رئيس شركة يونيليفر تكشف حجم الأعمال وخطط التوسع في مصر ..«حوار»

كشفت شاذيا السيد رئيس شركة يونيليفر لأقليم شمال أفريقا و المشرق العربي و العراق، أن الشركة تقوم حاليا بدراسة بعض خطط التوسع في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن مصر تعد مركز إقليمي وسوقًا واعدًا، فضلا عن استخدام الطاقة الشمسية في إدارة المصانع.

وقالت في حوار خاص لـ” أموال الغد”، إن إجمالي استثمارات الشركة في مصر تصل لنحو 5 مليارات جنيه، كما تعمل بشكل دوري تحديث خطوط الإنتاج وتطوير التكنولوجيا المستخدمة .

وأشارت السيد إلى أن الشركة تقوم بتوجيه 50% من طاقتها الإنتاجية للتصدير حيث يصل عدد الدول التي تصدر لها حاليا نحو 50 دولة ، لافتة إلى أن الشركة تقوم حاليا بتصنيع بعض المنتجات التي كانت تستوردها من الشركة الأم.

مصر مركزًا إقليميًا لنشاط «يونيليفر»

ما هي رؤية الشركة للسوق المصرية خلال المرحلة الحالية ومناخ الاستثمار الحالي؟

تعد مصر من أهم الأسواق الواعدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ولدى الشركة نظرة إيجابية للتوسع فى مصر حيث تمتلك حاليا 4 مصانع بها وهو العدد الأكبر من المصانع بدولة واحدة فى المنطقة.

كما قامت الشركة بضم كل من مصر والسودان ودول شمال أفريقيا ودول المشرق العربي فى وحدة أعمال واحدة مقرها الرئيسي القاهرة حيث تعد مركز إقليمي لتصنيع وتصدير منتجات الشركة ، فضلا عن قيام الشركة بإنشاء مركز خدمات يخدم أكثر من 60 دولة يقدم كمرحلة أولى كافة الخدمات المتعلقة بالموارد البشرية.

مما لاشك فيه أن وضع الاقتصاد العالمي يؤثر على كافة الدول وخاصة أنه منذ بداية عام 2020 والذى شهد وباء كورونا والتحديات الاقتصادية من تباطئ الأسواق وسلاسل الإمداد ثم الحرب الروسية الأوكرانية والتي زادت من حدة الأوضاع الاقتصادية خصوصا مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وكذلك معدلات التضخم غير المسبوقة التي يشهدها العالم، ومصر من أكثر الدول التي تأثرت بالحرب بين روسيا وأوكرانيا و فرضت تحديات تتعامل معها الحكومة المصرية وفقا لأولوياتها فى الفترة الحالية والتي قد تمثل تحديا للشركات ولكن أهم ما يميز العلاقة حاليا مع الحكومة هو الحوار المفتوح مع مجتمع الأعمال وهو ما يساهم فى حل كثير من التحديات ويعطى انطباع إيجابي عن مناخ الاستثمار والأعمال فى مصر.

  إذا فما هي خطة الشركة الاستراتيجية في مصر خلال المرحلة المقبلة وهل تعتزم الشركة ضخ استثمارات جديدة؟

تنظر الشركة إلى مصر كمركزا إقليميا ليس فقط للتصنيع والتصدير بل أيضا لتقديم الخدمات وخاصة أن مصر تمتلك قوى عاملة كبيرة ومؤهلة للتوسع فى هذا القطاع مع ميزة تنافسية فى تكاليف التشغيل مقارنة بالعديد من الدول .

وهناك بعض الخطط قيد الدراسة حاليا لتنفيذها مستقبلا ولكن الشركة بشكل سنوي تضخ ما بين 100 إلى 150 مليون جنيه فى تطوير وتحديث خطوط الإنتاج، كما يتم العمل على زيادة الإنتاج محليًا حيث كان هناك منتجات تقوم الشركة باستيرادها من الخارج وأصبح يتم تصنيعها داخل مصانع الشركة حاليًا وهى لا تتطلب استثمارات جديدة، ولكن تزيد من حجم المنتجات التي يتم إنتاجها محليًا وحجم صادرات الشركة من مصر مستقبلا وهو ما يقوى وضع مصانع الشركة بمصر كمركز إقليمي للتصنيع والتصدير .

وسوف تطلق الشركة خلال المرحلة القادمة منتجات غذائية مدعمة بالحديد للأطفال والتلاميذ لمواجهة مشكلة الأنيميا ونقص الحديد بين الاطفال وقد اختارت مصر لتكون أول دولة بالمنطقة يتم طرح تلك المنتجات بها.

5 مليارات جنيه حجم استثمارات «يونيليفر».. و70% من مواد العتبئة يعاد تدويرها

ما حجم استثمارات الشركة في السوق المصرية؟

تتراوح استثمارات الشركة فى مصر ما بين 4 و 5 مليارات جنيه ، ويبلغ حجم فرص العمل المتاحة 22 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة وتمتلك الشركة 4 مصانع فى السادس من أكتوبر وبرج العرب بالإضافة إلى مركز الخدمات.

