المدير العام لـ «كوكاكولا»: ضخ 500 مليون دولار استثمارات بمصر منذ 2018.. وجار صياغة خطة خمسية جديدة

القاهرة بوابة «كوكاكولا» الرئيسية للاستثمار والتصدير إلى أفريقيا

قال معتز عبدالرحمن، المدير العام لشركة كوكاكولا مصر، وليبيا والسودان، إن حجم الاستثمارات التي ضختها الشركة داخل السوق المصرية خلال الأعوام الخمسة الماضية وصلت لنحو 500 مليون دولار، الأمر الذي يعكس قناعات الشركة الراسخة بأهمية السوق المصرية باعتبارها الركيزة الرئيسية للتواجد والانتشار داخل القارة الأفريقية.

وأشار عبدالرحمن، في حوار خاص لـ«أموال الغد»، إلى أن “كوكاكولا” تعكف خلال الفترة الراهنة على صياغة إستراتيجيتها التوسعية داخل السوق المحلية للأعوام الخمسة المقبلة، منوهاً بأن هذه الاستثمارات تشمل تعزيز خطوط الإنتاج، بجانب دعم قدرات الشركة للانتشار بمحافظات الجمهورية كافة.

وأضاف أن خطط الشركة التوسعية تأتي في ظل أهمية السوق المصرية باعتبارها ثالث أكبر أسواق كوكاكولا داخل القارة السمراء، مشيرًا إلى أن الدراسات الحالية تتضمن العمل على طرح مجموعة من المنتجات الجديدة، التي تتناسب مع أذواق المستهلك المصري.. وإلى نص الحوار.

«كوكاكولا» تدرس التوسع في محفظة منتجاتها في مصر للتماشي مع الشركة الأم

في البداية، حدثنا عن أبرز ملامح  إستراتيجية وخطة عمل الشركة في مصر خلال الفترة الراهنة؟

تمتلك الشركة إستراتيجية واضحة ترمي إلى مواصلة التوسع وضخ المزيد من رؤوس الأموال الجديدة داخل السوق من خلال تقديم منتجات تناسب أكبر عدد من المستهلكين، كما تركز على التوسع في تطبيق إستراتيجيتها للتنمية المستدامة، في ظل قناعات الشركة الراسخة بأهمية السوق المصرية باعتبارها ثالث أكبر سوق لمنتجاتنا داخل القارة الأفريقية.

ولعل الأعوام الخمسة الماضية شهدت ضخ أكثر من 500 مليون دولار داخل السوق المحلية، ونخطط بالتأكيد لمواصلة التوسع وضخ حزمة من الاستثمارات الجديدة بملايين الدولارات خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ نعكف خلال الفترة الراهنة على تحديد حجم الاستثمارات المقرر توجيهها داخل السوق.

ومن المقرر أن يتم توجيه هذه الاستثمارات فى أكثر من اتجاه، منها إضافة خطوط إنتاج جديدة وزيادة أسطول السيارات وتعيين موظفين جدد وتأهيلهم وحملات إعلانية لمواكبة حجم تطور السوق ورفع الحصة السوقية.

وهل تخطط الشركة لطرح منتجات جديدة داخل السوق المصرية؟

بالفعل، تستهدف الشركة ضخ منتجات جديدة في السوق المصرية من خلال خطة الاستثمارات الخمسية، خاصة أن لديها العديد من المشروبات بالأسواق الدولية الأخرى لم تدخل السوق المصرية بعد، ومنها عصائر، وحليب، وعصائر بالحليب وغيرها، وتعمل حاليًا على دراسات لتنفيذ خطة للمنتجات الجديدة.

وماذا عن خطة الشركة التصديرية؟

«كوكاكولا» تعمل على التوسع في تصدير منتجاتها والتي تصل لنحو 47 سوقًا حاليًّا في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ولعل قناعاتنا الكبيرة بالسوق المصرية تأتي باعتبارها الركيزة والبوابة الرئيسية للتوسع التصديري والانتشار داخل القارة السمراء.

بشكل عام، كيف ترى طبيعة الأوضاع داخل السوق المصرية في ضوء المتغيرات العالمية الأخيرة؟

مثلما ذكرت سابقاً تؤمن “كوكاكولا” بأهمية السوق المصرية التي تعد ثالث أكبر أسواقنا داخل القارة الأفريقية، كما أننا نتابع النجاحات التي حققتها الدولة المصرية في مسار تحسين مناخ الأعمال وتحفيز حركة رؤوس الأموال الجديدة.

