أبرزها البطاطا .. مصر تبحث عن بدائل أخرى للقمح في رغيف الخبز مع أزمة الغذاء العالمية

في ظل أزمة القمح العالمية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار القمح من 330 و320 إلى 480 و490 دولار للطن، تبحث مصر عن بدائل أخرى للقمح في إنتاج رغيف الخبز المدعم بهدف ترشيد استهلاك القمح .

وأعلن الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الحكومة تعتزم طحن البطاطا من أجل استخدامها في إنتاج الخبز لتقليل استهلاك القمح، في ظل امتلاك مصر كميات هائلة منها.

ولفت إلى أن المشكلة تكمن في تجفيف وطحن البطاطا للوصول إلى دقيق مناسب منها واستخدامه في إنتاج رغيف الخبز.

وأضاف المصيلحي أن استخدام البطاطا في إنتاج رغيف الخبز سيوفر للدولة كميات كبيرة من القمح تصل إلى مليون طن، مما يساهم فى توفير ما يتم استهلاكه من منظومة الخبز.

وأشار إلى أن البطاطا المستهدف استخدامها هي البيضاء وليست الحمراء التي يتم شواؤها، منوها أنه من المتوقع أن تكون نسبة البطاطا مابين 10 و20% من كمية الدقيق المستخدم.

زيادة نسبة النخالة

كما لفت المصيلحي إلى أنه تم تعديل نسبة استخراج الدقيق المستخدم لإنتاج الخبز المدعم إلي 87.5% بدلا من 82% بهدف ترشيد استهلاك القمح ، كما أنه سيكون له فوائد اقتصادية و صحية.

ولفت إلى أن الفائدة الاقتصادية هي توفير نحو 500 ألف طن قمح مستورد مما يعود بالنفع على الدعم الحكومي الموجه لإنتاج رغيف الخبز، والفائدة الصحية ستكون لها عائد كبير على صحة المستهلك.

و أضاف أنه يتم حاليا دراسة تعديل الدقيق المستخدم لإنتاج الخبز المدعم ، لافتا إلى أنه من المستهدف استيراد 5.5 مليون طن قمح لصالح منظومة الخبز المدعم والتي تقوم باستهلاك 9 ملايين طن قمح ، جزء منها محلي و آخر مستورد .

البطاطا

وقال الدكتور الباحث عبد المنعم الجندي، إنه من خلال البحث والتجربة يؤكد إمكانية استخدام 50% دقيق و50% بطاطا عقب سلقها مباشرة لإنتاج خبز يتمتع بجودة عالية، ويشمل عناصر غذائية كبيرة، بالإضافة إلى سعره المنخفض.

وأشار إلى أنه يتم خلط البطاطا فور مرحلة السلق مباشرة دون الحاجة لتحويلها لبودرة، منوها إلى أن فكرة إنتاج الخبز من خلال خلط البطاطا بالدقيق استغرقت منه سنوات طوال بدأت بنهاية القرن الماضي.

وأكد أن مصر تعد أولى الدول في تطبيق إنتاج الخبز من البطاطا وذلك بخلطه مع القمح، موضحًا أنه لا تستخدم كل أصناف البطاطا في إنتاج الخبز ولكن أفضل الأنواع هي “الجنداوي” لانخفاض نسبة السكريات

ولفت عبدالمنعم إلى أنه عرض فكرته على الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية عام 2017 ولكن فكرة البحث لم تكن اكتملت حينها، مشيراً إلى استعداده الكامل لمد الدولة بكافة احتياجاتها المعلوماتية حول هذا الأمر، خاصة وأنه عكف سنوات طويلة على هذا البحث دون كلل لإيمانه بإمكانية تنفيذ الفكرة، حتى استطاع إختراع نوع بطاطا جديد سمي على إسمه “الجنداوي”.