  ما حجم الطاقات الإنتاجية للشركة حاليا وهل تعتزم زيادة طاقتها الانتاجية خلال الفترة المقبلة؟

حجم الطاقة الإنتاجية تقريبا يتراوح ما بين 80 إلى 85 ألف طن سنويًا حيث يتم توجيه 50% منها إلى التصدير ، ولدى الشركة طاقات إضافية يمكن استغلالها عند الحاجة .

ما هو معدل النمو المستهدف في أعمال الشركة في مصر والحصة السوقية للشركة؟

تأمل الشركة فى نمو أعمالها بنسبة قريبة من النسبة التضخم فى مصر، حيث تستهدف ألا يقل معدل النمو في حجم الأعمال عن 10% سنويا .

وتعد منتجات الشركة من المنتجات الرائدة فى السوق المصرية حيث تمتلك حصة سوقية كبيرة خاصة فيما يتعلق بمنتجات العناية والنظافة الشخصية والأغذية لدى الشركة أكثر من 20 منتج بالسوق يحظى أغلبها بالحصة السوقية الأكبر.

كم تبلغ صادرات الشركة وعدد الدول التي يتم التصدير لها وهل تعتزم دخول أسواق جديدة؟

تقوم الشركة بتصدير 50% من حجم إنتاجها بمصر للخارج وهو ما لا يقل عن 150 مليون دولار سنويًا إلى 50 دولة ، ونستهدف أن ترتفع صادرات الشركة خلال الفترة المقبلة خاصة وان الشركة تعد أكبر مصدر لمنتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل فى مصر ، خاصة أن هناك فرصة لزيادة صادرات الشركة للدول الأفريقية مع دخول اتفاق منطقة التجارة الأفريقية حيز النفاذ والذى نأمل أن يتم قريبا.

هل تأثرت الصادرات بما يحدث حاليا في التجارة العالمية؟

نعم تأثر حجم الصادرات نتيجة الظروف الحالية فهناك عدد من الدول تشهد تباطؤ فى حجم الاستهلاك مما يؤثر على الصادرات، فضلا عن قرار الشركة الأم بوقف تصدير منتجاتها إلى السوق الروسية وكانت الشركة تقوم بتصدير منتجات الصابون إلى السوق الروسية.

كيف تتعامل الشركة مع مشاكل نقص الخامات وأزمة سلاسل الإمداد؟ وهل تتجه لمزيد من تعميق الإنتاج؟

تتعامل الشركة معها على عدة محاور حيث تعمل الشركة سنويًا على زيادة مورديها المحليين لمستلزمات الانتاج ومواد التعبئة مع زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من المواد الخام ومواد التعبئة وفى بعض الحالات تعتمد على تلبية احتياجاتها من بعض أفرع الشركة التي لديها فائض عند الحاجة.

«يونيليفر» تتعاون مع «انفيرون» لجمع العبوات البلاستيك

استضافت مصر مؤخرا قمة المناخ.. ما هي أهم الخطوات التي اتخذتها الشركة بهذا الشأن؟

الشركة تضع الاستدامة فى قلب عملياتها الانتاجية والتصنيعية حيث تؤمن بأنه من غير استدامة الموارد والحفاظ على الكوكب من التغيرات التي يشهدها وتنمية المستهلكين فى أنحاء العالم لن تستطيع تحقيق أهدافها وزيادة أعمالها وتمتلك الشركة عدة محاور تعمل عليها منها الحفاظ على البيئة والكوكب من خلال التأكيد على أن جميع مدخلات الانتاج سواء زراعية أو صناعية تم زراعتها او انتاجها بطرق صديقة للبيئة فضلا عن وضع أهداف كبيرة للحد من استهلاك البلاستيك فى منتجاتها واستخدام مواد تعبئة وتغليف صديقة للبيئة.

وبمناسبة استضافة مصر لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ فقد قامت بتوقيع اتفاق مع شركة انفيرون للحلول البيئية لجمع العبوات البلاستيك الفارغة بعد استخدامها بواسطة المستهلكين، حيث سيتم جمع الزجاجات البلاستيك الفارغة ثم إعادة تدويرها بالطرق الصناعية المتبعة لإنتاج حبيبات بلاستيك واستخدامها فى تصنيع زجاجات صابون غسيل اليدين السائل لتحقيق الاقتصاد الدوار بدلا من استخدام بلاستيك مصنع لأول مرة لتقليل استخدام الوقود الحفرى فى انتاج البلاستيك.

كما تدرس الشركة استخدام الطاقة الشمسية في إدارة المصانع في القاهرة والإسكندرية، ولكن لحين الدراسة الجيدة لهذا الأمر تقوم الشركة بحساب حجم ما تستهلكه من كهرباء وغاز ووقود، وتشتري شهادات كربون من خلال محطة بنبان للطاقة الشمسية بما يوازي الطاقة المستخدمة، على أن يقوم القائمين على المحطة باستثمار هذه الشهادات في تطوير المحطة، الأمر الذي يؤدي إلى خفض الانبعاثات.

