نقص الأعلاف سبب رئيسي وراء خسائر مزارع الدواجن وتوقفها 

يسود سوق الدواجن المحلية حالة من عدم الاستقرار نتيجة لعدم توافر الأعلاف واختفائها من الأسواق، والذي أدى بدوره إلى تضارب أسعارها وحدوث قفزات غير مسبوقة داخل السوق وإضطرار العديد من المزارع لوقف أنشطتها في تربية الدواجن، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث خسائر فادحة داخل تلك الصناعة الهامة خلال الفترة المقبلة .

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو لإعدام صغار الدواجن “الكتاكيت” في بعض المزارع لعدم توافر الأعلاف، معتبرين إياه كارثة تهدد قطاع الدواجن في البلاد.

قال دكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن الوضع أصبح كارثة في ظل وصول سعر الصويا إلى 27 ألف جنيه للطن، وارتفاع سعر الذرة إلى 11.5 ألف جنيه للطن، مع وصول العلف إلى 17 ألف جنيه للطن.

وتعد الصويا والذرة من أبرز مكونات الأعلاف التي تباع بصورة نهائية سواء للدواجن أو الماشية.

لفت إلى ضرورة حماية هذه الصناعة الوطنية التي تم تحقيق الاكتفاء الذاتي منها، مطالبا بضرورة تدخل مجلس الوزراء لحل الأزمة حتى لاتنقرض صناعة من الدواجن، وتتدهور بشكل أكبر.

أشار «السيد» إلى اتجاه المنتجين لبيع أمهات الدواجن، بجانب إعدام الكتاكيت لعدم وجود أعلاف لديهم، وبالتالي فإن كل ذلك سيدفع إلى تدهور الصناعة واختفائها.

وأرجع ارتفاع أسعار الأعلاف إلى نقص المعروض نتيجة تأخر تدبير الاعتمادات المستندية، مما جعل مصانع الأعلاف ترفع الأسعار بنسبة كبيرة جدا وتشترط الحصول على ثمن العلف نقدًا.

نوه «السيد» إلى أن المنتجين أصبحوا لا يستطيعون تحمل الخسائر أكثر من ذلك، وهذا ما أدى إلى عزوفهم بالفعل عن القطاع وبيع مزارعهم بالكامل، منوها إلى أن سعر الكتكوت أصبح يتراوح بين 1.5 و2 جنيه فقط، مقارنة بـ15 و16 جنيها بالظروف العادية، وهذا ما يدل على أن لا أحد يريد شراء الكتاكيت لدخول دورات جديدة.

طالب الجهات المسئولة بالحفاظ على تلك الصناعة، وتوفير مستلزمات تصنيع الأعلاف، خاصة أن هناك العديد من المصانع المنتجة للأعلاف خرجت من المنظومة خلال الأشهر الماضية بسبب نقص مستلزمات التصنيع وعدم توافر الصويا.

وأكد رئيس شعبة الثروة الداجنة، أنه من الضروري توفير كل الجهود لحل مشاكل مستوردي الأعلاف ومستلزماته، لأن هناك بعض المستوردين لا يستطيعون إخراج بضائعهم من الموانئ، ومن المفترض أن يتم توفير الدولار لخروج تلك البضائع من الموانئ وإنهاء تلك الأزمة.

ومن جانبه، قال أحمد نبيل عبدالله، نائب رئيس شعبة بيض المائدة بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن أزمة الخامات وارتفاع الأسعار  الجنونية أدت إلى حالة من الرعب لدى المنتجن، موضحًا أنهم اتجهوا إلى إعدام قطعانهم حية، مؤكدًا على أن صناعة الدواجن تمر بمنعطف خطير يهدد الأمن الغذائي المصري.

لفت  إلى أنه سيتم الإجتماع اليوم مع رئيس الوزراء واتحاد منتجي الدواجن ووزارة الزراعة لمناقشة تلك الكارثة ومحاولة الوصول إلى حلول لإنقاذ صناعة الدواجن، مشددًا على ضرورة توفير الدولار للافراج عن الذرة والصويا بأسرع وقت ممكن لانقاذ ما تبقي من المنتجين.

أوضح نائب رئيس شعبة بيض المائدة، أن هناك نحو 1.5 مليون طن من الذرة، و 500 ألف طن من الصويا لم يتم الإفراج عنهم من الموانىء حتى الآن بسبب الدولار ، منوهًا إلى أن الدواجن تعاني من الجوع والنفوق في ظل ندرة الأعلاف.

وجدد محمد الشافعي النائب السابق لرئيس اتحاد منتجي الدواجن، مطالبته بسرعة الإفراج عن الخامات الموجودة في الموانئ والتي تقدر بنحو 350 مليون دولار من واردات الذرة وفول الصويا التي تستخدم كأعلاف للدواجن عالقة في الموانئ بانتظار الاعتمادات المستندية.

وأوضح أن نقص الأعلاف يدفع أصحاب المزارع إلى إعدام الكتاكيت وبيع القطعان المنتجة من الأمهات، بعد تكبدهم مزيد من الخسائر نتيجة تدني الأسعار بشكل كبير رغم ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج ووصول سعر العلف إلى 17 ألف جنيه للطن.

وأشار إلى أن سعر طبق البيض يسجل 70 جنيها في المزرعة ونحو 75 إلى 80 جنيها للمستهلك ، متوقعَا ارتفاع السعر إلى 90 جنيها للكرتونة للمستهلك حال الستمرار الأزمة.