«الإحصاء» يصدر دراسة أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على الأسر المصرية

أصدر اليوم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، دراسة حول أثر الازمة الاوكرانية الروسية على الأسر المصرية 2022.

رئيس جهاز الإحصاء: الحرب الروسية الأوكرانية من أهم الأزمات التي يشهدها العالم حاليًا

وقال اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز، إن الحرب الروسية الأوكرانية، تعد من أهم الأزمات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي ، بما لها من تداعيات أثرت على الاقتصاد العالمي، فقد أدت إلى وضع قيود على الصادرات خاصة من الغذاء والطاقة مما انعكس على ارتفاع الأسعار العالمية وبالتالي ارتفاع نسب التضخم خلال الشهور القليلة الماضية وانخفاض كل من معدلات النمو والناتج القومي عالمياً.

وأضاف أنه من الواضح أن مصر واحدة من الدول التي تأثرت أيضاً بالأزمة وبدا ذلك جلياً من خلال ارتفاع اسعار بعض السلع الغذائية وغير الغذائية في الفترة التالية للأزمة.

وأوضح بركات أنه إدراكًا من الجهاز بأهمية رصد كل التغيرات التي تطرأ على المجتمع فقد قام بإعداد هذه الدراسة للتعرف على أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على الأسر المصرية ومعرفة أكثر الجوانب تأثرا بها، وخاصة على مستوي المعيشة وعلى انماط أنفاق واستهلاك الأسر للسلع المختلفة وعلى الحالة العملية لرؤساء الأسر وكيفية مواجهة الأسر لتلك الأزمة.

وذكر أن  هذه الدراسة  تمكن متخذي القرار وواضعي السياسات من التعرف على تلك الأزمة وما نتج عنها من تغيرات اقتصادية واجتماعية، بما يساهم في وضع البرامج والسياسات اللازمة لمواجهتها والتخفيف من آثارها.

مصر ترتبط بعلاقات تجارية بمجالي الغذاء والطاقة مع روسيا وأوكرانيا

ونوهت الدراسة التي حصل “أموال الغد” على نسخة منها، بأنه في وقت مازال العالم يعاني فيه اقتصادياً من آثار جائحة كورونا، اندلعت الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير 2023 وكانت لها تداعيات اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق بما تمثله روسيا وأوكرانيا كأهم البلدان المنتجة للسلع الأولية من الغذاء والطاقة.

ولفتت إلى أن انقطاع إمداد البلدين لتلك السلع أدت إلى ارتفاع الأسعار العالمية بصورة حادة، لا سيما أسعار النفط والغاز الطبيعي وأيضاً شهدت أسعار الغذاء قفزة هائلة حيث تسهم كلا البلدين بنسبة 30% من صادرات القمح العالمية،  مشيرة إلى أن مصر ليست بعيدة عن آثار تلك الأزمة بارتباطها بعلاقات تجارية ضخمة في مجالي الغذاء والطاقة مع كلاً من روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى كونها مقصد سياحي يحظى بإقبال كبير من البلدين.

وأشارت الدراسة إلى أن مع بداية الازمة الأوكرانية الروسية قامت الحكومة المصرية باتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهة الازمة والتخفيف من آثارها على الاسر منها إعادة الطلبة المصريين الذين عبروا الحدود الأوكرانية الروسية الى الدول المجاورة، ومنح حوافز توريد إضافي لسعر اردب القمح المحلي، وتسعير رغيف الخبز المدعم، وتقديم موعد زيادة المرتبات والمعاشات الى ابريل، وزيادة حد الاعفاء الضريبي، ووقف تصدير عدد من المنتجات وأهمها الحبوب و صرف الدعم الاستثنائي على بطاقات التموين بمبالغ تراوحت بين 100 و 300 جنيه لمدة 6 شهور اعتبارا من 1/ 9/ 2022.

وأكدت أنه لا شك أن احتواء الأزمة الأوكرانية الروسية وتخفيف حدتها تأتي على رأس أولويات الحكومة المصرية، التي تحركت بشكل متكامل لتحقيق هذا الهدف.

19,8 % من الأسر المصرية انخفض دخلهم بعد الأزمة الروسية الأوكرانية

وفيما يتعلق بأثر الازمة الأوكرانية الروسية على دخل الأسرة،  أظهرت الدراسة أن 19,8%  من الاسر انخفض دخلهم بعد الأزمة،  حيث أفادت 59.3% من الاسر التي انخفض دخلهم خلال الازمة أن السبب الرئيسي لانخفاض الدخل هو تعطل رئيس الاسرة.

