شركات الطيران تطالب بتطبيق مفهوم سلة العملات بعد صعود الدولار 

يطالب عدد من شركات الطيران بتطبيق مفهوم سلة العملات العالمية كالدولار واليورو والين والروبل داخل قطاع الطيران، خاصة بعد حالة الارتباك التى تسبب فيها ارتفاع سعر العملة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة.

وتجرى جميع التعاملات داخل المطارات بالدولار،  كرسوم الهبوط وإقلاع الطائرات، علاوة على شراء الوقود بالعملة الصعبة من وزارة البترول، الأمر الذي يسهم فى زيادة مصروفات الشركات بنسبة 300%، لا سيما مع عجز هذه الكيانات عن تحريك أسعار تذاكر الطيران بالنسبة نفسها خشية عزوف الركاب.

أحمد إسماعيل، رئيس العالمية للطيران، أكد أن شركته تعانى حالة من الارتباك بعد ارتفاع سعر الدولار بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن جميع التعاملات داخل المطارات المحلية تتم بالدولار فقط.

وواصل سعر الدولار ارتفاعه في منتصف تعاملات البنوك اليوم الخميس، ليسجل 30.60 جنيه للشراء، و30.70 جنيه للبيع بالبنك المصري لتنمية الصادرات، المصرف العربي الدولي، الإمارات دبي الوطني وبنك فيصل الإسلامي، كما سجل 30.55 جنيه و30.60 جنيه شراء وبيعا ببنكي الأهلي المصري ومصر.

وأوضح إسماعيل في تصريحات لـ”أموال الغد”، أن تسديد إيجارات مكاتب الشركة داخل المطارات المصرية على سبيل المثال يتم بالدولار، وكذلك مكان إيواء الطائرات، إلى جانب عمليات الهبوط والإقلاع.

تحريك أسعار تذاكر الطيران حاليًا يقضي على تعافي القطاع

وأشار إلى أنه يتم تحصيل قيمة الوقود الذي تحصل عليه شركات الطيران من وزارة البترول بالدولار، مؤكدافي الوقت نفسه ارتفاع المصروفات بنحو 300 % خلال الفترة الماضية مع عدم القدرة على تحريك أسعار تذاكر الطيران بالنسبة نفسها.

وذكر إسماعيل أن الشركة غير قادرة على تحريك أسعار التذاكر حالياً، رغم ارتفاع سعر الدولار فى ظل بطء تعافي حركة الطيران بعد تلاشي التأثير السلبى لجائحة كورونا، متوقعا أن يسهم تحريك الأسعار حاليًا  في خلق ركود أكبر بحركة الطيران.

وضرب مثالا بسعر تذكرة رحلة الطيران بين القاهرة والكويت البالغ نحو 10 آلاف جنيه، مفي حين أنها قد تصل إلى 30 ألفًا بعد تحريك أسعار الدولار ما يجعل فكرة السفر شبه مستحيلة.

وأكد إسماعيل أن الركاب غير قادرين على استيعاب الزيادة التي لحقت بأسعار تذاكر الطيران عقب وصول سعر الدولار لنحو 24 جنيها، فكيف يتم تقبل تجاوزه  30 جنيها، علاوة على ندرة العملة الأمريكية.

وشهد سعر الدولار تراجعًا في نهاية تعاملات أمس الأربعاء بعد وصوله إلى أكثر من 32 جنيهًا ليعود إلى مستويات 29.80 جنيه في نهاية التعاملات.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، قرر البنك المركزي المصري تبنى نظام سعر صرف مرن، ليعكس سعر الصرف قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى بواسطة قوى العرض والطلب.

الشركات تتحمل جزءا من شح السيولة

من جانبه، أكد مصدر مسؤول يالنيل للطيران، أن شركات السياحية والطيران تتحمل جزءا من مسؤولية شح الدولار داخل المصارف، مرجعاً الأمر إلى تحصيل الشركات  الدولار من العملاء ثم تغييره من السوق السوداء لحصد مكاسب أكبر من إيداعه بالبنوك المحلية مباشرة.

وأضاف أن شركات الطيران والسياحة تقوم أيضا بإيداع الدولار فى البنوك الأجنبية بالخارج، لحين بلوغه أعلى سعر بالبنوك المحلية ثم يتم التحويل.

وشدد على ضرورة إحكام السيطرة على تلاعب الشركات لمنع التصرف في الدولار خارج البنوك المحلية، لتجنب الأزمة التى ساهمت فى تعويم سعر الجنيه بصورة لم تحدث من قبل.

وطالب المصدر في تصريحاته لأموال الغد، بضرورة تخفيف الضغط على الدولار من خلال محاسبة وزارة البترول لشركات الطيران على الوقود بالجنيه.

نيوستار: لا مبرر للاعتماد على الدولار فقط

بدوره أكد بهجت أحمد، رئيس مجموعة نيوستار للطيران والسياحة، ضرورة تطبيق سلة العملات داخل قطاع الطيران، من خلال قبول وزارة الطيران جميع العملات العالمية مثل الدولار أو اليورو أو الين أو الروبل، عند تسديد الرسوم داخل المطارات المصرية.

وأشار في تصريحات خاصة، إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تخفيف الضغط على الدولار،  والاعتماد على جميع العملات، ما يساعد في توفير العملة الصعبة داخل البنوك المحلية ومن ثم تمويل عمليات الاستيراد ذات الأولوية والأهمية للشارع المصري.

ولفت بهجت أحمد إلى أن قانون الطيران ينص على ذلك، ولا مبرر للاعتماد على الدولار فقط، فى مختلف التعاملات داخل المطارات المحلية، ذلك الأمر الذي يضطر شركات الطيران إلى تدبيره من السوق السوداء.