قيادات «ABB»: مصر تنجح في التحول إلى مركز إقليمي للطاقة..والشركة توفر حلولًا ومنتجات لدعم القطاع في خطط التنمية

نائب رئيس «ABB»: نصدر 25% من إنتاجنا في مصر للخارج ونسبة المكون المحلي 40%

شريف إسماعيل: القطاع شهد نهضة محلية وإقليمية بعد الاستفادة من الأصول والبنية التحتية

مدير قطاع الطاقة بالشركة: ندعم صناعة النفط والغاز بحلول ومنتجات متطورة

الشربيني: منتجات «ABB» تخدم صناعة الهيدروجين.. والتعاقد مع كيان كندي لتوفير تكنولوجيا التحليل الكهربائي

أثبت قطاع البترول المصري قدرته في تحقيق قصص نجاح ملموسة بمختلف مجالات الصناعة البترولية والغاز والهيدروجين الأخضر، والتي كانت لها أصداء إيجابية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، لذا كان لزامًا على هذا القطاع اتباع نهج المعاصرة والتحديث لتعظيم الاستفادة الاقتصادية المثلى من جميع الإمكانيات والثروات الطبيعية، للمساهمة في التنمية المستدامة للدولة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة ليصبح القطاع نموذجاً تحتذي به بقية أنشطة الدولة في التحديث والتطوير.

«أموال الغد» التق المهندس شريف إسماعيل، نائب رئيس إيه بي بي – مصر، والمدير التجاري للشركة في مصر ووسط أفريقيا، والمهندس أحمد الشربيني، مدير قطاع الصناعة والطاقة بشركة إيه بي بي مصر، واللذين أكدا أن «ABB» شركة عالمية تعمل في المقام الأول بمجال تكنولوجيا الطاقة وتتنوع منتجاتها في أكثر من قطاع، موضحين أنها تتواجد منذ عام 1979 في مصر، التي تعد سوقًا محورية تمتلك فرصًا واعدة، ومركزًا مهما لأفريقيا والشرق الأوسط.

بداية مع المهندس شريف إسماعيل..  نريد أن نتعرف أكثر على إمكانيات «ABB» التصنيعة والتصديرية بالسوق المصرية؟

تحتفل ABB هذا العام بمرور 45 عامًا من التصنيع في مصر، وتمتلك مجمع مصانع ضخم بالعاشر من رمضان على مساحة ما يقرب من 100 ألف متر مربع، يعد واحدًا من ضمن الأكبر على مستوى الشركة عالميًا، وتتمتع بعض منتجاتنا بنسبة مكون محلي أكثر من 40% ويتم تصنيع – وليس تجميع – موزعات الضغط المنخفض والمتوسط، ولدينا هناك أيضا مصنع للأكشاك وآخر للموزعات واللوحات الحلقية، كما أنه جار تنفيذ برنامج لتطوير إمكاناتنا التصنيعية لزيادة الطاقة الإنتاجية خاصة منتجات الضغط المتوسط لتلبية الزيادة الكبيرة في الطلب على منتجات الشركة للسوق المحلية.

ويعد هذا المصنع قاعدة للتصدير للأسواق العربية والأفريقية، إذ نصدر ما يقرب من 20 إلى 25% من إنتاجنا في مصر إلى أفريقيا من خلال مكاتبنا التمثيلية ونصدر أيضًا لأوروبا والسعودية ودول الخليج تحت شعار “صُنع في مصر”، كذلك تقدم ABB العديد من الحلول والأنظمة والمنتجات للعديد من المشروعات القومية في عدة قطاعات حيوية لا سيما في قطاع الكهرباء والبترول.

حدثنا عن رؤيتكم لتطور قطاع الطاقة وتأثير ذلك على قدرة مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا لتداول وتجارة الطاقة؟

حققت الدولة المصرية في قطاع الطاقة العديد من النجاحات على جميع الأصعدة خلال السنوات الثماني الماضية، وذلك من خلال الاستفادة من الأصول والبنية التحتية، ليصبح من أكثر القطاعات التي شهدت نهضة لا مثيل لها محليًا وإقليميًّا في الفترة الأخيرة، وتحوله من مرحلة العجز إلى الفائض بفضل تنفيذ مشروعات عملاقة وإنشاء محطات الطاقة الجديدة التي تمت إقامتها وتحديث شبكات النقل والتوزيع، كما أصبحت مصر مركزًا مهمًا لإنتاج الطاقة النظيفة.

