توقعات أسعار الذهب.. تعرف على أهم التحليلات وسيناريوهات الفترة المقبلة

عانى الذهب عالميًا من موجة تقلبات في الأسعار  غير مسبوقة خلال 2022 مقارنة بالسنوات القليلة الماضية بسبب البيئة الاقتصادية المتغيرة وعدم اليقين الكلي العالمي.

وعلى الرغم من معدلات التضخم المرتفعة والتي تدعم أسعار المعدن الأصفر عادة باعتباره ملاذ آمن، إلا أن الذهب اصطدم من  ناحية أخري بحائط السياسة النقدية المتشددة.

علي الصعيد الأسبوعي، بدأت أسعار الذهب العالمية هذا الأسبوع علي انخفاض بفعل تأثير الاحتجاجات في الصين ضد سياسة الدولة فيما يتعلق بقيود كورونا، إلا أن تراجع الدولار الأمريكي كان داعمًا لعودة المعدن للارتفاع مرة أخري مسجلًا أداءًا جيد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.

وسجلت أسعار الذهب عالميًا في التعاملات الفورية اليوم ارتفاعًا  بنسبة 0.70% إلى 1761.72 دولارًا، فيما ارتفعت بأكتر من 102 دولاًر خلال الشهر الجالي بنسبة 6.19%. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.7 بالمئة إلى 1752.60 دولار.

وفي ذلك الإطار، رصدت «أموال الغد» آراء عدد من خبراء سوق الذهب فيما يتعلق بتوقعاتهم لأداء المعدن علي المدي القصير وسط إشارات متباينة ومؤثرة من قبل مسؤولي البنوك المركزية بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة خلال شهر ديسمبر وفي 2023.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة

وضع محللو بنك الاستثمار العالمي جولدمان ساكس، أربعة سيناريوهات لتحركات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة وسط توقعات توقعات حدوث ركود موضحين تأثير ذلك على أسعار الذهب.

يري البنك في السيناريو الأول فرصة بنسبة 30% للبنك المركزي الأمريكي في تنفيذ هبوط آمن لأسعار الفائدة لتجنب الركود ؛ وهذا من شأنه أن يدفع أسعار الذهب إلى 1530 دولارًا للأوقية مع ارتفاع معدلات الفائدة الحقيقية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف إلى 1.7%. يٌشار إلى أن أسعار الأوقية يتم تداولها حاليا عند مستوى 1775 دولار>

أما في السيناريو الثاني، يري محللو جولدمان أيضًا فرصة بنسبة 30% لحدوث ركود مع تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة إلى الصفر بحلول عام 2025، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى 2250 دولارًا للأوقية.

وفي السيناريو الثالث المتوقع حدوثه بنسبة 20% ،والذي سيكون الأسوأ بالنسبة للذهب، يستمر نمو تهديدات التضخم، مما يجبر الاحتياطي الفيدرالي على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، ليهبط ذلك بأسعار الذهب إلى 1500 دولار للأوقية.

فيما وضع السيناريو الرابع فرصة بنسبة 20% لحدوث ركود مع تخفيضات محدودة في أسعار الفائدة، مما سيعيد أسعار الذهب إلى 2000 دولار للأوقية. وفي هذا السيناريو، من المتوقع أن ينخفض سعر الفائدة على الصناديق الفيدرالية إلى 2.5% بحلول عام 2025 حيث يوازن البنك المركزي مخاوف النمو مع استمرار التضخم.

وقال خبير سوق الذهب جيمس ستانلي،إنه على المدى القصير يبقي الباب مفتوحًا للدعم المتوسط للمعدن عند مستويات 1759 أو 1750 مع بداية ديسمبر، لافتًا إلى أن «الذهب قد يشهد ارتفاعًا تصحيحيًا خلال الفترة القادمة».

وأكد ستانلي أنه إذا رأت الأسواق إشارات إيجابية بشأن أسعار الفائدة العالمية فإن الذهب سيحافظ علي أداء جيد وسيواصل الارتفاع، ولكنه لن يتجاوز 2000 دولار للأونصة.

