جولدمان ساكس يتوقع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 30%

يتوقع بنك جولدمان ساكس أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ستنخفض بنحو 30% في الأشهر المقبلة، مع قيام دول المنطقة بتوفير الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء.

تعتبر عقود الغاز الهولندي الآجلة في منصة مرفق نقل الملكي (TTF) هي المقياس الرئيسي لأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، التى تم تداولها عند حوالي 120 يورو لكل ميجاوات /ساعة أمس الثلاثاء.

لكن بنك جولدمان ساكس يتوقع أن ينخفض ​​هذا المقياس إلى 85 يورو لكل ميجاوات /ساعة في الربع الأول من عام 2023 ، وفقًا لمذكرة بحثية نُشرت الأسبوع الماضي.

وهذا من شأنه أن يمثل تغييرا كبيرا في المستويات التي شوهدت في أغسطس الماضي. في ذلك الوقت ، دفع الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا والضغوط اللاحقة على مزيج الطاقة في أوروبا الأسعار إلى أرقام تاريخية – فوق 340 يورو لكل ميجاوات/ساعة.

إن البرودة الأخيرة في أسعار الغاز ناتجة عن عدة عوامل، وهي: مخزون الغاز في أوروبا ممتلئ بشكل أساسي لموسم الشتاء هذا ؛ كانت درجات الحرارة هذا الخريف أكثر اعتدالًا مما كان متوقعًا ، مما أدى إلى تأخير بدء فترة الاستخدام الكثيف ؛ وهناك زيادة في المعروض من الغاز الطبيعي المسال.

أشارت التقارير الأخيرة إلى أن حوالي 60 سفينة تنتظر تفريغ شحناتها من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا. تم شراء بعض هذه الشحنات خلال الصيف وهي تصل الآن مع امتلاء التخزين. في الواقع ، تُظهر أحدث البيانات التي جمعتها مجموعة Gas Infrastructure Europe أن مستويات التخزين في أوروبا تبلغ 94%.

على الرغم من التفاؤل بشأن انخفاض أسعار الغاز في المدى القريب ، مما قد يخفف بعضًا من أزمة تكلفة المعيشة ، إلا أن هناك ضغطًا كبيرًا على القادة الأوروبيين لتأمين الإمدادات على المدى المتوسط.

قال محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية: «يتوقع فريق السلع لدينا مزيدًا من الانخفاض إلى 85 يورو في الربع الأول قبل أن يرتفع بشكل حاد في الصيف المقبل مع إعادة بناء مستويات التخزين».

تشير توقعاتهم إلى ارتفاع الأسعار إلى ما يقل قليلاً عن 250 يورو لكل ميجاوات/ساعة بحلول نهاية يوليو. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي بعد الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 بسبب عدة عوامل.

صرح فاتح بيرول ، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لـ CNBC يوم الجمعة، أن كمية صغيرة جدًا من الغاز الطبيعي المسال الجديد ستصل إلى السوق العام المقبل. وقال: «إذا شهد الاقتصاد الصيني انتعاشًا ، فقد تزداد أيضًا واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال العام المقبل جنبًا إلى جنب مع أوروبا».

كانت الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم في عام 2021 ، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ومع ذلك ، نظرًا لسياستها الصارمة المتعلقة بكورونا، كان على الاقتصاد الصيني التعامل مع عدد من عمليات الإغلاق التي أدت إلى إضعاف النمو. أي تغيير في هذا النهج السياسي من شأنه أن يزيد الطلب على الغاز الطبيعي المسال ويرفع الأسعار للمشترين الأوروبيين أيضًا.

بالإضافة إلى ذلك ، ساعدت الإمدادات الروسية في تخزين الغاز ، والتي كان الاتحاد الأوروبي يحاول التخلص منها. حتى كزافييه بيتل، رئيس وزراء لوكسمبورج ، إحدى دول الاتحاد الأوروبي ، اعترف في أكتوبر بأن التخزين مليء بالغاز الروسي. ومنذ ذلك الحين ، تعطلت الإمدادات الروسية بشدة ، وتهدف أوروبا إلى أن تكون خالية تمامًا من الوقود الأحفوري الروسي.