صندوق النقد: حرب البنوك المركزية ضد التضخم بدأت تؤتي ثمارها

قال صندوق النقد الدولي، أن الحرب ضد التضخم بدأت تؤتي ثمارها ، لكن يجب على البنوك المركزية أن تواصل جهودها، مضيفًا أن الاقتصاد العالمي مهيأ للتباطؤ هذا العام ، قبل أن ينتعش العام المقبل.

وتوقع الصندوق في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2023، أن يظل النمو العالمي ضعيفًا وفقًا للمعايير التاريخية ، حيث تؤثر الحرب ضد التضخم والحرب الروسية في أوكرانيا على النشاط.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من هذه الرياح المعاكسة ، فإن التوقعات أقل كآبة مما كانت عليه في توقعاتنا لشهر أكتوبر ، ويمكن أن تمثل نقطة تحول ، مع تراجع النمو وتراجع التضخم.

وقال الصندوق أن النمو الاقتصادي العالمي أثبت أنه مرن بشكل مدهش في الربع الثالث من العام الماضي ، في ظل وجود أسواق عمل قوية ، والاستهلاك الأسري القوي والاستثمار في الأعمال التجارية ، والتكيف الأفضل من المتوقع مع أزمة الطاقة في أوروبا.

ولفت الصندوق إلى أن إعادة فتح الصين حدودها بشكل مفاجىء تمهد الطريق لانتعاش سريع في النشاط، مضيفًا أن الظروف المالية العالمية  تحسنت مع تراجع ضغوط التضخم.

وأكد أن هذا التحسن بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي عن أعلى مستوى له في نوفمبر ، أدى هذا  إلى تخفيف بسيط للضغوطات على الدول الناشئة والنامية.

التضخم العالمي يتراجع

وفيما يتعلق بمعدلات التضخم أكد صندوق النقد أن هناك تحسن واضح، حيث انخفضت التدابير العامة الآن في معظم البلدان حتى لو كان التضخم الأساسي ، الذي يستبعد مزيدًا من التقلبات في أسعار الطاقة والغذاء ، قد بلغ ذروته في العديد من البلدان.

وأشار التقرير إلى انه من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم العالمي هذا العام ، ولكن حتى بحلول عام 2024 ، سيظل المتوسط السنوي المتوقع للتضخم الرئيسي والأساسي أعلى من مستويات ما قبل الوباء في أكثر من 80% من الدول.

أبرز التحديات أمام الاقتصاد العالمي في 2023

وأوضح صندوق النقد خلال تقريره أن هناك مجموعة من التحديات ستواجه الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري، وعلى رأسها أن تعافي الصين قد يواجه عراقيل وسط اضطرابات اقتصادية أكبر من المتوقع بسبب الموجات الحالية أو المستقبلية من الإصابات بـ COVID-19 أو تباطؤ أكثر حدة من المتوقع في قطاع العقارات.

بالإضافة إلى أن  التضخم مرتفعا قد يظل مرتفع عالمًا بعناد وسط استمرار تشديد سوق العمل وتزايد ضغوط الأجور ، مما يتطلب سياسات نقدية أكثر صرامة وما ينتج عن ذلك من تباطؤ حاد في النمو.

كما قال الصندوق أن تصعيد الحرب في أوكرانيا  لا يزال يمثل تهديدًا رئيسيًا للاستقرار العالمي يمكن أن يزعزع استقرار أسواق الطاقة أو الغذاء ويزيد من تشرذم الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن إعادة التسعير المفاجئ في الأسواق المالية أيضًا من ضمن تلك التحديات ، موضحًا أن الاستجابة لمفاجآت التضخم المعاكسة ، يمكن أن يؤدي إلى تشديد الأوضاع المالية ، لا سيما في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.