تعرف على أهمية «صك الأضحية» في الحفاظ على البيئة وتقليل هدر اللحوم

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تبدأ عادات المناسبة الكريمة على كافة المستويات، ومنها ما يتعلق بالفرائض السماوية، وأخرى تتعلق بالسنن النبوية الشريفة، ومن بين تلك الفرائض والعادات، هو الأضحية وقبل عدة سنوات، كان المتعارف عليه هو قيام الأفراد بإحيائها كأحد شعائر العيد، بشكل منفرد أو من خلال المشاركة بين أكثر من شخص، حددتها الشريعة الإسلامية، والسنة الشريفة بـ 7 أفراد كحد أقصى، الى أن ظهر “صك الأضحية”، وهي وثائق تثبت توزيع الأضاحي وتوثيق العمل الخيري خلال عيد الأضحى المبارك، باعتبارها وسيلة لتنظيم وتسهيل عملية الأضحية والتأكد من توزيعها بشكل عادل ومنصف.

صك الأضحية هو نوع من أنواع الوكالة، لذبح الأضاحي، لمن صعب عليه إقامة سنة الأضحية بنفسه، وبما يراعي الشروط الشرعية للأضحية من سنها، وسلامتها، ووقتها الذي يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق وهو رابع يوم العيد، الموافق الثالث عشر من ذي الحجة، وأن يتم توزيعها على المستحقين، وتعد الصكوك هي آلية معتبرة فقهيا واجتماعيا، لتوكيل المؤسسات المعتبرة والمعتمدة من الدولة للقيام بهذه المهمة في شكل صكوك.

وطبقا لما صدر عن دار الإفتاء المصرية، فإنه لا يجوز تلويث الشوارع بمخلفات الأضاحي، وضرورة الالتزام بالتعليمات الحكومية الصادرة في هذا الشأن، فليس معنى القيام بالأضحية إيذاء الآخرين وتلويث الشوارع بالمخلفات، ومن لا يستطيع أن يذبح بنفسه فيجوز شرعًا أن يشتري صكًّا من خلال مؤسسة معتمدة ومعترف بها من الدولة للقيام بنشاط شراء الصكوك، وأن تكون وكيلا عنه في الذبح والتوزيع طبقا للشروط الشرعية، فضلًا عن أن طريقة الذبح في المجازر المعتبرة داخل الدولة المصرية شرعية والذبح فيها حلال.

تساعد صكوك الأضحية في توثيق العمل الخيري وضمان توزيع الأضاحي بشكل منظم يضمن وصولها الى المستحقين اعتمادا على قواعد بيانات لدى الجهات التي توفر الصكوك سواء على المستوى الحكومى او جهات العمل المدني والأهلي المرخص لها القيام بذلك إصدار الصكوك التي تحتوي على معلومات من بينها اسم المتبرع، عدد الأضاحي، ووزن اللحوم التي يتم توزيعها على المستحقين الى جانب نصيب المتبرع.

تكمن أهمية صك الأضحية في المجتمعات الإسلامية والعربية، في مساهمتها في تنظيم وتسهيل عملية الأضحية وتضمن توزيعها بشكل صحيح، وأيضا تقليل هدر اللحوم الناتج عن القيام بذبح الأضاحي بشكل فردي، وضمان وصولها الى المستحقين، بالإضافة الى توثيق صك الأضحية للعمل الخيري، كوسيلة لبيان حجم العمل الخيري والتكافل الاجتماعي في المجتمع، وفى الوقت الحالي تساهم الصكوك في مواجهة ارتفاع الأسعار، وإمكانية قيام كل من يريد إحياء السنة المؤكدة عن طريق الصكوك وإمكانية تقسيط قيمتها أيضا.

تضمن صكوك الأضاحي حماية حقوق الفقراء والمحتاجين والمستحقين، وضمان وصول الأضاحي للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، مع تنظيم عملية الأضحية وتسهيل إجراءاتها، خاصة مع توثيق معلومات مثل عدد الأضاحي وتوزيعها، مما يجعل العملية أكثر تنظيمًا وفعالية، بما يضمن تعزيز الوعي الديني والاجتماعي، بالإضافة الى ان الجهات العاملة في صك الأضحية، تضمن حسن اختيار الأضحية المناسبة وفقًا للشروط الشرعية، والتأكيد على أن تكون الأضحية سليمة وخالية من العيوب الظاهرة، وتحقق شروط الشريعة فيما يتعلق بالعمر والصحة والنوع.

تلعب المؤسسات الدينية وجهات العمل الخيري دورًا رئيسيًا في تنظيم عملية الأضحية وصكوكها، من خلال توجيه المتبرعين بأهمية الصكوك، وتوزيع الأضاحي بشكل منظم يضمن مراقبة عملية الذبح والتوزيع بشكل عادل، وبما يعزز الوعي الديني والاجتماعي وتشجع على التكافل والعطاء في المجتمع، ويترك أثر اجتماعي كبير في نشر التراحم والتلاحم بين الناس، خاصة أن الجهات المسئولة عن صكوك الأضاحي توفر كافة الخدمات التي تساعد في تحقيق بيئة متوازنة.

تمتلك الجهات التي تتيح صكوك الأضاحي قدرات ممتازة على تدريب المتطوعين وتطوير مهاراتهم، لتنفيذ صكوك الأضاحي، كل كافة المستويات خاصة تلك الجهات التي تمتلك مزارع لتربية المواشي بشكل علمي وصحيح يضمن جودة الأضاحي، بالإضافة الى اتباع الطرق السليمة والصحية لعمليات الذبح التي تضمن الحفاظ على البيئة، وتقليل هدر اللحوم، والحفاظ على جودة اللحوم.