الولايات المتحدة تتكبد خسائر تصل إلى 165 مليار دولار بفعل كوارث المناخ 

تسبب إعصار إيان الهائل وجفاف تاريخي و 16 كارثة كبرى أخرى شهدتها جميع أنحاء الولايات المتحدة في خسائر بقيمة 165 مليار دولار ومقتل ما لا يقل عن 474 شخصًا في عام 2022 ، وفقًا لتحليل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

تتعقب المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أكبر الكوارث الطبيعية، حيث نجم عن كل كارثة أضراراً لا تقل قيمتها عن مليار دولار.

جاء عام 2022 من بين الأعوام التي شهدت كوارث طبيعية، تجاوزت أضرارها مليارات الدولارات حسب تصنيف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، حيث احتل  العام الماضي المركز الثالث، بعد عام 2017 الذي قُدرت الأضرار الناجمة عنه بحوالي (373.2 مليار دولار) وعام 2005 (253.5 مليار دولار).

ارتفاع خسائر تغير المناخ

أصبحت الكوارث الطبيعية التي ينجم عنها خسائر بمليارات الدولارات هي الوضع الطبيعي الجديد في الولايات المتحدة وبقية العالم. ويعود ذلك إلى مواصلة الناس تحركهم وقيام مشاريع البناء في المناطق الخطرة، حيث يزداد الخطر نفسه، في ظل ارتفاع كبير في درجات حرارة الكوكب ورطوبته وتعرضه للتقلبات المناخية الشديدة.

وكلفت أحداث الطقس القاسية والكوارث الأخرى على مستوى العالم ما يقرب من 120 مليار دولار من الخسائر المؤمن عليها و 270 مليار دولار من الخسائر غير المؤمن عليها العام الماضي ، وفقًا لتقديرات شركة التأمين العملاقة ميونيخ ري. ووقعت كل هذه الكوارث خلال العام الخامس الأكثر دفئًا على الإطلاق ، حسب تقديرات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

في الولايات المتحدة ، كان الحدث الأكثر ضررًا هو إعصار إيان ، الذي تسبب في خسائر بقيمة 112.9 مليار دولار. كانت العاصفة أيضًا الكارثة الأكثر تكلفة للخسائر المؤمن عليها في جميع أنحاء العالم ، وفقًا لميونخ ري.

واشتدت قوة إعصار إيان بسرعة، ليتحول بذلك إلى إعصار من الفئة 4، حيث ضرب جنوب غرب فلوريدا بمزيج قاتل من العواصف والرياح والأمطار. ونتج عن ذلك كارثة مناخية، إذ جُرفت الطرق والجسور، ودمرت أحياء بأكملها، وانقطع التيار الكهربائي عن ملايين السكان. كما كانت أرقام الوفيات صادمة. حيث لقي ما لا يقل عن 152 شخصاً حتفهم بسبب العاصفة، وفقاً لإحصاء الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وكان هناك حدث رئيسي آخر هو الجفاف وموجة الحر التي استمرت لمدة عام عبر العديد من ولايات السهول الغربية والجنوبية التي تسببت في أضرار بقيمة 22.2 مليار دولار.

قدرت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة «Nature Climate Change» أن هذه الفترة الطويلة من الجفاف ، والتي بدأت قبل عام 2022 ، كانت الأسوأ في المنطقة منذ أكثر من 1000 عام. ونتيجة لذلك ، تضاءلت الأنهار والبحيرات الرئيسية إلى مستويات منخفضة بشكل خطير وجفت في بعض الحالات ، بما في ذلك بحيرات ميد وباول ونهر كولورادو. يجدر الإشارة إلى أن الملايين من الناس يعتمدون على هذه المياه.

أدت الحرارة الشديدة المرتبطة بهذه الموجة الجافة إلى مقتل أكثر من 100 شخص في أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وأوريجون وتكساس. لكن تقديرات الحكومة الفيدرالية من المرجح أن تكون أقل من الحقيقة. في مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا وحدها ، على سبيل المثال ، حدد المسؤولون المحليون 378 حالة وفاة مؤكدة مرتبطة بالحرارة في عام 2022.

تشمل مجموعة الكوارث الكبرى أيضاً حرائق الغابات الغربية، وإعصاري نيكول وفيونا، والفيضانات في شرق كنتاكي وميسوري؛ وتفشي إعصارين في جنوب الولاية؛ فضلاً عن اثنين من عواصف البرد التي ضربت شمال وسط البلاد، وعاصفة شتوية قاسية.

لم تكتمل تكلفة الأضرار التي تسبب بها عام 2022، لأنها لا تشمل تكاليف العاصفة الشتوية القاسية وموجة البرد القارسة في ديسمبر. في هذا الإطار، أشار خبير في المراكز الوطنية للمعلومات البيئية، آدم سميث، إلى أن هذا الحدث كان «مؤثراً للغاية لدرجة أننا ما زلنا نحسب تكلفة الأضرار الناجمة عن ذلك، كما نأمل بتحديث البيانات في وقت لاحق من الشهر»

من جهته، أشار مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ريتشارد سبينراد إلى دور وتأثير تغير المناخ في حدوث الكوارث الطبيعية خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء.

وقال: «تنجم عن تغير المناخ أضرار كبيرة، وغالباً ما يؤدي إلى مخاطر متتالية، مثل موجات الجفاف الحادة التي قد تتسبب بحرائق الغابات المدمرة، تليها فيضانات وانهيارات أرضية خطيرة، فعلى سبيل المثال، من هذه الأخطار ما تشهده كاليفورنيا اليوم من (هجمات مناخية دون هوادة من الغلاف الجوي) أو ما يُعرف بظاهرة (أنهار السماء)».