ماذا عن مخصصات الشركة لهذا المجال وأبرز النتائج المترتبة على  الخطوات السابقة؟

المخصصات يتم تحديدها سنويا وفقا للأهداف وبتختلف من سنه لسنه وخلال العام الجاري تخطت 20 مليون جنيه، ونجحت مصانع الشركة فى مصر خلال الفترة العشر سنوات الماضية فى خفض استهلاك المياه فى عمليتها الصناعية بأكثر من 50% وتقليل نسبة الانبعاثات بأكثر من 60% وخلال نفس الفترة لا تقوم الشركة بدفن أي مخلفات فى المدافن الصحية بل يتم توجيه المخلفات التي لا يمكن تدويرها مرة أخرى إلى شركات الأسمنت لاستخدامها فى توليد الطاقة.

وحاليا فى مصر أكثر من 70% من مواد التعبئة والتغليف المستخدمة فى منتجات الشركة هي مصنعة بتقنيات تسمح بإعادة تدويرها مرة أخرى فضلا عن قيام الشركة بتصنيع زجاجات صابون اليد السائل من بلاستيك معاد تدويره .

وتستهدف من خلال الشراكة مع انفيرون للحلول البيئية جمع نفس كميات العبوات البلاستيك التي تطرحها الشركة سنويا في السوق المصري في حدود 3000 طن بلاستيك سنويا

ما هي أبرز الحوافز والخطوات المطلوبة من الحكومة لجذب المستثمرين ومزيد من تحسين مناخ الأعمال؟

فى ظل الظروف الحالية فإن أهم الخطوات المطلوبة هي الحفاظ على تشغيل المصانع ودوران عجلة الإنتاج وبالتالي فإن أهم الحوافز المطلوبة هي تسهيل إجراءات التشغيل والحفاظ على الإنتاج بما يتطلب نظرة شاملة على دورة الأعمال بداية من الإفراج الجمركي والأعباء المالية التي تتحملها الشركات وحتى تيسير إجراءات التصدير وسرعة رد مستحقات المصدرين  وتسهيل إجراءات إقامة المصانع الجديدة.

وقد قامت الحكومة بطرح الرخصة الذهبية فى عدد من القطاعات الانتاجية والتي نأمل أن تمتد لكافة القطاعات الصناعية ولا يتم قصرها على المشروعات الجديدة بل تشمل المصانع القائمة فى الدولة منذ فترة وهو ما سوف ينعكس ايجابيًا على إجراءات ترخيص وتجديد الرخص الصناعية

كما أن من أهم الخطوات المطلوبة استقرار بيئة الأعمال ففي الفترة الماضية شهدنا اتخاذ قرارات وتنفيذها بشكل فوري مما أربك العملية الانتاجية وخطط الشركات للتصنيع والإنتاج مثل قرار قصر عمليات الاستيراد على الاعتمادات المستندية والذى عانت منه الصناعة المصرية حتى تدخل رئيس الجمهورية باستثناء المواد الخام ومستلزمات الإنتاج منه والذى ساعد الصناعة على استمرار الإنتاج والتصدير.

كيف تقيم تأثير التضخم وانكماش الطلب على استمرار النمو في القطاع الاستهلاكي وقدرته على جذب استثمارات جديدة؟

مما لا شك فيه أن التضخم وزيادة الأسعار قد أثرت على القدرة الشرائية للمستهلكين ليس فى مصر فحسب ولكن على المستوى العالمي فالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة على سبيل المثال شهدت مستويات تضخم لم تشهدها منذ أكثر من 20 سنة ونظرًا لأن مصر تعتمد على استيراد الوقود وكثير من مستلزمات الإنتاج، وبالتالى انعكس على ارتفاع تكلفة الإنتاج والسعر النهائي للمنتج فى السوق المحلية وهو ما يتطلب من الشركات دراسة دقيقة قبل اتخاذ قرارات زيادة أسعار منتجاتها حتى لا يستبعدها المستهلك من سلة مشترياته.

كما أن القطاع الاستهلاكي فى مصر من القطاعات التي تنمو بشكل مستمر نظرا لتعداد السكاني وبالتالى هذا القطاع سوف يستمر فى جذب الاستثمارات وخاصة مع خطط الحكومة لتطوير السوق المحلية وشبكة التجارة الداخلية والنمو السريع لتطبيقات الشراء السلع الاستهلاكية والتي يعتمد على الكثير منذ جائحة كورونا، وقد قامت العديد من الشركات الأجنبية بالاستحواذ على شركات أغذية وسلع استهلاكية مصرية خلال الفترة الماضية وهو ما يؤكد جاذبية هذا القطاع للاستثمارات الأجنبية.