الدولة تجني ثمار تمكين المرأة ومطالبات بمزيد من الدعم

لم تقتصر ثمار تمكين المرأة المصرية عليها فقط، ولكن يحمل ذلك بين طياته العديد من الثمار بما في ذلك زيادة النمو الاقتصادي، الاستدامة البيئية ، الحد من الفقر ، تحسين نتائج الصحة والتعليم ، وزيادة الاستقرار السياسي، وهو ما يصب بالتبعية في صالح تحقيق أهداف ومبادئ التنمية المستدامة التي تسعى الدولة إلى ترسيخها وفق رؤية 2030.

ويستعرض «أموال الغد» العديد من المطالب لزيادة التمكين الاقتصادي والاجتماهي للمرأة، تتمثل في 6 مطالب؛ وهم تحسين قوانين الحماية والعدالة الجنائية لحماية المرأة من العنف وتعزيز الردع القانوني، وتقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي للمعنفات، بجانب  توفير التدريب والتثقيف للأفراد والمؤسسات حول حقوق المرأة وأهمية حمايتها من الأخطار البيئية، وتشجيع التنمية المستدامة وحماية البيئة لتقليل التأثيرات السلبية على المرأة، وتحسين فرص العمل وتمكين المرأة اقتصاديًا لتحسين مستوى معيشتها وتمكينها من مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق أفضل النتائج.

 نهال خليل : تمكين المرأة اقتصاديا يمنحها فرصًا متكافئة للمشاركة في تسريع عجلة النمو

أكدت نهال خليل مدير عام الإعلام بشركة بتروجت، أن هناك العديد من الثمار المهمة التي يمكن تجنيها الدولة من خلال زيادة تمكين المرأة والتأكيد على دورها في تحقيق أهداف ومبادئ التنمية المستدامة، أهمها تحسين النمو الاقتصادي، موضحا أن تعزيز تمكين المرأة ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد المصري، حيث تميل النساء إلى استثمار المزيد من دخلهن في أسرهن ومجتمعاتهن.

تابعت موضحه :” عندما تتاح للمرأة إمكانية الوصول إلى التعليم والتدريب والموارد ، فإنها تكون مجهزة بشكل أفضل لبدء الأعمال التجارية وإدارتها ، مما يمكن أن يساعد في خلق فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي”.

وتابعت «خليل» أن الحد من الفقر واحد من أهم الثمار التي يجنيها المجتمع من تمكين المرأة، حيث تتأثر النساء في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب بالفقر، فعندما تحصل المرأة على التعليم والتدريب والموارد ، تصبح أكثر قدرة على إعالة أسرها ومجتمعاتها ، ويمكن أن تساعد في انتشال نفسها والآخرين من براثن الفقر.

كما يمكن أن يؤدي تمكين المرأة إلى تحسين النتائج الصحية ، حيث أن النساء غالبًا ما يكونن مقدمات الرعاية الأساسيات لأسرهن ومجتمعاتهن. عندما تحصل المرأة على التعليم والرعاية الصحية ، تصبح أكثر قدرة على رعاية نفسها وأسرها ، مما قد يؤدي إلى نتائج صحية أفضل، في حين يساعد تمكين المرأة أيضًا في زيادة الأمن الغذائي ، حيث تلعب المرأة دورًا حاسمًا في الزراعة وإنتاج الغذاء. فعندما تحصل المرأة على التعليم والتدريب والموارد ، تصبح أكثر قدرة على المساهمة في إنتاج الغذاء ويمكن أن تساعد في ضمان حصول أسرها ومجتمعاتها المحلية على طعام مغذي وبأسعار معقولة- وفقًا لـ«نهال خليل».

تابعت قائلة :” كما يمكن أن يساعد تمكين المرأة في تعزيز الاستدامة البيئية ، حيث أن المرأة غالبًا ما تكون هي الراعية للموارد الطبيعية. عندما تحصل المرأة على التعليم والموارد ، تصبح أكثر قدرة على المشاركة في الزراعة المستدامة وممارسات إدارة الموارد ، والتي يمكن أن تساعد في حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة”.