وأكد أن تنفيذ الفكرة والوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الخبز يمكن تنفيذها خلال عامين فقط، نظرا لاحتياج مصر إلى زراعة البطاطا ب10% فقط من المساحات المنزرعة بالقمح، مما يؤمن كافة احتياجات المواطنين من الخبز بأفضل سعر وجودة وعناصر غذائية.

وأشار إلى أنه مع انتشار الفكرة بين دول المنطقة قد تصدر مصر البطاطا للدول وبدلا من إنفاق مليارات الجنيهات لشراء القمح المستورد، سيتم تصدير كميات كبيرة من البطاطا مما يوفر العملة الصعبة، منوها أن كل ما تحتاجه مصر 350 ألف فدان منزرعة بالبطاطا للاكتفاء ذاتيا.

وقال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الهدف من دراسة الحكومة طحن البطاطا إلى جانب دقيق القمح لإنتاج رغيف الخبز، ترشيد استهلاك القمح محليًا في ظل استمرار أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على حجم المعروض من القمح في الأسواق عالميًا.

وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تضيف مصر منتجًا زراعيًا للقمح لإنتاج رغيف العيش، حيث سبق استخدام الذرة إلى جانب الدقيق في إنتاج الخبز.

ولفت حماد إلى أن البطاطا مكون غذائي مفيد للمواطنين مثل الذرة، بجانب ذلك توفير نسبة من استهلاك الدقيق مما يوفر على الدولة من استيراد القمح من الخارج.

ردة الأرز

وقال د عمرو مصطفي أستاذ بقسم الكيمياء الحيوية وعميد الكلية السابق، إنه يمكن استخدام أحد مخلفات الأرز ( ردة الأرز) بديلاً للقمح ، حيث تسهم ردة الأرز في إنتاج الخبز البلدي وتعد ردة الأرز أحد بدائل القمح حيث يمكن أن توفر ما يقرب من 375000 طن بالإضافة إلى توفير مايقرب من 7000 طن من زيت الأرز عالي الجودة

وأشار إلى أن هناك العديد من التجارب والأبحاث العلمية التى أثبتت جدواها فى نمو الاقتصاد الوطني، وتحقيق أهداف التنمية المستديمة، ومن هذه الأبحاث الاستفادة من «رجيع الكون» أو «ردة الأرز» أو «نخالة الأرز» بعد استخلاص الزيت منه في العديد من الصناعات الغذائية، مثل الخبز البلدى وأنواع عديدة من البسكويت، لما له من قيمه غذائيه عاليه كما يمكن أن يضاف بنسبة من 10% إلى 15% إلى الخبز البلدى كبديل للقمح للإسهام فى حل مشكلة رغيف الخبز.

وأشار تحتوى ردة الأرز على جميع العناصر المعدنية والبروتينات والفيتامينات والالياف والزيت، ومن الممكن أيضًا الاستفادة من الزيت والذي يمثل فى «ردة الأرز» من 15% إلى 20%.

وأضاف يتميز هذا الزيت بالعديد الخصائص التي تجعله من أفضل أنواع الزيوت مثل تحمله لدرجات حرارة عالية ، حيث يمكن استخدامه فى الطهي على درجات حرارة مرتفعة، لذلك فهو من الزيوت الممتازة فى حالة استخدامه فى الطبخ على درجات الحرارة المرتفعة مثل stir frying أو deep frying، ويعد من الزيوت التى تستخدم على نطاق واسع فى جميع دول قارة آسيا، ومنها بنجلاديش واليابان والهند والصين، ويطلق عليه فى اليابان زيت القلب heart oil.

ولفت إلى أنه فى الوقت الحالى تقوم مصر بزراعة ما يقارب مليون ونصف مليون فدان من الأرز، وإنتاجية الفدان نحو 2.5 طن من الأرز، أى ما يعادل 3750000 طن من الأرز، وبالتالي تكون نسبة ردة الارز نحو 375000 طن من «ردة الأرز»، وبناء على ذلك فإنه يمكن استخلاص فى حدود 7000 طن من الزيت عالى الجودة.