هل حان الوقت لبيع الذهب؟

على الرغم من تراجع أسعار الذهب عالميًا بشكل ملحوظ منذ بداية الربع الثاني من 2022، متأثرة بارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية حول العالم، والارتفاعات القياسية للدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، فإن أسعار الذهب على المستوى المحلي تسبح عكس التيار رغم ارتباطها بالأسعار العالمية للذهب.

وتراجعت أسعار الأوقية عالميًا منذ أواخر فبراير الماضي، حيث سجلت نحو 2070 دولار للأوقية إلى أن وصلت إلى 1689 دولار حاليًا، مسجلةً تراجع بمعدل 18% حتى الآن، فيما ارتفعت أسعار المعدن الأصفر في السوق المحلية من 844 جنيهًا في مطلع مارس الماضي لتصل إلى 1113 جنيهًا لجرام الذهب عيار 21.

ورغم ارتباط أسعار الذهب المحلية بالعالمية، إلا أنها خالفت التوقعات منذ نحو أكثر من شهر، فعلى الرغم من التراجع العالمي الحاد، تشهد الأسعار في السوق المحلي حالة من الاستقرار أو التحرك بشكل هامشي يتراوح بين 2 إلى 10 جنيهات ارتفاعًا وهبوطًا.

واستطلعت بوابة «أموال الغد» أراء مجموعة من الخبراء والمسئولين العاملين بقطاع الذهب، والذين تباينت آرائهم حول توقعات الأسعار خلال الفترة القادمة نظرًا للمتغيرات المحلية والعالمية التي تطرأ على الأسواق.

وفي هذا الصدد، قال نادي نجيب السكرتير العام السابق لشعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك تراجعًا حادًا لأسعار الذهب في البورصات العالمية، حيث تراجع سعر الأوقية إلى 1689 دولار  اليوم.

وأشار إلى أنه رغم التراجع العالمي في أسعار الذهب، فإن سعر الذهب في السوق المحلي ما زال مرتفعًا، موضحًا أن ارتفاع سعر الذهب يرجع إلى عدم توافر دولار في مصر.

ولفت «نجيب» إلى أن نقص الدولار في السوق المصرية، يدفع صناع وتجار الذهب إلى التوجه للسوق الموازية «السوداء» للحصول على دولار بسعر أعلى من سعره في البنوك، وهو ما ينعكس على شراء الأوقية بسعر أعلى وبالتالي ارتفاع أسعار الذهب على المستهلكين.

وتوقع أن تتجه أسعار الذهب للارتفاع خلال الفترة القادمة متأثرة بارتفاع الدولار في السوق المحلية، لافتًا إلى أن الفترة الحالية تعد الأنسب لشراء الذهب، ولكن لمن يرغب في البيع لظروف طارئة يستطيع أن يبيع كميات قليلة لسد احتياجه فقط.

وأشار «نجيب» إلى أن هناك ركود في الطب على المشغولات الذهبية في الفترة الحالية، بينما يتجه المستهلكون أكثر لشراء الذهب الخام من سبائك وجنيهات ذهب، بهدف الاستثمار ولعدم تحملها أي تكاليف من ضرائب ودمغات.

الجدير بالذكر أن سعر الجنيه تراجع أمام الدولار الأمريكي بنحو 24% منذ 21 مارس الماضي، حيث قامت مصر بعملية تصحيح أسعار الصرف أمام العملات الأجنبية، ليترفع الدولار من 15.64 جنيه إلى نحو 19.42 جنيه حاليًا.

واتفق معه ناجي فرج مستشار  وزير التموين لشئون صناعة الذهب، والذي أشار إلى أن الوقت الحالي مناسب لشراء الذهب، موضحًا أن الذهب يعد وعاءً ادخاريًا طويل الأمد، وأن من يرغب بالاستثمار أو الادخار فالذهب يعد الوسيلة الأنسب والأكثر أمانًا على مدار التاريخ، حيث يحتفظ بقيمته بل ويزيد.

وأشار إلى أن أسعار الذهب تشهد استقرارًا في السوق المحلي خلال فترة كبيرة، وأن الارتفاع والانخفاض ينحصر ما بين الـ2 والـ10 جنيهات هبوطًا وارتفاعًا، متوقعًا استمرار استقرار أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، موضحًا أن سوق الذهب المصري أصبح لديه الديناميكية الخاصة به التي تمنعه من التأثر بشكل كبير بتحركات الأسعار العالمية.

ولفت «فرج» إلى أن معدل الطلب على الذهب يعد متوسط حاليًا نظرًا لدخول المدارس والجامعات مما يؤثر بشكل ما على حركة البيع والشراء في السوق المحلي.

ومن جانبه، أكد السيد الكحكي المحلل المالي بشركة ثمار لتداول الأوراق المالية، أن الأسبوع القادم يعد  أفضل وقت لشراء الذهب وذلك عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، متوقعًا تراجع أسعار الذهب عقب قرار الفيدرالي، مشيرًا إلى إمكانية البيع خلال الفترة الحالية.

وأوضح أن سعر الذهب في السوق المصري يرتبط بسعر صرف الجنيه أمام الدولار حيث يبلغ سعر جرام الذهب عيار ٢١ نحو ١١٠٠ جنيه للجرام، متوقعًا تراجع السعر إلى 1000جنيه ليستمر على مدى ثلاثة أشهر.

وعلى الصعيد العالمي، أشار «الكحكي»  إلى أن سعر الأوقية عالميًا يقف عند مستوي ١٧٠٠ دولار للأونصة، مما يعد دعم قوي قد يحد من هبوط أسعار الذهب على المدي القصير، ولكن السبب الحقيقي وراء انخفاض أسعار الذهب العالمي من مستويات ٢٠٠٠ دولار إلي مستوى ١٧٠٠  دولار للأونصة، هو ارتفاع معدل التضخم الأمريكي وبالتالي ارتفاع اسعار الفائدة.

أضاف أنه من المنتظر رفع أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، مما يعني كسر مستوى ١٧٠٠ دولار والاتجاه إلى مستوى ١٥٠٠ دولار للأونصة.

توقعات أسعار الذهب عالميًا

تمسك بنك «جولدمان ساكس» بتوقعاته الإيجابية للمعدن لكنه أخر المسار من خلال مراجعة أهدافه لمدة ثلاثة وستة أشهر إلى 2100 دولار و 2300 دولار ، من 2300 دولار و 2500 دولار على التوالي.

ولم يتغير هدف الـ 12 شهرًا البالغ 2500 دولار، موضحًا أنه على الرغم من التحديات التي تواجهها سوق الذهب إلا أنه ربما يكون الأسوأ قد انتهى.

كما توقع «جي بي مورجان» أن تظل  أسعار الذهب بالقرب من  المستوى الرئيسي 1800 دولار للأوقية في النصف الثاني من هذا العام، متوقعًا ارتدادًا في معنويات المخاطرة.

أما  بنك «يو بي إس» السويسري فقد توقع انخفاض الذهب ما بين 1650 دولارًا إلى 1700 دولارًا للأونصة من يوليو إلى ديسمبر 2022 ، نتيجة لإنخفاض حدة توترات الحرب الروسية الأوكرانية، واحتمال انخفاض التضخم حال اتخذت البنوك المركزية اتجاه أكثر تشددا.