«قمة المرأة المصرية 2023» ترصد سمات المرأة القيادية وآليات الانتقال نحو الصفوف الأولى

ناقشت أولى جلسات قمة المرأة المصرية 2023 المقامة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ومجلة أموال الغد، أهم السمات التي يجب توافرها في المرأة القيادية وآليات الانتقال نحو الصفوف الأولى، لا سيما مع الشكوك الدائمة في قدرتها على الإنجاز والعمل، على الرغم من تمكنها معظم الأوقات من تحقيق نجاحات استثنائية، بسمات فريدة تستحق تسليط الضوء عليها  لتعزيز نجاحات الأجيال الجديدة من الفتيات المنضمات تحت إدارتها للوصول إلى قمة الهرم المهني

شارك بالجلسة كل من الدكتورة منى ذو الفقار، الشريك المؤسس ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب ذو الفقار للاستشارات، ود. راوية منصور، رئيس مجلس إدارة شركة رامسك. ود/ نيفين الطاهري، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة دلتا شيلد للاستثمار، إضافة إلى باكينام كفافي، الرئيس التنفيذي لشركة طاقة عربية، وميرنا عارف، مديرعام شركة مايكروسوفت مصر، وأدارتها  هالة عبد الودود، رئيس قطاع العلاقات الحكومية والعامة والاستدامة- كوكاكولا شمال أفريقيا.

قمة المرأة المصرية تكرم وزيرة الثقافة

في هذا السياق قالت منى ذو الفقار الشريك المؤسس ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب ذو الفقار للاستشارات القانونية، إن المرأة المصرية تمتلك جميع المقومات لتحقيق النجاح والانتقال نحو الصفوف القيادية الأولى مهنيًا وفي شتى مجالات الحياة المختلفة لخلق مجتمع واع قوي يتطلع إلى تحقيق النجاحات الكبيرة.

وأشارت إلى أن المرأة هي العمود الفقري في تربية وتكوين المجتمع الواعي الذي يتطلع إلى النجاح من خلال دفع الأبناء إلى تحقيق التقدم في الحياة عبر تربية سوية وخلق بيئة عمل ناضجة والتخطيط لاستراتيجية تتماشى مع المجتمع الناجح.

جانب من قمة المرأة المصرية

وأضافت ذو الفقار خلال مشاركتها بقمة المرأة المصرية 2023، التي تقام تحت عنوان “تمكين المرأة.. قوة مصر ومستقبلها، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وحضور عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية، أن المرأة تستطيع أن تتولى أكبر المناصب القيادية، وهو ما تجلى في القيادة السياسية الحالية التي أعطت المرأة

أولويات كبيرة لتمكينها وتوليها مناصب القيادة، والذي يبرهن على مدي قدرة المرأة في تحقيق النجاحات المختلفة في أصعب الظروف المحيطة بها.

وذكرت ذو الفقار أن هناك 4 عوامل يجب أن تؤخذ في الاعتبار من أجل تعزيز قدرة المرأة على تحقيق النجاحات المختلفة والانتقال للصفوف القيادية الأولى، منها أن تتحلى المرأة بالصبر والسعي نحو تحقيق هدفها وامتلاك الشغف الكافي للقدرة على الوقف مرة أخرى وقت الفشل، بجانب التكيف مع ظروف العمل.

وأضافت أنها على صعيد المحاماة سعت بشكل كبير لسن وتوفير القوانين والتشريعات التي تسهل على المجتمع والمرأة بشكل خاص الدخول في سوق العمل والبدء في تبني مشاريعهم المختلفة من خلال تهيئة المناخ التشريعي والتواصل حل الأزمات الختلفة التي تواجهها.

من جانبها، قالت نيفين الطاهري، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة دلتا شيلد للاستثمار، إن بداية المشوار شيء مهم جدا في حياة كل امرأة، لذا يجب أن يكون هناك هدف واضح للمرأة للوصول إليه.

وأضافت الطاهري أن المرأة لديها غريزة الأمومة حتى في التعامل مع الموظفين والعملاء وهو ما يساعد في نجاح بيئة العمل.

وأشارت إلى أن المرأة الناجحة ينظر إليها جميع أبنائها بنظرة فخر ونجاح وتساعد في خلق جيل على مستوى كبير من الوعي والتعاون.