وأشارت إلى أن التمكين الاقتصادي للمرأة يعني منحها فرصًا متكافئة للمشاركة في الاقتصاد ، سواء من خلال التوظيف وريادة الأعمال أو الوصول إلى التمويل، ويمكن أن يؤدي هذا التمكين إلى زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي، منوهة إلى أن التمكين الاقتصادي للمرأة له أيضًا آثار غير مباشرة إيجابية على أسرهن ومجتمعاتهن ، حيث يستثمرون في التعليم والصحة ورفاه أطفالهن.

وأضافت أن التمكين السياسي للمرأة يعني ضمان تمثيلها ومشاركتها في عمليات صنع القرار على جميع مستويات الحكومة. عندما تكون المرأة في مناصب سلطة ، يمكنها الضغط من أجل سياسات تعطي الأولوية لرفاهية جميع أفراد المجتمع  بما في ذلك الفئات المهمشة. كما تؤدي مشاركتهم في السياسة إلى مزيد من المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية.

وتابعت التمكين الاجتماعي للمرأة يعني ضمان حصولها على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية ، فضلاً عن الحماية من التمييز والعنف. عندما يتم تمكين المرأة اجتماعيًا ، يمكنها المساهمة في تنمية مجتمعاتها واتخاذ القرارات التي تفيد أسرها والمجتمع ككل.

وذكرت إن التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية خلقت بيئة معقدة وديناميكية أثرت على قدرة المرأة على الاستمرار في مناصبها والتقدم في حياتها المهنية. فيما يلي بعض التحديات التي أثرت بشكل خاص على النساء، في حين أدت فجوة الأجور بين الجنسين، على الرغم من الجهود العديدة لسد الفجوة في الأجور بين الجنسين ، لا تزال المرأة تكسب أقل من الرجل في المتوسط. هذا يمكن أن يجعل من الصعب على المرأة الاستمرار في مناصبها ، خاصة إذا كانت لديها مسؤوليات تقديم الرعاية أو تواجه تحديات اقتصادية أخرى، بالإضافة إلى الوصول غير المتكافئ إلى رأس المال، والذي غالبًا ما تواجه النساء تحديات في الوصول إلى رأس المال لبدء أعمالهن وتنميتها. يمكن أن يحد هذا من قدرتهم على متابعة فرص ريادة الأعمال وقد يؤثر أيضًا على قدرتهم على التقدم في حياتهم المهنية.

وعلى صعيد التمثيل المحدود في القيادة، أكدت «خليل» أن المرأة لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا في الأدوار القيادية في العديد من الصناعات والقطاعات. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على النساء التقدم في حياتهن المهنية وقد يحد من قدرتهن على التأثير في القرارات التي تؤثر على منظماتهن ومجتمعاتهن، لافته أن على الرغم من الجهود المبذولة لمعالجة التحيز اللاواعي والتمييز ، لا تزال المرأة تواجه حواجز وتحديات في مكان العمل. يمكن أن يؤثر ذلك على قدرتهم على التقدم في حياتهم المهنية وقد يؤثر أيضًا على صحتهم العقلية .

وأشارت إلى التوازن بين العمل والحياة، و والتحديات الإضافية المفروضة على كاهل المرأة والمتطلبات الإضافية في الموازنة بين مسؤوليات العمل وتقديم الرعاية ، مما قد يجعل من الصعب الاستمرار في مناصبهن أو السعي وراء فرص التقدم الوظيفي.

وأكدت «خليل» أن هناك عدة ركائز مهمة لازمة لحماية المرأة من الظواهر السلبية التي تهدد حياتها وسلامتها وكرامتها ، وتمكينها من المشاركة الفعالة في كافة المجالات، ومنها الحماية القانونية ، والتثقيف والتوعية، بجانب الحصول على الرعاية الصحية، والتمكين الاقتصادي والدعم الاجتماعي.

نيبال دهبه : التحديات الاقتصادية تساهم في زيادة تواجد المرأة الكفء في سوق العمل

قالت دكتورة نيبال دهبه المدير التنفيذي لشركة جينيكس القابضة للقاحات والأدوية البيولوجية، إن أحد أهم مبادئ التنمية المستدامة إن المرأة يجب أن يكون لها دور قوي وفعال في كل المناصب القيادية، وهذا يتوفر في الشركات متعددة الجنسيات منذ أكثر من 20 سنة، بجانب أن بعض الشركات تضع قوتة معينة للسيدات لتعيينهم في المناصب.

