هاني برزي.. رجل الصناعة المُبتكر

تمكنّ بخبرته الطويلة التي تمتد لأكثر من 36 عامًا داخل السوق المصرية من أن يصبح واحدًا من أهم رجال الصناعة في مصر والشرق الأوسط، وأن يجعل لشركة إيديتا للصناعات الغذائية تواجدًا قوياً ضمن قائمة أفضل 100 شركة أداءًا وفق تصنيف مجلة أموال الغد للأفضل ، وكذلك ضمن أقوى 50 شركة في مصر لعام 2022 وفق مجلة فوربس العالمية .

هاني برزي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إيديتا للصناعات الغذائية، الذي تولى قيادة الشركة في عام 2006 ليضعها في زمن قياسي في مصاف الشركات الرائدة في الصناعات الغذائية بقيمة سوقية تتجاوز الـ 309 مليون دولار ومبيعات تصل إلى 282 مليون دولار، وأصول بلغت نحو 227 مليون دولار.

دائمًا ما يهتم «برزي» بخلق نموذج أعمال مستدام، ولديه قناعة نابعة من أن نموذج “الشركة العائلية” لن يجعل شركته تصمد جيلاً بعد جيل، وفي الوقت نفسه، يرفض فكرة الاستحواذ على شركته، بعد أن شهد تجربة بيع شركة والده في الماضي.

وعن بدايات هاني برزي، فقد تخرج من جامعة عين شمس كلية الهندسة تخصص قسم الكهرباء والتحكم الآلى، ولكنه كان يهوى العمل بالصناعة و خلق قيمة مضافة، على الرغم من كون كلية الهندسة حلمًا ومطلبًا لطلاب الثانوية العامة في ذلك الوقت، وبالفعل بدأ العمل مع والده عام 1986 فى مجال الصناعات الغذائية، والذى كان يعد من رواد الصناعة فى ذلك الوقت وبالتحديد فى سبعينات القرن الماضى، فهو من أدخل صناعة الأغذية الخفيفة «السناكس» إلى مصر من خلال شركة تم تأسيسها تحت إسم «تيستى فودز».

ووصل «برزي»  لمنصب رئيس إدارة المبيعات والتسويق بين عامي 1990 و1992 بعد استحواذ شركة بيبسيكو الدولية (PepsiCo) على حصة من أسهم تيستي فودز مصر، وخلال عام 1993 تخارج برزي من تيستى فودز مصر وأصبح مساهما فقط، واتجه لتأسيس شركة دجما للتجارة وهى شركة متخصصة فى توزيع المنتجات الغذائية والتى جاء تدشينها مع توقيع اتفاقية «الجات» التى فتحت عملية الاستيراد من الخارج بشكل واسع.

وفى عام 1996 قام بتأسيس شركة «إيديتا» للصناعات الغذائية، حيث بدأ العمل برأس مال فى حدود 6 ملايين جنيه، بمشاركة شريك أجنبى بواقع 25% مقابل امتلاكه حق المعرفة ونقل التكنولوجيا، والنسبة المتبقية 75% للعائلة، حيث بدأت الشركة بمصنع فى المنطقة الصناعية الثالثة بمدينة 6 أكتوبر لإنتاج الويفر والمخبوزات والكرواسون الذى كان قد بدأ فى أوروبا وقتها وأصبح يمثل جزءا كبيرا من قطاع الأغذية الخفيفة فى مصر حالياً.

وتمثلت أهم منتجات الشركة في مولتو، هوهوز، تونكيز، بيك رولز، بيك ستيكس، فريسكا، ميمكس، اونيرو، تايجر تل.

ويشغل برزي رئاسة المجلس التصديري للمواد الغذائية، وعضوية مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، ورئاسة مجلس الأعمال المصري اليوناني (الجانب المصري)، وعضوية مجلس إدارة ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، فضلاً عن عضوية المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

كما شغل برزي عضوية العديد من الشركات منذ بدايته، وعلى رأسها عضوية مجلس الإدارة شركة «Techno pack» عام 1987، وشركة «Roto Pak» عام 1989، وشركة «Egypt Sack» عام 1997.

نتائج أعمال الشركة

تحت قيادة هاني برزي تمكنت شركة ايديتا من تحقيق ارباح بنسبة 89.6 % على أساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري،  حيث حققت أرباحاً بلغت 374.91 مليون جنيه خلال الفترة من يناير حتى نهاية يونيو 2022، مقابل أرباح بلغت 197.73 مليون جنيه في الفترة المقارنة من العام الماضي.

كما ارتفعت مبيعات الشركة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري إلى 3.13 مليار جنيه، مقابل 2.31 مليار جنيه في الفترة المقارنة من 2021.

وعلى مستوى الأعمال غير المجمعة، ارتفعت أرباح الشركة المستقلة خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 326.24 مليون جنيه بنهاية يونيو 2022، مقابل 189.04 مليون جنيه أرباح خلال نفس الفترة من 2021.

وقامت الشركة بتوجيه 6,2% من مبيعات عام 2020 إلى أسواق التصدير، وتتمثل أبرزها في ليبيا والعراق وفلسطين التي مثلت أكثر من 75% من صادرات إيديتا، وذلك من خلال شبكة من الموزعين المحليين في كل دولة الذين تتعامل معهم الشركة على أساس المدفوعات النقدية المقدمة نظرًا لارتفاع مستوى المخاطر بتلك الأسواق.

وقد نجحت شركة «إيديتا» في احتلال صدارة السوق المحلي بمصر بفضل المنظومة الفعالة والمتكاملة لإدارة أنشطة المبيعات والتوزيع، والتي تضم فريق مبيعات يتألف من 1461 موظف ومن بينهم 692 مندوب مبيعات.

الاتجاه نحو الاستدامة

يؤمن «برزي» الدور المحوري الذي تلعبه ممارسات الاستدامة السليمة في خلق وتعظيم القيمة على المدى الطويل وضرورة العمل على الحفاظ على البيئة عبر تقليص البصمة البيئية وتفعيل عمليات التصنيع الخضراء  ، بالإضافة إلى أهمية المواظبة بدور المسئولية الاجتماعية الملقاة على عاتق رجال الأعمال والمؤسسات الكبيرة ، حيث قامت بالتبرع بأكثر من 4 ملايين جنيه خلال الموجة الأولى لجائحة كورونا لدعم جهود الدولة لمواجهة الجائحة ، بجانب إطلاق الشركة لبرنامج «بناء الرواد» بهدف تزويد الطلاب بالمدارس الحكومية بالمهارات التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم ليصبحوا قادة المستقبل