كما يجب التأكيد على امتلاك السوق المصرية ميزة نسبية كبيرة تتمثل في التنامي المستمر لمعدلات الاستهلاك، الأمر الذي يمثل فرصة واعدة لنا داخل السوق.

حدثنا عن مسارات عمل الشركة فيما يتعلق بالاستدامة وقضايا المناخ؟

تعد الاستدامة والمسؤولية المجتمعية جزءًا رئيسيًّا من هوية الشركة، ونسعى دائماً إلى التعاون مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية والشركات، لإحداث فرق أكبر في المجتمعات التي نتواجد بها، وهو أحد الأسباب التي تجعل الابتكارات الهادفة إلى الاستدامة جزءا لا يتجزأ من كل أعمالها، وتفعل كل هذا مع الحفاظ “إنعاش العالم وإحداث فرق”.

معتز عبد الرحمن: نتعاون مع «بريق» لجمع وإعادة تدوير 100% من من حجم البلاستيك المنتج بحلول 2030

إذًا، فما أبرز الخطوات التنفيذية حيال ذلك الأمر؟

خطتنا في هذا الملف تتكون من عدة محاور رئيسية، أولها يتمثل في التوسع بإعادة التدوير من خلال برنامج “عالم خال من النفايات” التي أطلق كمبادرة من شركة كوكاكولا عالميًّا للاعتماد على تغليف مستدام،  في 2018 لتحقيق أهداف لعام 2030، وترشيد استهلاك المياه والذي يركز على تطوير مصانعها لاستهلاك كميات مياه أقل في التصنيع وتنفيذ مشروعات المياه في القرى الأكثر احتياجا بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، إلى جانب تمكين المرأة والشباب من خلال خلق فرص عمل، إذ استطاعت الشركة على مدار أكثر من 80 عاما في مصر توفير نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

  وما أهم ملامح برنامج «عالم خال من النفايات»  ومستهدفاته؟

يركز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية، يتمثل المحور الأول في التصميم، إذ يجعل التغليف لدى الشركة على مستوى العالم قابلا لإعادة التدوير بنسبة 100% وذلك بحلول عام 2025، واستخدام ما لا يقل عن 50% من المواد المعاد تدويرها في التغليف بحلول عام 2030، فضلا عن تقليل استخدام البلاستيك الأولي، المشتق من مصادر غير متجددة، بمقدار تراكمي يصل إلى 3 ملايين طن متري بحلول عام 2025.

ويتعلق المحور الثاني بالتجميع، والذي يهدف إلى جمع وإعادة تدوير ما يعادل كل زجاجة أو عبوة يتم بيعها في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، بينما تمثل الشراكة المحور الثالث، ويتضمن إنشاء أنظمة تُمكن من إحداث فارق إيجابي، وعقد الشراكات لحث الناس على دعم بيئة صحية خالية من المخلفات والعبوات المهملة.

وما أهم النتائج التي استطاعت الشركة تحقيقها في ملف إعادة التدوير؟

استطاعت “كوكاكولا” خلال السنوات الثلاث الماضية بالتعاون مع شركة بريق، تجميع وإعادة تدوير أكثر من 50% من حجم البلاستيك الذي تم إنتاجه وتستهدف الوصول إلى 100% خلال 2030 في إطار البرنامج العالمي لكوكاكولا “عالم بلا نفايات”، كما حولت كل منتجاتها لتكون بنسبة 100% قابلة لإعادة التدوير وكان آخرها Sprite الذي جعلتها “بلاستيك” شفافًا.

ماذا عن مشروعات المسؤولية المجتمعية التي تقوم بها الشركة؟

الشركة تولي هذا الملف أهمية كبيرة، إذ نفذت مشروع توصيل وصلات المياه للمنازل بالتعاون مع جمعيات مختلفة للوصول للعديد من المحافظات المصرية، كما أطلقت مشروع “دراجتك دخلك” بالتعاون مع “مصر الخير” ووزارتي الشباب والرياضة والإنتاج الحربي بهدف تسليم دراجات للشباب، لخلق فرص عمل لهم في جميع أنحاء مصر، إضافة إلى تدريب الشباب لبدء أعمالهم التجارية الخاصة، كما حرصت في النسخة الجديدة من “كوكاكولا فستيفال” على التعاون مع مؤسسة “حلم” لمشاركة ذوي الهمم في الفعاليات، كما كانت حريصة على تجميع الزجاجات والعبوات البلاستيكية الفارغة لتوعية الناس بالحفاظ على البيئة وإعادة التدوير، ليصبح أول حدث يهتم بالحفاظ على البيئة، وأيضًا تنفذ كل فعالياته وأنشطته من دون مخلفات.