ارتفاع أم انخفاض.. «خبراء ومحللون» يرصدون توقعاتهم لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة  

شهدت أسعار الذهب موجة من الارتفاعات خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت بنحو 27% خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما أكده عدد من المتعاملين بقطاع الذهب في مصر.

واستطلعت بوابة «أموال الغد» أراء مجموعة من الخبراء والمسئولين العاملين بقطاع الذهب، والذين توقعوا استمرار الصعود في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، نظرًا للمتغيرات المحلية والعالمية التي تطرأ على الأسواق.

وفي هذا الصدد، قال ايهاب واصف رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن أسعار الذهب ارتفعت بمعدل 27% خلال الشهرين الماضيين، لافتًا إلى أن المستثمرين يتجهون لشراء الذهب عند ارتفاع التضخم باعتباره الملاذ الآمن منذ عهد الفراعنة.

وأضاف أن السوق يواجه حالة من الكساد على الرغم من فترة الأعياد المتعارف عليها كموسم لشراء الذهب، مشيرًا إلى أن انخفاض الطلب يرجع إلى ارتفاع اسعار الذهب، فضلاً عن الدخول في فترة امتحانات الطلاب، وبالتالي تختلف أولويات الشراء بالنسبة للمستهلكين.

تحوط من التغيرات المستقبلية

وأشار «واصف» إلى أنه يصعب التوقع بأسعار الذهب خلال الفترة القادمة نظرًا للتغيرات العالمية المستمرة التي تؤثر على الذهب بشكل ملحوظ، وتجعله في حالة من عدم الاستقرار، مشجعًا على شراء الذهب في الفترة الحالية، للتحوط من التغيرات المستقبلية، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية ارتفاع الأسعار بمعدلات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.

نقص السيولة

ومن جانبه توقع نادي نجيب السكرتير العام السابق لشعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، ارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، سيتجه الذهب للارتفاع، فضلاً عن شراء المستثمرين بالخارج لأطنان من الذهب .

وأرجع السكرتير العام للشعبة، انخفاض الطلب على الذهب في الأسواق إلى عدم وجود سيولة في الأسواق خلال الفترة الأخيرة.

وفي ذات السياق قالت أماني رشيد محللة أسواق المال في مجموعة «إيكويتي»، إن أسعار الذهب شهدت تحركات عنيفة ومفاجئة منذ بداية عام 2022، بوصولها لمستويات 1970 دولار للأونصة والتي لم تصل لها منذ بداية الجائحة، ولكن سرعان ما عادت من جديد دون مستويات 1900.

التضخم ورفع الفائدة الأمريكية

ولفتت إلى أن هناك عدة عوامل من المتوقع أن تؤثر على أسعار الذهب في الفترة المقبلة، والتي يأتي في مقدمتها المخاوف الناجمة عن توتر الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث أن استمرار تدهور الأوضاع بين البلدين وعدم التوصل لاتفاق قد يُسبب استمرار ارتفاع الأسعار.

وأضافت «رشيد» أن استمرار ارتفاع معدلات التضخم المتوقع، سيدفع أسعار الذهب للارتفاع، نظرًا لوجود علاقة طردية تربط الذهب بتوقعات التضخم المستقبلية، حيث يرى البعض أن معدلات التضخم قد تكون وصلت إلى ذروتها خاصة مع وتيرة التشديد النقدي القوية التي تتبناها البنوك المركزية.

وأشارت إلى أن التوقعات تتجه بأن يرفع الفيدرالي الفائدة هذه السنة بنحو 200 نقطة أساس للحد من ارتفاع التضخم، أي أن الفائدة ستصبح في نطاق بين 2.75% و3%،  متوقعة أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي خفض الموازنة العمومية بسقف يتراوح بين 100-125 مليار دولار اعتباراً من يونيو.

وتابعت بأنه مع التوقعات برفع أسعار الفائدة يزداد الطلب على السندات بدلاً من الذهب، خاصة وأن عوائد السندات الأمريكية لأجل عشرة أعوام وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018.

وأوضحت «رشيد»، أن هناك تباين واضح في العوامل المؤثرة على تحركات الذهب، فبالرغم من مضي الفيدرالي الأمريكي قدمًا في رفع الفائدة والتي تتسبب في الضغط على المعدن الأصفر، إلا أن استمرار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا تتسبب في زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

ارتفاع الدولار

وعلى صعيد الأسواق المحلية، لفتت إلى أنه يجب وضع استمرار ارتفاع الدولار بعين الاعتبار، لكونه قد يدعم معاملات الذهب، خاصة في حالة استمرار ارتفاع التضخم والذي سيتسبب في زيادة الطلب على المعدن الأصفر كأداة رئيسية للتحوط ضد التضخم.

الجدير بالذكر أن سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية ارتفع في مطلع مايو الجاري إلى نحو 1145 جنيهًا للجرام، مقابل نحو 852 جنيهًا للجرام في بداية شهر مارس الماضي، بنمو يتجاوز 34%، مما يؤكد أن أسعار الذهب في ارتفاع مستمر.