وهنا أصبحت مصر مؤهلة لتصدير الطاقة لدول الجوار سواء بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وأصبح لدى القاهرة مشروعات للربط الكهربي نظرا لموقع مصر المتميز، ومع هذه الطفرة الإنتاجية كان لا بد أن يواكب القطاع طفرة مماثلة في التطوير والتحديث لا سيما في تنفيذ مشروعات التحول الرقمي التي أصبحت من أهم المهام الملحة لقطاع الطاقة بشكل عام وقطاع البترول والغاز بشكل خاص مع الاهتمام في الوقت نفسه بتقليل الفاقد والحد من البصمة الكربونية والأثر البيئي لتحقيق العائد المنتظر من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

وما حلول وأنظمة الطاقة التي تقدمها «إيه بي بي» لقطاع البترول والغاز في مصر؟

تعمل “إيه بي بي” في مصر مع معظم شركات الهيئة العامة للبترول والشركات التابعة لوزارة البترول سواء في مواقع حقول الاستخراج أو محطات الكهرباء التابعة لشركات التكرير بجميع مراحل التشغيل والتصنيع في معظم معامل التكرير والبتروكيماويات الخاصة بالهيئة، لذا تسعى الشركة دائما لتمكين عمليات آمنة وذكية ومستدامة من خلال التطبيق الشامل للتقنيات الرقمية الجديدة والناشئة وتوفير حلول متكاملة تساعد قطاع البترول والغاز على التحول الى الرقمنة والأتمتة والمساعدة على العمل بكفاءة أكبر لتقليل الأثر البيئي وفي الوقت نفسه إيجاد طرق للحفاظ على كفاءة الإنتاج والإبقاء على أعلى مستويات الموثوقية والسلامة والأمان التي اعتاد عليها عملاؤنا، وإذا ما نظرنا إلى قطاع البترول والغاز في مصر نجد أن غالبية عمليات النفط والغاز تقع في مناطق نائية بعيدا عن السكان سواء بمناطق صحراوية أو في بيئات بحرية ذات رطوبة عالية، تمثل تحديًا كبيرًا في الحفاظ على عمليات سلسة وآمنة، لذا، فإن توفير منتجات وحلول متطورة تضمن مصدر طاقة فعالاً وعالي الجودة وغير منقطع له أهمية أساسية.

و تتيح هذه المنتجات والحلول عمليات أكثر موثوقية لقطاع النفط والغاز في مصر والعالم خاصة في عمليات الحفر والإنتاج والتكرير، من خلال تقديم حلول الأتمتة وأنظمة المراقبة والتحكم ومنتجات وحلول الحركة لا سيما المواتير ومغيرات السرعة عالية الكفاءة، ومنتجات وأنظمة توزيع الطاقة بما يحسن عملية الضخ والإنتاج وزيادة معايير السلامة ويسمح باتخاذ قرارات أكثر دقة، وتقليل استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها.

ولعل من أهم المنتجات التي نقدمها لهذا القطاع المهم لوحات الجهد المتوسط والمنخفض، وقضبان النحاس أو الباصبار، والمحطات الفرعية والمتنقلة للمواقع النائية والبحرية، وأنظمة القواطع للمراقبة والتحكم، وبطاريات وأجهزة تحكم الجهد UPS ولوحات تحسين معامل القدرةpower factor correction ، بالإضافة إلى خدمة ما بعد البيع- الصيانة والاختبارات والتركيب والتشغيل بالمواقع.

المهندس أحمد الشربيني.. “إيه بي بي” تعمل في مجال الأتمتة منذ عقود سواء على مستوى العالم أو مصر، حدثنا عن خبرة الشركة في قطاع البترول والغاز وأهم المنتجات والحلول التي تقدمها في السوق المصرية؟

شركة “إيه بي بي” لديها تاريخ طويل في خدمة قطاع البترول والغاز في مصر، بدءًا من 1980 تحديدًا وكنا في أوائل الشركات التي أدخلت نظام DCS في مصر، وكان لدينا في ذلك الوقت تعاون كبير مع شركات “إيه بي بي” في الخارج لتوفير هذه الحلول محليًّا، وفي التسعينيات من القرن الماضي، وبالتعاون مع فروعنا بالخارج، كانت معظم تقنيات نظم الـ DCSوالتحكم الآلي بشكل عام تتم من مصر التي أصبحت بعدها في الألفية الجديدة مركزا لتنفيذ مشروعات الطاقة، خاصة في قطاع البترول والغاز في المنطقة وأفريقيا ككل. وتنقسم حلول ومنتجات إيه بي بي للتحكم الآلي في قطاع البترول والغاز إلى 3 أجزاء، أولها أنظمة التحكم سواء لأنظمة الكهرباء أو في منصات البترول البرية أو البحرية أو أنظمة الـSCADA، وتتضمن أعمال الشركة في هذا الجزء أعمال الدراسة والصيانة والتركيب والتنفيذ والتشغيل.