وأظهرت أن حوالي ثلث الأسر عانت من عدم كفاية الدخل للوفاء بالاحتياجات خلال الشهر السابق للبحث، و 37,7% من أسر الريف عانت من عدم كفاية الدخل مقابل 35,8% بالحضر.

ولفتت الدراسة إلى أن أقل نسبة لعدم كفاية الدخل بلغت 31.9% للأسر التي يتراوح حجمها من (1-3 افراد)، وارتفعت النسبة تدريجيا مع ارتفاع عدد افراد الاسرة لتصل 51.9% للأسر التي عدد افرادها (6 افراد فأكثر)، كما أن حوالي 95% من الاسر التي لم يكفي دخلها للوفاء باحتياجاتها اعتمدت على الاقتراض.

وعن أثر الازمة على الحالة العملية لرؤساء الاسر المشتغلين تبين أن 9,3% من رؤساء الأسر العاملين قد تغيرت حالتهم العملية،  وأن الاسر التي تقيم في الحضر والمستوى التعليمي لرئيس الاسرة فوق جامعي، هم أكثر الفئات التي تغيرت حالتهم العملية نتيجة للازمة.

74 % من الأسر انخفض استهلاكهم من السلع الغذائية

وعن أثر الازمة الأوكرانية الروسية على نمط استهلاك الأسرة من السلع الغذائية وغير الغذائية،  نوهت الدراسة بأن 65,8% من الاسر تأثر نمط انفاقهم على السلع الغذائية وغير الغذائية نتيجة للأزمة.

وانخفض استهلاك حوالي 74% من الاسر من السلع الغذائية،  وأن حوالي 90% من الاسر انخفض استهلاكها من البروتينات (لحوم وطيور واسماك) عما كان قبل بداية الأزمة.

كما أن حوالي 1.3% من الاسر أفادوا بارتفاع استهلاكهم من الخبز، وأن ارتفاع أسعار السلع وجشع التجار هما السببان الرئيسيان لانخفاض الاستهلاك.

وأفادت 36.4% من الأسر أن الاسعار تضاعفت مقارنة بما قبل الازمة، و 85% من الاسر التي أفادت بمعرفتها عن الازمة تغير نمط شراءهم من السلع فأصبحوا يقومون بشراء ما يحتاجونه لمدة أسبوع فقط مقارنة بنمط استهلاكهم قبل الازمة.

وعن توقعات الأسر حول نهاية الأزمة وأثرها على دخل الأسر، توقع 13.5% من الأسر استمرار الازمة، كما اتضح أن 73,5% من الاسر افادوا انهم ليس لديهم أي توقعات حول استمرار الازمة، وأن  73,4% من الاسر أفادوا بأنهم يتوقعون ثبات مستوى دخل الاسر، وارتفعت هذه النسبة لتصل الى 74,3% بالريف مقابل 72,2% بالحضر.

وتوقع 24,6% من الاسر حدوث انخفاض في الدخل،  و 54,3% من الاسر الذين لم تتغير حالاتهم العملية توقعوا ثبات الدخل مع استمرار الازمة.

كما توقع 54.3% من الاسر الذين تغيرت حالاتهم العملية ثبات الدخل مع استمرار الازمة، كما  توقع 42% من الاسر الذين تغيرت حالاتهم العملية بانخفاض دخلهم مع استمرار الازمة.

وفيما يتعلق بمعلومات الأسر من الأزمة الأوكرانية الروسية،  اظهرت الدراسة أن 73,9% من الاسر لديها معرفة بشأن الازمة الأوكرانية الروسية،  وكان التلفزيون المصري والفضائيات (القنوات الخاصة) هما المصدرين الاساسين لحصول الاسر على المعلومات حول الازمة ويزداد اعتماد الاسر عليهما في الحصول على المعلومات في الريف عنه في الحضر.

وأشارت إلى أن  75,4% من الأسر التي تعرف بالأزمة، أفادت أن معلوماتها عن الأزمة هي في ارتفاع الأسعار،  و 36,1% من الاسر سمعت عن قيام الحكومة برفع سعر شراء اردب القمح من المزارعين.

Final_Report 6 -11-2022