«أحمد السويدي» .. صانع العلامات الفارقة

هناك دائماً أشخاصاً يمتلكون القدرة على إحداث الفارق وصناعة التجارب الملهمة .. ممن يستطيعون تكوين كيانات اقتصادية رائدة واتخاذ قرارات حاسمة تؤثر على مراكز صناعة القرار في مختلف الأسواق العالمية، ولعل أبرز تلك النماذج الاستثنائية هو المهندس أحمد السويدي رئيس مجموعة السويدي إليكتريك .

فهو أحد أهم بناة العلامات التجارية في الألفية الثالثة .. ليستطيع قيادة مجموعة السويدي إليكتريك للتحول من مجرد  شركة متخصصة في صناعة الكابلات إلى مجموعة متكاملة تعمل في مختلف القارات وتصدر منتجاتها إلى 110 سوق حول العالم .. وتمتلك أكثر من 22 منشأة في 15 دولة حول العالم ، ليصل حجم أعمالها بنهاية العام الماضي إلى نحو 70 مليار جنيه ويعمل بها عشرات الآلاف من العمالة داخل مصر وخارجها .. وتكون واحدة من أهم العلامات التجارية المصرية على مدار التاريخ، حيث صنفتها مجلة فوربس ضمن أكبر وأهم 100 علامة تجارية في المنطقة العربية .. وتكون ضمن قائمة أفضل 100 شركة أداءً في السوق المصرية خلال الأعوام الخمسة الماضية بحسب تصنيف مجلة «أموال الغد» السنوي.

واتخذ السويدي من أفكاره وقناعاته الراسخة بأن الاستثمار في البشر هو الاستثمار الناجح في المستقبل، منهجاً رئيسياً لتحقيق تطلعاته وأحلامه، لينجح خلال زمن قياسي في قيادة إمبراطوريته الصناعية وأن يكون سفيراً استثنائياً للدولة المصرية بالأسواق العالمية ، وهو أمر ليس بالغريب لعائلته ذات التاريخ المميز داخل القطاع الصناعي فهو نجل أحد أهم الصناع المصريين «الحاج أحمد السويدي» الذي يعتبره المحللون رائد صناعة الكابلات في مصر على مدار تاريخها .

وتمكن السويدي من ترجمة قناعاته في مشروعات فعلية تعود بالنفع للشباب المصري من خلال قيامه بإنشاء أول وأكبر أكاديمية للتعليم الفني المتطور تحمل اسم «أكاديمية السويدي للتعليم الفني» والتي أصبحت فيما بعد نموذجاً للتعليم الفني المتطور لمن أراد الاستثمار أو المساهمة في هذا المجال.

وعن بدايات أحمد السويدي في المجموعة فقد كان ذلك عقب تخرجه من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1987.. وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي عام 1997، وقد بدأت الشركة منذ هذا العام بافتتاح مصنع جديد سنويًا، حيث افتتح مصنع للمحولات ومصنع للكابلات الخاصة ومصنع للبلاستيك ومصنع للنحاس لتتنوع بذلك أنشطة المجموعة وتتسع لتشمل خمسة قطاعات رئيسية وهي الأسلاك والكابلات، والمشروعات والتطوير، والمحولات الكهربائية، والعدادات، والأنشطة الكهربائية، كما تقوم بخدمة قاعدة عملاء ضخمة تتنوع بين الشركات الصناعية والتجارية وكذلك العملاء من الأفراد.

ومثل عام 2000 نقطة فارقة في تاريخ السويدي حيث قاد الشركة نحو مرحلة أخرى خلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي عصفت بالبلاد، إذ صدرت منتجاتها إلى سوريا وليبيا ولبنان والسودان لتبدأ مرحلة توسعات الشركة في الأسواق الخارجية .