وأوضحت أن المرأة لديها إمكانيات في العمل والمثابرة والذكاء والتنظيم والقدرة على جمع فريق العمل، بجانب قدرتها القيادية غير العادية، حيث كان هناك دراسات منذ فترة، وتم إعطاء نفس المقومات مع نفس الظروف للرجل والمرأة، وكانت النتيجة أن المرأة أكثر قدرة على تحقيق النجاح.

وأشارت «دهبه» إلى أنه يوجد مايسمى الجرس المقلوب تستخدمه كافة الشركات، حيث يتم تقسيم الناس إلى 3 فئات النوع الأعلى حوالي 5 % والأسفل 10%، والسواد الأعظم المنتصف،منوها إلى أنه وجد أن معظم الـ5% سيدات .

وأوضحت أن التحديات الراهنة التي تواجه العام ومع الأزمة الاقتصادية الطاحنة، سيساهم في زيادة عمل المرأة، وتواجدها بشكل أكبر في سوق العمل، ونوهت إلى وجود العديد من الشركات التي تعمل على تقليل العمالة ولن يكون التقليل بالنسبة للمرأة وليس للرجل ولكن سيكون بالنسبة للكفاءة للأقل، وهو ما يفتح الباب أمام عمل المرأة التي تمتلك الكفاءة والمهارة بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تمكينها بشكل أكبر وتقلدها مناصب قيادية بسوق العمل.

ولفتت إلى وجود قوته في الشركات والمؤسسات لتعيين المرأة، ليس للتمييز ولكن لإفساح الطريق وإعطاء الفرصة للمرأة للعمل، من أجل تغيير خريطة التعيينات في العالم، مؤيدة وضع نسب وآليات معينة تفرض على الشركات لتعيين القيادات من السيدات.

نهاد شلباية : التعليم بداية انخراط المرأة في سوق العمل وزيادة تمكين دورها

وأكدت نهاد شلباية مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ندى  من أجل طرق مصرية آمنة، على أهمية التعليم للمرأة بشكل جيد، حيث يعتبر التعليم البذرة والنواة التي يكون لها أثر جيد في حياة المرأة، لافتة إلى ضرورة الحصول على فرص متكاملة تؤهلهم للعمل والانخراط في سوق العمل.

وأشارت إلى أن المرأة هي كل شئ فهي النواة، فحينما لم يتم تمكين المرأة من دورها بشكل جيد، سيصبح هناك خلل، منوهة إلى أن استكمال التعليم  أساس التنمية.

وأوضحت شلباية أن التحديات الاقتصادية لم تكن في مصر فقط، بل في العالم أجمع، وقد تختلف التحديات الراهنة من بيئة لأخرى، وأدت إلى تقليل فرص العمل حيث يوجد العديد من الشركات والمصانع التي عملت على تقليل العمالة، بل هناك شركات ومصانع أغلقت أبوابها في ظل صعوبة الاستمرار.

ولفتت إلى أنه نظرا لأن المرأة هي الأكثر علما بالظروف الاقتصادية، فهي دائما التي تبحث عن الحلول الاقتصادية، فاتجهت إلى الحرف اليدوية وعمل أكلات سريعة وبيعها وغيرها من العديد من الحرف.

وأوضحت شلباية أنه أحيانا يتم وضع صورة غير جيدة للمرأة من خلال تولي قيادات من النساء مناصب قيادية لم تكن هذه السيدة مؤهلة لها لمجرد إعطاء نظرة أنه لا يوجد تمييز في الشركة، وبالتالي يعطي نظرة غير عادلة عن المرأة أنها غير قادرة على تولي مناصب قيادية ومهمة.

ولفتت إلى أن أكثر الأمور التي قد تمنع المرأة من ممارسة عملها أو المضي قدما، هي نفسها، فأحيانا تكون المرأة عدوة نفسها، حيث يكون لديها تخوفات من خوض التجارب حتى لا تفشل، وبالتالي اولى خطوات نجاح المرأة هي ثقتها بنفسها.