وتابعت أن دورها التشريعي بمجلس النواب ساهم في محاولة حل العوائق التي تواجه العديد من القضايا، خاصة في الشأن الاقتصادي.

وأوضحت أن العلم أساس اكتساب المعرفة لجميع المجالات المهنية المراة وهو ما فعلته عندما قامت ببداية العمل في مجال سوق المال.

فيما دعت الدكتورة راوية منصور، رئيس مجلس إدارة شركة رامسكو، إلى ضرورة وجود قوانين صارمة تحمي المرأة من الزواج المبكر، خاصة في الأرياف.

الإعلامية دينا عبد الفتاح رئيس ومؤسس منتدى الخمسين سيدة

وأوضحت أنه يتم زواج الفتاة في الريف في سن الـ 16 بشكل عرفي، ثم يتم الزواج رسمي في عمر الـ18، وبالتالي من الضروري وجود تشريعات تحمي هذه الفتاة، بجانب أنها لم تستكمل مسيرة التعليم وبالتالي تحرم من العمل والتعليم، ويتم إهدار حقوقها.

ولفتت منصور إلى أن المرأة يحب أن يكون لها هدف تحاول الوصول إليه، خاصة أن المشوار ليس سهلا لتحقيق أي هدف.

وأوضحت أنه من الضروري أن تتمتع المرأة بشخصية تستوعب الهبوط كما تستوعب الصعود، بجانب أن تقوم بعمل خطوات إيجابية وألا تكون سلبية.

وأكدت أهمية أن تتسم المرأة بقوة الشخصية لاتخاذ الخطوات الإيجابية وعدم الاستسلام لأي ضغوطات أو مشاكل، منوهة إلى ضرورة أن تتمتع بالضمير وحب الوظيفة في العمل.

فيما ذكرت ميرنا عارف، مدير عام شركة مايكروسوفت مصر، أن تحقيق  التوازن المتكامل بين الحياة والعمل أمر صعب وبحاجة لإدارة حسنة، مضيفة أن التكنولوجيا لعبت دورا مهما في إتاحة إدارة العديد من الأمور في الوقت ذاته لتحقيق التوازن بين الحياة والعمل.

وأضافت عارف أن التكنولوجيا  جعلت الموازنة بين الحياة الشخصية والعمل أكثر مرونة، مما ساهم في تعزيز الإنتاجية.

ولفتت إلى أنها بدأت حياتها العملية في مجال البترول وواصلت العمل به لمدة 17 عاما، ثم اتجهت للعمل في شركة مايكروسوفت خلال عام 2020.

وأشارت إلى أن دمج المرأة في سوق العمل أصبح شيئا أساسيا وضروريا لتسريع وتيرة عجلة الإنتاج، موضحة أن دورها في سوق العمل أصبح لا غنى عنه في الوقت الحالي.

وأوضحت عارف أن شركة مايكروسوفت تستهدف دعم وتعزيز قدرات المرأة في سوق العمل من خلال إطلاق برامج تعمل على تأهيل المرأة وتطويرها  لتكون قادرة على المشاركة في سوق العمل وإتاحة فرص أخرى من خلال توفير تدريبات تتيح لبعض السيدات العمل عن بُعد.

في السياق نفسه، قالت باكينام كفافي الرئيس التنفيذي لشركة طاقة عربية، إن 25% من قيادات الشركة من العنصر النسائي ويتم اختيارهن وفق الكفاءة والتميز.

وأكدت أن ضرورة أن تتمتع السيدات بحب واضح لمجال عملهن بسبب حجم التحديات اليومية التي تواجههن حاليا في مجالات العمل المختلفة، مشيرة  إلى حتمية وجود هدف واضح يتم العمل بعناية شديدة للوصول إليه، بجانب المرونة في استراتيجية العمل التي باتت أهم السمات المطلوبة في المجالات المختلفة.

ولفتت إلى أن النجاح يكون من خلال فريق العمل والخطط الواضحة والمحددة لكل عنصر في فريق العمل، وذلك للوصول إلى النتائج المرجوة والمستهدفة داخل الشركة أو المؤسسة.

وتابعت أنها بدأت حياتها العملية مبكرًا عقب تخرجها في الجامعة بمجال البورصة ولمدة قاربت الـ 10 سنوات، ثم انتقلت إلى العمل في مجال آخر من خلال شركة جينكو ثم الانتقال إلى طاقة عربية.