وتوالت نجاحات المجموعة إلى أن وصلت إلى الريادة في مجالات الطاقة المتجددة والكابلات والتعليم والصناعات الكهربائية المتنوعة والتطوير الصناعي ومجالات أخرى .. واستطاعت السويدي إليكتريك تحقيق إيرادات قياسية في الربع الثاني من عام 2022، بنسبة 50% تقريبا لتصل إلى 20.4 مليار جنيه خلال الفترة من أبريل إلى يونيو الماضي، مما أدى إلى زيادة صافي الربح بنسبة 27% خلال الفترة ليبلغ 1.1 مليار جنيه.

الإتجاه نحو أفريقيا

يؤمن أحمد السويدي بأن قارة أفريقيا هي أرض الفرص الواعدة والتي يجب أن تتصدر اهتمامات المستثمرين والشركات المصرية المختلفة في ظل المصير الواحد والمشترك والذي يربط بين مصر وعمقها الجنوبي .

وتعمل السويدي إليكتريك في أفريقيا منذ أكثر من 17 عاماً في أكثر من 17 دولة مختلفة ، وتُعد من أكبر شركاء التنمية في أفريقيا وأكثرهم مصداقية واعتمادية في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، حيث تنفذ عدداً من كبرى المشروعات التنموية في أفريقيا، أبرزها مشروع سد جوليوس نيريري والذى تنفذه الشركة بالتحالف مع شركة المقاولون العرب بتنزانيا بسعة تخزينية حوالى 34 مليار متر مكعب، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وكذلك مشروع إنشاء محطة محولات كهربائية بجمهورية الكونغو الديموقراطية بقيمة إجمالية 38.6 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروعات أخرى في أثيوبيا وأوغندا وبوركينافاسو وعدداً من الدول الأخرى .

وتمثل مشروعات إفريقيا 27% من إجمالي المشروعات تحت التنفيذ التي تقوم بها “السويدي إليكتريك”، في 25 دولة أفريقية ما بين مشروعات لتوليد الكهرباء ومحطات تحلية مياه وغيرها وذلك بقيمة تصل لنحو 18.1 مليار جنيه من إجمالي قيمة أعمال الشركة والبالغ قيمتها نحو 70 مليار جنيه بنهاية العام الماضي 2021.

وتعمل الشركة على عدة مشروعات جديدة خلال الفترة المقبلة، في مجالات الربط الكهربائي والبنية التحتية وتوصيل المياه وصناعة الكابلات الكهربائية في عدد من الدول، لعل أبرزها إنشاء مشروع مع جنوب السودان لربط الكهرباء بقوة 20 ميجا واط، كما افتتحنا مؤخراً مصنعًا للكابلات في تنزانيا، وتستهدف الشركة التوسع في مصانع الكابلات خلال الفترة المقبلة في إفريقيا.

وتستند خطط التوسع إلى وجود الشركة القوي والراسخ في إفريقيا حيث تمتلك “21 من أصل 31 منشأة صناعية في إفريقيا”، ويمثل وجود الشركة في دولة تنزانيا عامًلا مهمًا في أعمال الشركة وتوسعها داخل القارة، إذ تسعى إلى جعلها مركزًا إقليميًا للتصدير، وذلك من خلال مشروع المدينة الصناعية في تنزانيا وكذلك مجمع السويدي الصناعي في كيجاموني الذي افتتح في الفترة الأخيرة.

وتعمل السويدي في إفريقيا منذ سنوات انطلاقًا من عدة عوامل أبرزها الرغبة في توفير فرص العمل للشباب الأفارقة وتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل، والمساهمة في تعزيز النمو على مستوى دول القارة بأسرها والنهوض باقتصاداتها، حيث تخطط المجموعة للاعتماد على مصانعها ومنشآتها في إفريقيا للانطلاق لباقي دول القارة.

وتنفذ “السويدي إليكتريك” العديد من المشاريع الأخرى في أنجولا وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان تشمل تركيب وتشغيل الأجزاء الكهربائية والمشاريع الجاهزة.