الجزء الثاني يشمل الحلول المتكاملة بالتعاون مع قطاعات الشركة المختلفة سواء مع توزيع الكهرباء أو مع الحركة (المواتير ومغيرات السرعة)، إذ نتعاون معًا لتنفيذ مشروعات ذات أحجام مختلفة تخدم قطاع البترول والغاز سواء بالتوريد أو التركيب،  إضافة إلى عقود الصيانة، التي أصبحنا نطلق عليها اسمABB Care ، إذ إننا نهتم بإرضاء العملاء وأن نصبح شركاء لهم وإطلاعهم بمستجدات مشروعاتهم، سواء فيما يخص الصيانة وقطع الغيار بما ينعكس إيجابًا على أداء المنشأة وتكاليف التشغيل، بالإضافة إلى تقديم خدمة 24/7 لجميع عملائنا سواء عن بعد أو من خلال توفير مهندسين مقيمين حال تطلب الأمر.

وهل هناك تحديات تواجه التحول الرقمي في هذا القطاع الحيوي؟

بالطبع، أهم تحدي يتمثل في تبني حلول وتكنولوجيا التحول الرقمي، وتحتاج الشركات إلى أن تسرع في ذلك، وكلما كان القرار في بداية المشروع كانت الجدوى أفضل، كذلك التكلفة المالية ما زالت تمثّل عائقًا أمام الشركات العاملة في القطاع في بداية المشروع، نظرًا إلى كون التحديات الجديدة في العمل عن بُعد لم تكن مدرجة في المراحل الأولى من التخطيط، ما قد يغير من الميزانية فيما بعد، لكن مقارنة بالنتائج مع استدامة المشروع فإن التوفير سيكون كبيرًا، هذا علاوة على الإدارة السليمة التي تتطلب وضوح الصورة والرؤية، والتكنولوجيا تستخدم من أجل هذا، فمصر لديها الكفاءات والإمكانات، ولكن نحتاج إلى وضعها على الطريق الصحيح وقد بدأنا بالفعل في تحقيق ذلك.

وكيف يمكن أن تساعد منتجات ABB قطاع البترول والغاز المصري على تحقيق أهدافه في الفترة المقبلة؟

يهدف قطاع البترول المصري إلى تحقيق الاستمرارية الإنتاجية وكفاءة العمليات مع الحفاظ على الأصول الثابتة والبنية التحتية وسلامة العاملين والبيئة بشكل أساسي، ونحن لدينا مجموعة متنوعة من المنتجات العالمية المبتكرة التي يمكن أن تحقق هذه الأهداف بكل موثوقية تضمن أداء مستداماً من خلال خدمات الصيانة وخدمات ما بعد البيع، وفقا لخطط الإنتاج للشركات بما يضمن تقليل الأعطال، والهدر، وتحقيق الربحية، والتنافسية. وهو الهدف الأساسي.

من بين هذه المنتجات نظام ABB AbilityTM System 800xA  للتحكم الآلي في عمليات التشغيل لتمكين الإدارة الفعالة والمستدامة لقطاع البترول والغاز وتوفير الصيانة عن بُعد، بحيث يتمكن المشغلون من وضع رؤية كاملة وشاملة والوصول الى مميزات تشغيلية متعددة وربط جميع الأنظمة والعمليات في منصة واحدة بما يتيح أعلى درجات الأمان التشغيلي وإمكانات الصيانة عن بُعد وفرص الترقية إلى مستويات أعلى وتقنيات أفضل في المستقبل.

الهيدروجين الأخضر هو الموضوع الأبرز الآن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي.. كيف ترون اعتماد هذه الطاقة الجديدة وما الذي تقدمه ABB في هذا الصدد؟

أعلن العديد من الدول حول العالم بما فيها البلدان المتقدمة والناشئة، ومن بينها مصر، عن مبادرات للهيدروجين الأخضر، وقالت إنها ستعلن قريبًا عن مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر كجزء من مبادرة وطنية، وتهدف إلى دمجه في إستراتيجية الطاقة 2035. وفي هذا الصدد، تقدم إيه بي بي منتجات وحلولا تخدم هذه الصناعة بشكل متكامل، منها ABB AbilityTM Energy Management – OPTIMAX for Green Hydrogen  تساعد على تحسين إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق تقليل تكاليف النفقات التشغيلية وزيادة الكفاءة وتقليل البصمة الكربونية وتعظيم الاستفادة من الطاقة المنتجة والمستهلكة من خلال الإدارة الإستراتيجية للأصول والطاقة.

ووقعت إيه بي بي مؤخرا عقدًا حصريًا مع إحدى الشركات الكندية لتوفير تكنولوجيا التحليل الكهربائي تعزيزًا لنشر أنظمة إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع للحد من البصمة الكربونية للصناعات التي يصعب تخفيفها للعديد من القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والتعدين وصناعة الأسمنت والأمونيا والأسمدة والوقود وغيرها من الصناعات.