIS) وتساعد تلك التكنولوجيا على ضبط الأداء والإدارة الجيدة سواء في الموارد البشرية أو المخازن أو الماليات أو غيرها وعدد كبير من المستشفيات  في وزارة الصحة تدار بهذه الأنظمة التكنولوجية الحديثة، وكذلك منظومة التأمين الصحي الشامل التي يتم تطبيقها على مراحل مختلفة.

كما أن الأمر الثاني في التكنولوجيا يرجع الفضل فيه إلى هيئة الشراء الموحد التي أصبحت مسؤولة عن توريد الأجهزة الطبية الحديثة لمستشفيات وزارة الصحة وتقوم الهيئة بمجهود كبير في هذا الشأن عبر مناقصات كبيرة واتفاقات وزيارات للمعارض العالمية للأجهزة الطبية التي تعرض أحدث تكنولوجيا طبية.

وقالت إن روش شريكة مع وزارة الصحة في توريد أحدث الأجهزة الطبية وأحدث تكنولوجيا، فقد تعاونت روش مع وزارة الصحة والسكان لافتتاح أول معمل متكامل للتحاليل الباثولوجية والجينية، وتم إنشاء هذا المعمل لدعم وتمكين المبادرة الرئاسية الجديدة للكشف المبكر وتقديم العلاج الأفضل لمرضى السرطان، والتي قد أعلن عنها وزير الصحة والسكان الدكتور عبد الغفار في 11 يونيو ضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة والبروستاتا والقولون وعنق الرحم) بالمجان، ضمن المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، حيث بلغت تكلفة تجهيز المعمل الأول للتحاليل الباثولوجية والجينية نحو 120 مليون جنيه.