الفيدرالي الأمريكي يحدد توجهات أسعار الذهب

فيما توقع جيوفاني ستونوفو ، المحلل في UBS، «إنه بينما يدعم تراجع الدولار الذهب قليلاً في الوقت الحالي ، فأن المزيد من رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي سيؤثر على أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة». وأبقي علي توقعات البنك المنخفضة عند 1650 دولارًا أمريكيًا / أونصة خلال شهر ديسمبر.

وأضاف ستونوفو: أن «استمرار الانتعاش المحتمل في الدولار وأسعار الفائدة المستمرة في الارتفاع حول العالم يعني أن المستثمرين قد يبتعدون عن الأصول ذات العائد المنخفض والصفر مثل الذهب»، مؤكدًا: أن «السوق يراقب عن كثب أي مؤشر لإنهاء رفع أسعار الفائدة».

ومن جانبه أكد إدوارد مئير ، المحلل في «ED&F Man Capital Markets»، أن تحركات الفيدرالي الأمريكي هي المحور الرئيسي للسوق، موضحًا أنه إذا ما استمر الفيدرالي في موقفه المتشدد، فسوف يرتفع الدولار ويتحرك الذهب هبوطيًا، وربما يعود إلى المستوى 1745 دولارًا، ولكن إذا شهدت أسعار الفائدة تباطؤ في وتيرة الرفع، فقد يرتفع الذهب إلى مستوى 1780 دولارًا خلال الأسابيع القادمة وحتي 2023».

5 عوامل تؤثر علي سعر الذهب

العرض والطلب

تخضع أسعار جميع السلع في الاقتصاد لقوانين العرض والطلب والذهب ليس استثناءً، فعندما يرتفع الطلب على الذهب ، سيرتفع السعر أيضًا. و على العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي العرض الزائد أو الطلب الضعيف إلى دفع الأسعار إلى الانخفاض.

أسعار الفائدة

أسعار الفائدة لها تأثير كبير على أسعار الذهب بسبب عامل يعرف باسم «تكلفة الفرصة البديلة»، وهي فكرة التخلي عن مكسب شبه مضمون في استثمار واحد من أجل إمكانية تحقيق مكاسب أكبر في استثمار آخر. مع بقاء أسعار الفائدة منخفضة في هذه الحالة، يصبح الذهب فرصة استثمارية جذابة على الرغم من عائده بنسبة 0% لأن تكلفة الفرصة البديلة للتخلي عن الأصول القائمة على الفائدة منخفضة. يمكن قول الشيء نفسه عن ارتفاع أسعار الفائدة، مما يعزز عائدات الأصول المحملة بالفائدة ويدفع تكاليف الفرصة البديلة إلى الأعلى. بعبارة أخرى، من المرجح أن يتخلى المستثمرون عن الذهب مع ارتفاع أسعار الإقراض لأنهم سيحصلون على عائد مضمون أعلى مما يدقع أسعار المعدن للهبوط.

التضخم

العامل الثالث الذي يمكن أن يؤثر على أسعار الذهب هو التضخم، أو ارتفاع أسعار السلع والخدمات، حيث أن مستويات التضخم المرتفعة تدفع أسعار الذهب إلى الأعلى، في حين أن المستويات المنخفضة من التضخم أو الانكماش تؤثر على الذهب بالانخفاض.

تحركات العملة

حركة العملات – وتحديداً الدولار الأمريكي، لأن سعر الذهب مقوم بالدولار – هو مؤثر قوي آخر. يميل انخفاض الدولار الأمريكي إلى دفع أسعار الذهب للأعلى لأن العملات والسلع الأخرى حول العالم تزداد في القيمة عندما ينخفض ​​الدولار. وعندما يرتفع الدولار الأمريكي  يدفع أسعار الذهب للانخفاض لأن الذهب والدولار لهما علاقة عكسية.

سياسات البنوك المركزية

ترتبط سياسات البنوك المركزية بسعر المعدن الأصفر، فكلما زاد شراء البنوك المركزية للذهب يرتفع سعره بشكل مباشر، وكذلك السياسات النقدية الخاصة للبنوك المركزية في حالات التضخم تؤثر في سعر الذهب إذ تنخفض أسعار الفائدة لدى البنوك مما يجعل المستثمرون يتجهون إلى الاستثمار في الذهب بدلا العملات النقدية.