الدكتور محمد فريد .. قاهر التحديات يقود «الرقابة المالية»

في ظل ظروف استثنائية تحمل بين طياتها العديد من التساؤلات والتحديات يظل اختيار القيادات التشريعية أمر شائك للغاية، خاصة في ظل حساسية تلك المناصب وعلاقتها الوثيقة باستقرار الأوضاع الاقتصادية ودورها في رسم ملامح المناخ الاستثماري، من هذا المنطلق تجلى أسمه ليتولى مهام أهم الجهات الرقابية والتشريعية بالدولة، في فترة تتسم بالعديد من الصعاب والعقابات، فهو رجل الحسم الممزوج بقدر كبير من المرونة المستندة على خبرات وخلفيات أكاديمية وتعليمية تجعله الأختيار المثالي بهذة الفترة.

ربما توليه رئاسة البورصة المصرية في ظروف صعبة أحاط بها تداعيات جائحة كورونا وبعض التذبذبات الاقتصادية؛ منحته الصلابة في مواجهة التحديات، وهو ما جعله المؤهل الأول لتولي رئاسة الهيئة العامة للرقابة المالية في هذه الفترة التي تشهد ظروف عالمية استثنائية ليكون مسئولاً عن 7 أنشطة مالية غير مصرفية على رأسها سوق المال، إنه الدكتور محمد فريد، الذي صدر قراراً جمهورياً لتولي منصب القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية بتاريخ 6 أغسطس 2022.

اختيار «فريد» لتولي رئاسة الهيئة جاء مدعوماً بخبراته الواسعة في أنشطة سوق المال والقطاعات المالية غير المصرفية والاستشارات المالية، مما جعله يكتسب خبرات في تدعيم تلك الأنشطة، كما أن مؤهلاته الأكاديمية ساهمت في إيمانه بالعمل الجماعي واعتماده على أهل الخبرة في مساعدته لإدارة هذه الهيئة الرقابية.

وبين آمال تطوير وتنشيط سوق الأوراق المالية وضمان سلامة التعاملات وحماية المتعاملين دون فرض المزيد من القيود والعقبات، تسلم الدكتور محمد فريد الحاصل على بكالوريوس العلوم في التجارة الخارجية والاقتصاد، مهام القائم بأعمال الهيئة العامة للرقابة المالية، في ظروف استثنائية تفرض العديد من التحديات على سوق الأوراق المالية وتعرقل دوره في دعم خطط التنمية المستدامة.

وبجانب رئاسته السابقة للبورصة المصرية، شغل «فريد» العديد من المناصب القيادية بمؤسسات وشركات وهيئات كبرى، فقد تولى رئاسة مجلس إدارة كل من شركة مصر لنشر المعلومات، وشركة إي جي آي تي للخدمات التقنية.

وخلال توليه رئاسة البورصة لمدة 5 سنوات (أغسطس 2017 – أغسطس 2022)، اتسمت سياسته خلالها بالمرونة والحكمة التي ساهمت بدورها في استقرار وضع السوق على الرغم من التقلبات والاضطرابات الداخلية والخارجية التي حملت بين طياتها تأثير سلبي على السوق، وتجلت سياسته الرشيدة في إدارة سوق رأس المال مع التركيز على محوري العرض والطلب، فقد تم تدشين نظام الـ CRM في أكتوبر 2018، وقد تم اطلاقه بهدف اختيار الشركات وعرض مزايا وإجراءات القيد بالبورصة وتقديم الاستشارات الفنية لها، جاء ذلك بالتزامن مع العمل على زيادة الثقافة المالية ونشر الوعي الاستثمار.

ولا يمكن التغافل عن الدور الذي لعبه خلال فترة رئاسته للبورصة المصرية، في تحسين جودة الإفصاح المحاسبي للشركات بجانب التطورات الخاصة بقواعد القيد والإفصاح، وإعادة هيكلة سوق الأوراق الصغيرة والمتوسطة وتطوير قواعد التداول ومنهجية مؤشر EGX30، وإطلاق أول مؤشر لسندات الخزانة.

