التضخم السنوي في أمريكا يرتفع إلى 3.7% خلال أغسطس

تسارع التضخم السنوي في أمريكا إلى 3.7% للمرة الأولى منذ يونيو 2022 خلال أغسطس بأعلى من التوقعات، التي كانت عند 3.6%،  حيث دفعت الزيادة الحادة في أسعار الطاقة التضخم إلى الارتفاع قرب نهاية الصيف.

ولا يزال نمو الأسعار أقل بكثير من معدلات التضخم المرتفعة لعقود من الزمن، والتي شهدناها في الصيف الماضي، عندما بلغ المعدل ذروته عند 9.1% في يوني. ومع ذلك، فإن الزيادة في التضخم تعني أن الاقتصاد الأمريكي أبعد عن المعدل المستهدف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، ومن المحتمل أن يدفع المسؤولين إلى التفكير في رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

وقفزت أسعار سلع الطاقة، بما في ذلك الغاز والنفط، بنسبة 10.5% خلال الشهر الماضي، وفقا لأحدث بيانات مؤشر أسعار المستهلك، الذي يقيس أسعار سلة من السلع والخدمات.

ارتفعت أسعار الغاز في أغسطس مع استمرار روسيا والمملكة العربية السعودية في التخفيضات الكبيرة في الإمدادات، مما رفع سعر النفط الخام إلى أعلى مستوى له منذ 10 أشهر عند 91 دولارًا للبرميل. وشكلت أسعار الغاز المرتفعة أكثر من نصف الزيادة في معدل التضخم الإجمالي.

ومن ناحية أخرى، انخفض التضخم الأساسي، الذي يقيس أسعار السلع والخدمات ناقص صناعات الطاقة والأغذية المتقلبة، في أغسطس إلى 4.3%، بعد أن كان 4.7% في يوليو، وهو ما يعكس التأثير الذي يخلفه ارتفاع أسعار الطاقة على معدل التضخم الإجمالي.

وحتى مع انخفاض التضخم الأساسي، الذي كان أعلى ثم انخفض بمعدل أبطأ من معدل التضخم على مدى 12 شهرا، فإن التضخم لا يزال أعلى بكثير من المعدل المستهدف الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 2%.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار السيارات المستعملة وخدمات الرعاية الطبية على مدى الأشهر القليلة الماضية، فقد سجلت أسعار المساكن ارتفاعا شبه قياسي في يونيو، مما أدى إلى إبقاء التضخم الأساسي مرتفعا بشكل عنيد.

وبلغ متوسط سعر المنزل 413.80 دولارًا، وهو ثاني أعلى سعر على الإطلاق، وفقًا للرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين. انخفضت أسعار المنازل قليلاً إلى 406.700 دولار في يوليو، لكن أسعار المنازل لا تزال أعلى بنسبة 7.3٪ عن العام السابق.

وحتى مع ارتفاع التضخم في أمريكا بشكل طفيف، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي يسير على الطريق الصحيح للحفاظ على أسعار الفائدة كما هي في اجتماع مجلس إدارته القادم في 20 سبتمبر.

ويقول الاقتصاديون إن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان لديه توقف مؤقت للاجتماع لفترة من الوقت حيث يقول العديد من المسؤولين إن الاقتصاد لم يشعر بعد بالتأثيرات الكاملة لأسعار الفائدة، والتي بلغت أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا عند 5.25% إلى 5.5%.