ولفت كفافي إلى أن قطاع البترول يضم حاليا عددا كبيرا من السيدات كما يشهد منافسة واضحة تعود بمزيد من النتائج الإيجابية، لافتة إلى أنه بإمكان الجميع تغيير مجال العمل ولكن يجب أن يكون التغيير بالطريقة التي تضمن النجاح.

وانطلقت اليوم الدورة الجديدة للقمة التي ينظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، ومجلة أموال الغد الاقتصادية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار (تمكين المرأة.. قوة مصر ومستقبلها)، والتي تركز فعالياتها على القيادة النسائية وتمكينها ودعم دور المرأة المصرية وترسيخه في الحياة العامة بشكل عام، وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول أفضل الممارسات والتدابير التصحيحية لوضع القضايا ذات الأهمية للمرأة على جداول الأعمال الوطنية والمحلية، وأيضًا أجندات وسائل الإعلام والجامعات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الفكر المعنية بالثقافة والفنون، في ظل التطورات والظروف العالمية التي تتطلب تعزيز التسارع لأهداف التنمية المستدامة.

وتعزز قائمة أكثر 50 سيدة مصرية تأثيرًا في مؤسسات الأعمال لعام 2022، تبني أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالسياسات الداعمة للمرأة المصرية من خلال إبراز نجاحاتها وإلقاء الضوء عليها في جميع وسائل الإعلام المشاركة بالقمة، كأمثلة استثنائية يحتذى بهم في تأثير المرأة المصرية في المجتمع والاقتصاد المصري بشكل كامل، وللتأثير بشكل مباشر على الأجيال الجديدة من السيدات عبر الوعي بقدرتهن على تكرار هذه النجاحات، كما يحفز التكريم رائدات الأعمال المصريات على المضي بشكل ثابت في تطوير آدائهن في عالم الأعمال.

وشهد تكريم قائمة الفائزات لهذا العام، مجموعة من السادة الوزراء المشاركين في القمة في تقليد سنوي، مما يدلل على مدى الثقة في عملية الاختيار التي تخضع لمعايير دقيقة وعلمية، ما يدفع سنويا بدخول قوائم المكرمات في أعمال مجتمعية ومبادرات شاملة تستهدف تعزيز التنمية في الدولة المصرية.

وشارك خلال فعاليات القمة، عشرات من الشخصيات النسائية الرائدة في العديد من المجالات الحياتية قصص نجاحهن الملهمة وحكايتهن المبهرة التي سطرت مسيرة مهنية غير تقليدية، تجاوزت مجرد الاعتراف والإشادة بها، إلى ضرورة تسطيرها للعالم الواقعي في تجربة يجب مشاركتها والوقوف أمام تفاصيلها خاصة في ظل تحديات عالمية ومحلية تحتاج إلى الإلهام والأمل وخلق الفرص.

وشهد المؤتمر مشاركة واسعة النطاق، من عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية يمثلن قطاعات مهنية عديدة كالقطاعات المالية والاقتصادية وأيضا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والاعلامية وريادة الأعمال، وغيرها من التخصصات المهنية التي برعت فيها المرأة، بالإضافة إلى عدد من طلبة الجامعات المصرية من محافظات الجمهورية كافة.

وتضمنت القمة العديد من الفعاليات الحيوية التي شارك بها نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجال جهود تمكين المرأة وتحقيق الاستدامة، وركزت على مضامين تتعلق بالسعادة والنجاح وأهميته في حياة المرأة، وكيفية التخطيط لمستقبلها والتكيف مع المجتمع والأسرة، والمواهب والمهارات التي تحتاجها في المستقبل، وكيفية الوصول لقمة هرم القيادة، ودور المثل العليا في حياتها ، وكيف تكتسب روح القتال الصحيحة من أجل إثبات ذاتها.

وتستهدف القمة، تعريف المجتمع الدولي بما تحظى به المرأة المصرية على مستوى القيادة، والهوية الوطنية، وذلك باعتبارها قوة ناعمة معبرة عن الجمهورية الجديدة الباحثة عن التطور والريادة ، وتنمية حوار إيجابي حول أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالسياسات الداعمة للمرأة المهنية بهدف تعزيز وضع إستراتيجية متوازنة لتحفيز المرأة وإسهاماتها وتطوير قدراتها جنبا إلى جنب مع دورها المهم في تحقيق التماسك المجتمعي واستقرار الأسرة.