سباستيان ريز: شنايدر إليكتريك تستهدف مواصلة الاستثمار في مصر وتوسيع نطاق التعاون مع الحكومة

قال سباستيان ريز رئيس شركة شنايدر إليكتريك لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، إن الشركة تستهدف مواصلة الاستثمار في مصر، إلا أن حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها سيتم تقريره عامًا بعد عام اعتمادًا على الأداء، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يمثل تحديًا كبيرًا لأن الوضع العالمي معقد للغاية، لذا فأن القدرة على الحصول على رؤية لمدة تزيد عن عام أو عامين يعد نوعًا من التحدي.

ولفت «ريز »، إلى أن شنايدر إليكتريك التى تتواجد في مصر منذ 35 عامًا استثمرت خلالها ما يصل 300 مليون يورو، كما افتتحت الشركة الفرنسية مؤخرًا مقرها الإقليمي الذي تم تجديده في القاهرة الجديدة، وهو ما يعد استثمار يعطي أيضًا رسالة للجميع «أننا هنا في مصر للبقاء ومواصلة استثمارنا في البلاد».

وفيما يتعلق بقرار البنك المركزي المصري وتأثيره على جاذبية الاستثمارت، أوضح سباستيان ريز في تصريحات خاصة لـ«أموال الغد»، أنه «عند النظر في هذا القرار فأن أول شيء يجب أن نأخذه في الاعتبار هي التكلفة ، ما إذا كانت التكلفة بالعملة المحلية أم بالعملة الأجنبية ، فالتاثير في هذه الحالة لا يكون متساوي».

وتابع: «لن أتحدث عن الموضوع بصفتي شركة أجنبية لأنني لا أعتبر شنايدر إلكتريك كذلك، فنحن هنا في مصر منذ 1987، لكنني سأتحدث كمستثمر بشكل عام علينا أن نتكيف مع الوضع، ونحن في شنايدر نعرف كيف نتكيف معه، لأننا واجهنا هذا الموقف بالفعل من قبل عندما قرر المركزي اتخاذ قرار التعويم في السنوات السابقة، وكان جزء من فريقي موجودًا بالفعل، لذلك نحن قادرون على التعامل معه لأنه أيضًا كان متوقع حدوثه».

وأضاف: «لقد اتخذنا التدابير الترقبية ولدينا خطة للتعامل مع ذلك ونعتبره وضعا طبيعيا لن يمنعنا من الاستثمار في مصر لأنها بلد مهمة جدًا بالنسبة لنا في الشرق الأوسط وأفريقيا».

وأكد «ريز» أن مصر لديها الكثير من الكفاءات ومستوى عالٍ من التعليم مع أشخاص قادرين على التحدث بعدة لغات أجنبية مثل اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية ومستوى مرتفع جدًا على الصعيد الهندسي.

التعاون مع الحكومة المصرية

كما أكد رئيس الشركة لمنطقة شمال شرق أفريقيا، على العلاقة القوية بين شنايدر إليكتريك والحكومة المصرية، مستشهدًا بالشراكة مع وزارة الكهرباء، قائلًا:« لقد أعطتنا الوزارة الثقة للمشاركة في مشروع رقمنة شبكة توزيع الكهرباء ، لذلك وقعنا على مشروع مراكز التحكم والتوزيع (DDCs) بتكلفة وصلت إلى 4.6 مليار جنيه، والذي تم الإنتهاء من المرحلة الأولى منه».

وأضاف: «أن التشغيل التجريبي للمرحلة الاولى لمركز التحكم الآلي لجنوب سيناء في مدينة شرم الشيخ بدء بالفعل بعد إنشاؤه وتزويده بحلول وتطبيقات شنايدر إلكتريك».

وأوضح أن مركز التحكم الآلي بشرم الشيخ هو الخامس من نوعه، حيث أن هناك 4 مراكز تحكم آلي في المراحل التنفيذية النهائية تم تشغيلها بالفعل وهي مراكز القاهرة الجديدة ومدينة نصر والدقي و6 أكتوبر، كما تم توقيع شهادة إتمام المشروع لمراكز التحكم الآلي في منطقة شمال القاهرة (القاهرة الجديدة ومدينة نصر) ومدينة 6 أكتوبر وجاري العمل في المراحل النهائية  قبل التسليم النهائي للمشروع.

وقال إنه من خلال هذا المشروع «تمكنا من تقليل الفاقد في الطاقة بسبب الخسائر الفنية بنسبة 7% على الشبكة ، وهذا يعني أنه إذا تمكنا من تقليل الخسائر بهذه النسبة فيمكننا توفير 7% من إنتاج الطاقة».

كما أشار إلى أن مراكز التحكم الآلي من شنايدر إلكتريك تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 3,200 طن سنويا لكل مركز يتم إنشاؤه مما يعزز مفهوم الاستدامة. مضيفًا:«نخطط أن نوفر مثل تلك الحلول التقنية على نطاق يغطي الجمهورية بأكلمها، وسنعمل أيضًا على المزيد من التعاونات مع وزارات أخرى في العديد من القطاعات».

ولفت إلى أن شنايدر لديها عدد من المشاريع في  المدن جديدة في العديد من المناطق أبرزها العلمين والجلالة ، و«هناك الكثير لتستهدفه الشركة من حيث الحلول التقنية لتكون أكثر كفاءة وأكثر استدامة».

قمة المناخ

وفي سياق الحديث عن المشاركة بمؤتمر قمة المناخ COP 27، قال سباستيان ريز: «نحتاج إلى الانتظار حتى نهاية مؤتمر الأطراف لنري النتائج، ونحن نري إقبال كبير من الشركات الأخري، التي لديها بالفعل الكثير من الالتزامات على المشاركة والتعاون، لكن عندما يتعلق الأمر بما نراه في شنايدر ، فهناك خطوات ملموسة فقد وقعنا علي هامش المؤتمر 7 مذكرات تفاهم».

وتابع: «نحن نعمل على قدمًا وساق من أجل الوصول إلى نتائج جادة، فأنا سأسافر إلى القاهرة لمدة 3 أيام قبل أن أعود إلى مؤتمر الأطراف مرة أخري، وسيكون جدول أعمالي مليئًا بالاجتماعات خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين وهذا شيء جديد نوعًا ما حيث أننى أرى مخرجات إيجابية للغاية ، وأنا بصفتي رئيس مجموعة شنايدر في مصر سعيد للغاية برؤية نتيجة جهودنا ، من خلال افتتاح مركزالاستدامة بشرم الشيخ».

وأضاف: «عندما وصلت إلى مصر في فبراير لأتولي منصبي ، كنت أتحدث عن تحقيق شيء كبير بالتزامن مع مؤتمر COP 27 في شرم الشيخ وحققنا ذلك من خلال افتتاح المركز، وأنا أعتبر أن ما قالته وزارة البيئة حول مركزنا للاستدامة في بيانًا لها هي أفضل إشادة على الإطلاق بالنسبة لنا».