المستشار الألماني: حظر إمدادات الغاز الروسية لن ينهي الحرب في أوكرانيا

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن الحظر الغربي على واردات الغاز الروسي لن يوقف على الأرجح حرب الرئيس الروي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وقال شولز في مقابلة مع صحيفة دير شبيجل الألمانية نشرت اليوم الجمعة: «لا أعتقد أن حظر الغاز سيوقف الحرب. لو كان بوتين منفتحًا على الحجج الاقتصادية ، لما كان ليبدأ هذه الحرب المجنونة».

يذكر أن ألمانيا ، أكبر اقتصاد في أوروبا ، هي أيضًا المستهلك الغربي الرئيسي للغاز الروسي. على هذا النحو ، تتعرض ألمانيا لضغوط لوقف واردات الطاقة الروسية ، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إن الدول الأوروبية التي ما زالت تشتري النفط والغاز الروسي تجني الأموال «من الدماء».

وتزامنت تصريحات شولز مع نشر توقعات اقتصادية متشائمة من قبل البنك المركزي الألماني اليوم الجمعة. وتوقعت أن ينكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 5% أكثر مما كان متوقعا في السابق إذا تم فرض حظر على واردات الطاقة الروسية ، وتم تعليق التجارة الأخرى بين الدولتين.

وقال المستشار الألماني لمجلة دير شبيجل إن تجنب فرض حظر على الغاز الروسي يتعلق أيضًا «بتجنب أزمة اقتصادية دراماتيكية وفقدان ملايين الوظائف والمصانع التي لن تفتح مرة أخرى أبدًا».

وأضاف: «سيكون لذلك عواقب وخيمة على بلدنا ، وأوروبا بأسرها ، كما سيؤثر بشدة على تمويل إعادة إعمار أوكرانيا. لذا فإن مسؤوليتي أن أقول: لا يمكننا السماح بذلك ».

استوردت ألمانيا نحو ثلثي احتياجاتها من الغاز من روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق الأخرى في عام 2020 ، وفقًا لوكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية.

قدر الاقتصاديون أن ألمانيا قد تخسر 220 مليار يورو (240 مليار دولار) في الناتج الاقتصادي ، أو 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي ، على مدى العامين المقبلين إذا توقفت واردات الغاز الروسي. فيما قال الرئيس التنفيذي لبنك دويتشه إن الركود في ألمانيا سيكون «حتميا تقريبا» في مثل هذا السيناريو.

اقترحت المفوضية الأوروبية خفض طلب الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي بمقدار الثلثين قبل نهاية العام في إطار خطة لتنويع الإمدادات.

ووافق الاتحاد الأوروبي على وقف واردات الفحم الروسي اعتبارًا من وقت لاحق من هذا العام ، لكنه لم يعلن بعد عن حظر الغاز أو النفط.

قالت ألمانيا إنها تتوقع خفض وارداتها من النفط الروسي إلى النصف بحلول منتصف عام 2022 وأن تكون «مستقلة فعليًا» بحلول نهاية العام. وتوقع مسارًا أسرع قليلاً لواردات الفحم.

لكن تخفيف اعتمادها على الغاز الروسي أصعب ، على الرغم من أن وزير الاقتصاد في البلاد قال إن ألمانيا يمكن أن تصبح مستقلة إلى حد كبير عن الغاز الروسي بحلول عام 2024. وفي أواخر فبراير ، أوقفت ألمانيا خطط خط أنابيب نورد ستريم 2 ، وهو طريق بين مواقع إنتاج الغاز الروسية وأوروبا القارية.

زودت روسيا حوالي ثلث إجمالي طلب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على الغاز الطبيعي في عام 2021 ، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. كما أنها ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ، حسب الوكالة.