أبل تمحو 190 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد موجة بيع استمرت ليومين

تراجعت أسهم أبل  خلال جلستي الأربعاء والخميس وسط مخاوف بشأن مدى تأثير حظر الصين استخدام هواتف أيفون في الجهات الحكومية على شركات التكنولوجيا الكبرى، وهي الصناعة التي قادت ارتفاع السوق هذا العام.

أعلنت الصين حظر استخدام هواتف أيفون في الجهات الحكومية، أعقبها تعليقات بأن بكين تدرس توسيع الحظر ليشمل الوكالات المدعومة من الحكومة والشركات الحكومية.

كان أداء مؤشر ناسداك 100 ضعيفًا حيث انخفض سهم شركة أبل بنحو 6.5% في يومين، مما أدى إلى خسارة 190 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة للتراجع إلى 2.8 تريليون دولار. وجاءت هذه الخسائر بعد موجة مكاسب دامت لنحو 7 أيام متتالية.

وتعرض موردو الشركة مثل  شركة «كوالكوم» والعديد من الشركات العملاقة مثل إنفيديا للخسارة، مع اختراق أبل  المتوسط ​​المتحرك الرئيسي لـ 100 يوم، وهو ما يعتبره بعض رسامي الرسم البياني إشارة هبوطية.

وسط موجة العزوف عن المخاطرة، أغلق مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة أيضًا تحت نفس المستوى التقني. وأدى التقدم في الأسهم الدفاعية إلى إرسال مؤشر إس آند بي 500 بعيدًا عن أدنى مستويات الجلسة، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي للأسهم القيادية.

قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق للأمريكتين في شركة أواندا: «قصة نمو شركة أبل تعتمد بشكل كبير على الصين، وإذا اشتدت حملة القمع في بكين، فقد يشكل ذلك مشكلة كبيرة لمجموعة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى التي تعتمد على الصين».

يذكر أن الصين تعد ثالث أكبر سوق لشركة أبل، إذ شكلت نحو 19% من إجمالي إيرادات الشركة خلال أول 6 أشهر من العام الجاري.

تخطط الصين لتوسيع نطاق الحظر على استخدام هواتف آيفون في الإدارات الحساسة ليشمل الوكالات المدعومة من الحكومة والشركات الحكومية، في علامة على التحديات المتزايدة التي تواجهها شركة آبل في أكبر سوق خارجي لها وقاعدة إنتاج عالمية. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم بكين توسيع هذا القيد على نطاق أوسع بكثير ليشمل عددًا كبيرًا من الشركات المملوكة للدولة وغيرها من المنظمات التي تسيطر عليها الحكومة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

من غير المرجح أن تواجه شركة أبل تأثيرًا ماليًا ماديًا من القيود التي تفرضها الصين، وفقًا لأميت دارياناني من Evercore ISI. وأوضج أنه ربما كان المسؤولون الحكوميون يتجنبون بالفعل منتجات الشركة، وسيكون من الصعب على الدولة اتخاذ المزيد من الإجراءات الموضوعية ضد شركة أبل دون التأثير على الوظائف في البلاد، حيث يتم تجميع معظم أجهزة آيفون.

ارتفعت أسهم التكنولوجيا في عام 2023 وسط جنون الذكاء الاصطناعي والتكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من الانتهاء من رفع أسعار الفائدة. ويشير الارتفاع الذي بلغ 40% تقريبًا في مؤشر ناسداك 100 هذا العام إلى أن التقييمات تبدو ممتدة، وفقًا لبعض المقاييس، مع استعداد الصناعة للتصحيح.

وقال كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار المشارك في شركة Truist Advisory Services: «نتوقع أن يستمر تقلب السوق على المدى القريب، حيث يميل شهر سبتمبر، مثل شهر أغسطس، إلى أن يكون شهرًا أكثر تحديًا، ولا تزال هناك ندرة في المحفزات الصعودية الواضحة على المدى القريب مع استمرار الأسهم في استيعاب المكاسب الكبيرة التي تحققت منذ بداية العام حتى الآن.»