للشهر الثامن على التوالي.. التضخم السنوي في أمريكا يتباطأ إلى 6% خلال فبراير

بلغ معدل التضخم السنوي في  أمريكا  6% خلال شهر فبراير  الماضي  متباطئًا للشهر الثامن على التوالي، ليسجل أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021.

جاءت قراءة التضخم السنوي في  أمريكا متماشية مع توقعات السوق ، ومقارنة بـ 6.4% في يناير. وارتفع مؤشر الطاقة بنسبة 5.2% ، وارتفع مؤشر الغذاء بنسبة 9.5%.

ومقارنةً بالشهر السابق ، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% بعد ارتفاع سابق بنسبة 0.5٪ ومطابقة أيضًا للتوقعات. وكان قطاع الإسكان أكبر الزيادات في الأسعار ويساهم بأكثر من 70% من الزيادة الإجمالية للتضخم.

ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 0.8% بين يناير وفبراير و 8.1% مقارنة بالعام الماضي. وشهدت صناعة المواد الغذائية أيضًا ارتفاعًا في الأسعار ، حيث وصل معدل التضخم إلى 10.2% خلال العام الماضي ، على الرغم من أن الزيادات الشهرية كانت تتراجع ببطء ، وبدأت أسعار البيض في الانخفاض بمجرد ارتفاعها.

ويشار أنه بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ، كان مؤشر أسعار المستهلك الشهري (CPI) – الذي يقيس سعر سلة من السلع والخدمات – نقطة البيانات الرئيسية في قراراته برفع أسعار الفائدة خلال العام الماضي. منذ مارس من العام الماضي ، ارتفعت أسعار الفائدة من صفر إلى 4.5% إلى 4.75% ، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.

خلال الأسبوع الماضي ، تغيرت حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير. لقد أدى انهيار بنك سليكون فالي بقيمة 200 مليار دولار ، وما تلاه من اضطرابات مستمرة ، إلى خلق عقبة هائلة أمام كفاح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، جيروم باول ، لخفض التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة.

في الأسبوع الماضي ، أخبر باول الكونجرس أن الولايات المتحدة لا يزال أمامها ‘طريق طويل لتقطعه’ في خفض التضخم ، مما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي لن يواصل رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة فحسب ، بل سيفعل ذلك بقوة، مضيفًا إنه غير راضٍ عن الانخفاض الطفيف في التضخم في يناير والذي اقترن أيضًا ببيانات أظهرت سوق عمل قويًا وإنفاقًا استهلاكيًا قويًا.

بعد يوم واحد فقط ، أعلن بنك سيلكون فالي أنها بحاجة إلى زيادة رأس المال بعد بيع الأوراق المالية بخسارة ، مما أدى إلى تشغيل بنك نموذجي حيث بدأ عملاء البنك ، وكثير منهم من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة ، في سحب الودائع بسرعة. وأغلق المنظمون الماليون البنك وسيطروا على ودائعه يوم الجمعة.

سرعان ما شوهدت تداعيات خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث بدأ العملاء في القلق بشأن حالة البنوك الأخرى. أغلق المنظمون بنك سيجنتشر، وهو بنك يركز على التشفير ومقره نيويورك ، يوم الأحد الماضي.

وأعلن مسؤولون حكوميون ، بمن فيهم باول ، ووزيرة الخزانة ، جانيت يلين ، ورئيس المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) ، مارتن جروينبيرج ، عن إجراء مساندة يوم الأحد يضمن للمودعين في سيلكون فالي وسيجنتشر بنك الوصول إلى أموالهم.

ومع ذلك ، شوهدت آثار العدوى أمس الاثنين عندما بدأت أسهم البنوك الأمريكية والأوروبية في البيع بحدة. شجع جو بايدن في بيان على الهدوء بشأن الوضع قائلاً: «يمكن للأمريكيين أن يثقوا في أن النظام المصرفي آمن».

كانت أرقام التضخم إلى حد كبير الحساب الرئيسي في قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادة أسعار الفائدة ، لكن انهيار سيلكون فالي يطرح سؤالًا كبيرًا على الاحتياطي الفيدرالي: إلى أي مدى هو على استعداد للذهاب لترويض التضخم؟

على الرغم من استمرار معدل التضخم السنوي في أمريكا  في إظهار اتجاه هبوطي ، إلا أن المعدل لا يزال بعيدًا عن المعدل المستهدف للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% ، وهو أمر أكد باول القلق بشأنه.