كيف يؤثر تصاعد التوتر الصيني الأمريكي على قناة السويس

أكدت عدد من الخبراء أن حركة التجارة العالمية ستعانى بشكل سلبى فى حالة تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى دولة تايوان ، مما قد يؤدى إلى إنخفاض حركة التجارة العابرة من قناة السويس، والتي تشكل البضائع الصينية نسبة 60% منها

أكد الخبراء أهمية استمرار المرونة التسوقية والتسعيرية التى تتبعها هيئة قناة السويس منذ فترة عند التعامل مع هذه الأحداث الاستثنائية من خلال منح حوافز للخطوط الملاحية التى تنقل بضائع بين شرق أسيا وغرب أوروبا.

يذكر أن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قال في مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن” مع الإعلامي سيد علي، إن المناوشات بين الصين الولايات المتحدة الأمريكية، قد يؤدى إلى تعطيل سفن الحاويات التي تنتقل من الصين إلى أوروبا، ولكن الأزمة المحتملة تزيد من أعداد الحاويات التي تمر بقناة السويس.

وأضاف ربيع، في ، أن الحاويات الصينية توقفت في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، واتخذت حينها هيئة قناة السويس مجموعة من السياسات المرنة والتسويقية المدروسة لجذب أكبر قدر من السفن الجديدة، وبالفعل تحققت هذه المعادلة ولم تتكبد قناة السويس خسائر.

وتابع رئيس هيئة قناة السويس، أن الوضع العالمي على طاولة هيئة قناة السويس بصفة دورية، ويكون للهيئة العديد من السيناريوهات لتكون جاهزة أمام أي تداعيات أو حروب أو أزمات اقتصادية عالمية، حتى تحقق أرباحا.

وقال رئيس هيئة قناة السويس : “نحن جاهزون، ولدينا أكثر من سيناريو لو تأثر العالم بالحروب، مما يعادل القيمة، وتكون قناة السويس كسبانة إن شاء الله”.

من جانبه، قال يحيى راشد مستشار رئيس هيئة قناة السويس سابقاً، إن حركة عبور التجارة العالمية سوف تتأثر بشكل سلبى مع  إشتعال الخلاف السياسى بين الصين وأمريكا بسبب زيادة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى دولة تايوان أمس، مشيراً إلى أن حركة عبورالسفن من شرق أسيا إلى أوروبا تمثل نحو 60 % من البضائع العابرة من قناة السويس، مثل المواد الخام التى تحتاج لها المصانع الأوروبية ، لافتا إلى أن ناقلات البترول التى تعبر القناة قادمة من دول الخليج إلى شرق أسيا سوف تنخفض أيضاً بسبب ذلك الخلاف السياسى.

وتوقع حدوث ارتفاع جديد بإسعار الوقود عالمياً بسبب تلك التوترات السياسية مما يزيد من حدة التضخم على مستوى العالم.

بدروة أكد مصدر مسئول فى خط ONE” اليابانى ، إن إشتغال الحرب فى منطقة شرق أسيا سيكون كارثة على حركة التجارة العالمية بشكل كامل ، لأن البضائع الصينية تستحوذ على 60 %من حركة التجارة العالمية، مما سيساهم فى إنهيار حركة عبور السفن من قناة السويس.

ولفت إلى أن الهيئة لابد أن تضع خطط محتملة لأى تأثر للتوترات السياسية بمنطقة شرق أسيا ، من خلال منح الخطوط القادمة من تلك الدول حوافز بهدف الحفاظ عليها .

وذكر أن الهيئة نجحت فى جذب سفن كانت تتجة إلى طريق ملاحية أخرى مثل طريق رأس الرجاء الصالح كانت قادمة من شرق أسيا إلى السواحل الشرقية الامريكية من خلال منحها حوافز ، مؤكدا أن السياسات المرنه للهيئة تساهم فى تجاوز الازمات .

على صعيد متصل ، أكد المصدر أن حركة عبور السفن لم تتأثر بالحرب الروسية الاوكرانية لعدة أسباب أبرزها زيادة رسوم العبور بقناة السويس مما ساهم فى زيادة الايرادات .

وأضاف أن زيادة سعر الوقود أدى إلى زيادة حركة العبور السفن من قناة السويس ، ويرجع ذلك لأن تكلفة عبور السفن من القناة ستكون أقل من الاتجاة إلى طريق رأس الرجاء الصالح .

وذكر أنه على سبيل المثال سيتم تسديد 500 الف دولار على السفينة التى تحمل على متنها بضائع بحمولة 24 ألف طن ، بينما سيتم دفع مليون دولار عند الإتجاة إلى طريق رأس الرجاء الصالح ، لأن العبور من القناة سيقلل زمن الرحلات البحرية .

وأعلنت هيئة قناة السويس، أمس، عن تحقيق أعلى إيراد شهري في تاريخها بقيمة 704 مليون دولار من خلال عبور 125 مليون طن .