للربع الثاني على التوالي.. الاقتصاد الألماني ينكمش ليدخل في حالة ركود

دخل الاقتصاد الألماني في حالة ركود في الربع الأول من عام 2023 بعد أن استسلم الإنفاق الأسري في المحرك الاقتصادي الأوروبي أخيرًا لضغوط التضخم المرتفع.

وأظهر تقدير ثانٍ من مكتب الإحصاء اليوم الخميس، أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 0.3% في الربع الأول من العام عند تعديله وفقًا لآثار السعر والتقويم. ويأتي هذا بعد انخفاض بنسبة 0.5% في الربع الرابع من عام 2022. يُعرَّف الركود عمومًا بأنه ربعان متتاليان من الانكماش.

قال كريستيان ليندنر وزير المالية الألماني اليوم الخميس، إن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الألماني أظهرت ╩إشارات سلبية بشكل مفاجئ». وأضاف أن مقارنة ألمانيا بالاقتصادات الأخرى عالية التطور، فإن الاقتصاد يفقد إمكانات النمو.

وأكد ليندنر: «لا أريد أن تلعب ألمانيا في الدوري الذي يتعين علينا فيه أن نخفض أنفسنا إلى المراكز الأخيرة»، في إشارة إلى توقعات صندوق النقد الدولي ، الذي توقع حدوث ركود في عام 2023 فقط في ألمانيا وبريطانيا بين الدول الأوروبية.

وقال أندرياس شويرل ​​، المحلل في DekaBank: «تحت وطأة التضخم الهائل ، سقط المستهلك الألماني على ركبتيه ، مما أدى إلى جر الاقتصاد بأكمله إلى الركود».

انخفض الاستهلاك المنزلي بنسبة 1.2% على أساس ربع سنوي بعد تعديلات الأسعار والموسمية والتقويم. كما انخفض الإنفاق الحكومي بشكل ملحوظ بنسبة 4.9% خلال الربع.

وقال كارستن برزيسكي ، رئيس قسم الماكرو العالمي في ING ، إن «طقس الشتاء الدافئ ، وانتعاش النشاط الصناعي ، بمساعدة إعادة فتح الصين ، وتخفيف الاحتكاكات في سلسلة التوريد ، لم تكن كافية لإخراج الاقتصاد من منطقة خطر الركود».

على النقيض من ذلك ، ارتفع الاستثمار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ، بعد النصف الثاني الضعيف من عام 2022. وزاد الاستثمار في الآلات والمعدات بنسبة 3.2% مقارنة بالربع السابق ، بينما ارتفع الاستثمار في البناء بنسبة 3.9٪ على أساس ربع سنوي.

كما كانت هناك مساهمات إيجابية من التجارة، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 0.45، بينما تراجعت الواردات بنسبة 0.9%. وقال كبير الاقتصاديين في كومرتس بنك ، يورج كرايمر ، إن «الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة كان له أثره في الشتاء نصف العام».

لا يمكن تجنب الركود والسؤال الآن هو ما إذا كان سيكون هناك أي انتعاش في النصف الثاني من العام. وفي ذلك السياق، قال برزيسكي من آي إن جي: «بالنظر إلى ما بعد الربع الأول ، يبدو أن التفاؤل في بداية العام قد أفسح المجال لمزيد من الإحساس بالواقع»؟

إن انخفاض القوة الشرائية ، ودفاتر الطلبات الصناعية الضعيفة ، والتشديد الشديد للسياسة النقدية ، والتباطؤ المتوقع للاقتصاد الأمريكي ، كلها عوامل تؤيد ضعف النشاط الاقتصادي.

قال كريمر من كومرزبنك إنه عقب تراجع مناخ الأعمال Ifo أمس الأربعاء ، فإن جميع المؤشرات الرئيسية في قطاع التصنيع تتراجع الآن.

مع ذلك ، يتوقع البنك الألماني (Bundesbank) أن ينمو الاقتصاد بشكل متواضع في الربع الثاني حيث أن انتعاش الصناعة أكثر من تعويض الاستهلاك المنزلي الراكد والركود في البناء ، وفقًا لتقرير اقتصادي شهري نُشر يوم الأربعاء.