بتكلفة 30 مليون دولار للسفينة.. الخطوط الملاحية تصطدم بارتفاع أسعار التحول للغاز الطبيعي

يستهدف عدد من الخطوط الملاحية العالمية التحول للعمل بالغاز الطبيعى، بهدف تقليل الإنبعثات الكربونية، وتخفيض مصروفات الشحن البحري، لكن هذه الخطوة تصطدم بارتفاع الأسعار لا سيما بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ضعف إمداد الغاز من روسيا إلى أوروبا، ما يجعل تكلفة تحويل السفن مرتفعًا للغاية، إذ يصل سعره إلى 30 مليون دولار في بعض السفن.

كما لجأت بعض الخطوط الملاحية لتركيب أجهزة حديثة داخل الرفاصات التي تعمل على تشغيل المراكب بغرض تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة نظيفة لتقليل الانبعثات.

في هذا السياق، قال إيهاب فتحي مدير «msc» العالمي فى بورسعيد، إن الخط يستهدف تحويل سفنه للعمل بالغاز الطبيعي بهدف تقليل الانبعثات الكربونية التى تؤثر في البيئة، مشيرًا إلى امتلاك الخط نحو 300 سفينة تعمل على مستوى العالم.

وأضاف أن الخط لجأ إلى تركيب أجهزة حديثة داخل رفاصات السفن، لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة نظيفة لا تؤثر على البيئة.

وأشار إلى تركيب تلك الأجهزة داخل 80% من السفن التابعة للخط، بهدف تقليل الإنبعثات الكربونية الذى تتصاعد من السفن.

من جانبه، ذكر الدكتور محمد العشري المدير المالى لخط كسوكو الصينى، إن منظمة النقل البحرى العالمى “imo” وضعت اشتراطات بيئية تتضمن تقليل الانبعثات الكربونية الناتجة من الخطوط الملاحية بنسبة 5 % لتصل إلى 30 % حتى عام 2030.

وأضاف أن المنظمة ستطيق غرامات في حال مخالفة الخطوط الملاحية لتلك الاشتراطات البيئية، ما دفع الخطوط للعمل بلغاز الطبيعي.

وأشار إلى أن الخطوط الملاحية التابعة للدول الأوربية اصطدمت خطوطها باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى ضعف وصول الغاز الطبيعى من روسيا إلى الدول الأوربية التى تعتمد علية بنسبة كبيرة، ما ساهم في أرتفاع سعر الغاز الطبيعى عالميا.

وأكد أن ذلك سيسهم فى زيادة تكلفة تحويل السفن للعمل بالغاز، مشيراً إلى أن  التكلفة المبدئية حاليا تتراوح بين  20 و30 مليون دولار، ما يعوق عمليات التحويل.

بدوره، أكد مروان السماك، نائب غرفة ملاحة الإسكندرية، إن استخدام الغاز ليس هو الحل طويل الأجل لتقليل الانبعاثات،  لكن  لابد من الوصول إلى حلول مستدامة لتشغيل السفن.

وأضاف أن الدول تبحث استخدام الهيدروجين الأخضر لتشغيل السفن البحرية بهدف تخفيض الانبعاثات بنسبة أكبر من استخدام الغاز الطبيعي.

ولفت إلى أن اللجوء للعمل بالغاز الطبيعى جيد حاليًا لحين دراسة استخدام وسائل بديلة لتشغيل السفن، مشيرا إلى أن الغاز يسهم فى تخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكبريت بنحو 90 %، ما يقلل نسبة التلوث النابع من تشغيل السفن البحرية.

وكشف مصدر مسؤول في خط هابج لويد الألماني، عن استهداف تحويل 17 سفينة عملاقة بحمولة 15000 حاوية للعمل بالغاز الطبيعى خلال السنوات المقبلة.

وذكر أنه تم التعاقد على تحويل أول مركب منها للعمل بالغاز الطبيعى داخل ميناء شينغهاى الصيني، تصل حمولتها إلى 15 ألف حاوية.

ويمتلك خط هابج لويد 222 سفينة عملاقة بحمولة 2.6 مليون حاوية.

وقال مصدر مسؤول فى خط «CMA» الفرنسي، أنه تم تحويل مركبين للعمل بالغاز الطبيعي خلال العام الماضي، ضمن خطة لتحويل جميع  الأسطول خلال 5 سنوات المقبلة.

وقال مصدر مسؤول فى خط ميرسك العالمي، إن العمل بالغاز الطبيعى يخفض تكاليف الرحلات البحرية بنسبة تتراوح بين 20% و30 % مقارنة باستخدام الوقود العادي.

وحث المصدر على ضرورة تطبيق ذلك على أسطول النقل البحري المصري في ظل وجود طفرة فى اكتشافات الغاز الطبيعي داخل السوق المحلية، خاصة أن الموانئ الأوروبية سترفض استقبال السفن ذات الانبعاثات الكربونية الكبيرة خلال السنوات المقبلة.

وكانت تقارير ملاحية عالمية، قد كشفت مؤخرًا أن هناك نحو 295 سفينة تعمل بالغاز الطبيعي المسال، بينما يوجد 510 أخرى تعمل بالوقود الطبيعي المسال تحت الطلب من قبل الخطوط الملاحية، ويتم تجهيزها بالتراسانات العالمية.

وذكرت إحصائيات صادرة عن إحدى شركات الأبحاث المتخصصة في نشاط النقل البحري ”الفالاينر”، أن الخطوط الملاحية، وملاك السفن تقدموا بطلبات شراء لعدد 229 سفينة جاهزة تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

ووصل حجم الطلبات خلال شهر يوليو الماضي لقرابة 30 طلبا لسفن تعمل بالغاز الطبيعي المسال، مقابل حوالي 51 سفينة في أبريل الماضي.

وضمت الخطوط التي طلبت هذه السفن كلا من Seaspan و MSC  و MOLو SAIC Anjiو Atlas Maritime، فيما بلغ

عدد السفن التي حجزها المالكون والخطوط الملاحية منذ بداية العام وحتى مايو الماضي فقط إلى 151 سفينة تعمل بالغاز الطبيعي المسال، معظمها لسفن الحاويات وناقلات السيارات.