وشغل الدكتور فريد العديد من المناصب التي عززت خبرته الواسعة في قطاع أسواق المال وتؤهله لتحويل كافة آمال أطراف السوق إلى قرارات تنفيذية على أرض الواقع، فقد تقلد منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد البورصات العربية بين 2019 و2021 ورئيس اتحاد البورصات اليورو اسيوي بين 2017 و 2018، وكان عضوا في مجلس إدارة شركة مصر القابضة للتأمين بين 2016 و2018، ورئيسا لمجلس الإدارة وعضوا منتدبا لشركة كود للاستشارات الاقتصادية والمالية” بين 2012 و 2017، ومستشار الشؤون التأجير التمويل ورأس المال وإدارة المخاطر في مجموعة البنك الدولي في مصر بين 2013 و2016.

ويعول كافة أطراف السوق على الدكتور محمد فريد من خلال منصبه الحالي كرئيس للرقابة المالية في خلق بيئة تشريعية أكثر تيسيرًا ومرونة في تطبيق القواعد والقوانين دون الخلل بسلامة التعاملات، وذلك على استنادًا على خلفيته الأكاديمية والتعليمية المميزة، والتي أهلته لتقلد منصب خبير أول اقتصاديات التمويل ورئيس وحدة سوق المال في المكتب الفني لوزير الاستثمار بين 2004 و2010، وخبير اقتصادي في المكتب الفني لوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بين 1999 و2002.

وبالرجوع إلى الخليفة التعليمية الذخيرة للدكتور فريد، نجد أن تقلده كافة هذه المناصب لم يأتي عبثًا ولكنه جاء استندَا على العديد من المؤهلات والخبرات التي جعلت اسمه الاختيار الأول لرئاسة فترة جديدة لهيئة سوق المال، فقد حصل فريد حصل على بكالوريوس العلوم في التجارة الخارجية والاقتصاد – كلية التجارة وإدارة الأعمال جامعة حلوان – مصر (سبتمبر 1995 – يونيو 1999 ) ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال تخصص بنوك وتمويل (MBA Finance&Banking)  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري – مصر (نوفمبر 1999- ابريل 2002 ) .

ثم كلل مؤهلاته بالحصول على ماجستير العلوم في الاقتصاد تخصص تحليل المشروعات والاستثمار والتمويل(MSc. Project Analysis, Finance&Investment) – جامعة يورك – المملكة المتحدة (سبتمبر 2002- سبتمبر 2003)، وفي سبتمبر 2008 حصل على ماجستير العلوم الكمية المتعلقة بالتمويل (MSc. Quantitative Finance)   كلية بايز لإدارة الأعمال (Bayes Business School) –  جامعة لندن – المملكة المتحدة.

ومن هذا المنطلق تم اختيار فريد كمحاضرًا غير متفرغ في مواد التمويل الدولي والمشتقات المالية وتمويل الشركات في معهد الاستثمار والتمويل، التابع إلى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر، ومحاضراً غير متفرغ في مادة أسواق المال والمؤسسات المالية في الجامعة الأميركية بالقاهرة بين 2011 و2016، ونائباً لرئيس مجلس إدارة “البورصة المصرية بين  2010 و2011.

وتتميز شخصية فريد بالطموح والشغف، ليحصل في يونيو 2014 على البرنامج المتخصص للاستثمار في الاقتصاد التحليل – (Econometrics Summer School) جامعة كامبريدج – المملكة المتحدة، وفي 2015 حصل على البرنامج المتخصص للاستثمار بنظام رأس المال المخاطر (Venture Capital Program) يو سي بيركلي (UC Berkley) – الولايات المتحدة، وفي مايو 2020 حصل على  دكتوراه في مجال اقتصاديات التمويل– جامعة كارديف بالمملكة المتحدة.