التضخم في الولايات المتحدة يرتفع لأعلي مستوي منذ 4 عقود في فبراير عند 7.9%

واصل التضخم في الولايات المتحدة الارتفاع بوتيرة حادة في فبراير ، ويقول الاقتصاديون إن غزو روسيا لأوكرانيا أدى إلى زيادات أكبر في الأسعار هذا الشهر، وفقا لـ NBC NEWS.

ذكرت وزارة العمل الأمريكية اليوم الخميس، التضخم في الولايات المتحدة قد سجل أعلي مستوي منذ 4 عقود في فبراير، حيث استمر مؤشر أسعار المستهلك في الارتفاع ، مسجلا زيادة بنسبة 0.8 في المائة في فبراير ، أو 7.9 في المائة على أساس سنوي ، على المسار الصحيح مع توقعات الاقتصاديين. كما ارتفع معدل التضخم الأساسي 0.5 بالمئة في الشهر.

الجدير بالذكر، أن مقياس التضخم الأساسي يشمل أسعار السلع والخدمات من الإيجار إلى تذاكر الطيران إلى الأثاث ، لكنه يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة ، التي تميل إلى أن تكون متقلبة حتى عندما لا تتأثر بالأزمات الجيوسياسية.

كان من الممكن أن يكون احتمال بلوغ التضخم ذروته مرحب به للأسواق المتوترة ، ولكن مع العقوبات الشاملة التي تعرقل صادرات الطاقة الروسية ، يحذر الخبراء من أن الأسعار الأعلى – وربما الأعلى بكثير – باتت وشيكة. وقال إريك فينوغراد ، كبير الاقتصاديين في شركة إدارة الأصول ألاينس بيرنشتاين: «لا يوجد دليل على أننا نشهد اعتدالًا حقيقيًا.» «إن ضغوط الأسعار واسعة النطاق ومكثفة».

يحذر الاقتصاديون من أن الأسوأ لم يأت بعد. بينما يرسل الغزو الروسي لأوكرانيا أسعار النفط والسلع الأخرى إلى طبقة الستراتوسفير ، تتطلع وول ستريت وماين ستريت إلى الأمام بخوف. قال بيل آدامز ، كبير الاقتصاديين في بنك Comerica Bank: «التضخم سوف يزداد سوءًا قبل أن يتحسن».

على الرغم من أنها ليست جزءًا من حساب التضخم الأساسي ، إلا أن الغذاء والطاقة من الفئات التي تقلق الاقتصاديين وكذلك الأمريكيين العاديين. ارتفعت أسعار الطاقة منذ بداية العام ، مدفوعة بتصاعد المخاوف بشأن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية. ربما انعكس بعض الارتفاع في مؤشر أسعار المستهلكين لشهر فبراير ، لكن مكاسب مارس التي دفعت النفط إلى أعلى مستوى في 13 عامًا وحطمت الأرقام القياسية لأسعار الغاز ستعتمد على ذلك.

قال تنداي كابفيدزي ، كبير الاقتصاديين ي بنك الولايات المتحدة: «في فبراير ، قبل الغزو ، ارتفعت أسعار النفط بنحو 10 في المائة ، لذا سيظهر بعض ذلك في هذه البيانات ، لكن الغالبية العظمى ستكون في الأشهر المقبلة».

وأضاف كابفيدزي: «على المدى القريب ، سأكون أكثر قلقًا بشأن الطاقة ، لأن هذه الأسعار ترتفع بسرعة أكبر». «على المدى الطويل ، سيصبح الحصول الطعام أكثر صعوبة بسبب كمية الطعام التي تأتي من هذا الجزء من العالم». في حين أن الولايات المتحدة لا تقوم بالكثير من التجارة الزراعية المباشرة مع أوكرانيا أو روسيا ، فإن السوق العالمية تعرض الجميع لصدمات العرض.

وقال آدامز: «ارتفعت العقود الآجلة للقمح بشكل حاد في النصف الثاني من فبراير وارتفعت في النصف الأول من مارس.  سيكون هناك تأثير كبير لذلك على أسعار المستهلك للمواد الغذائية بمرور الوقت».

وأشار  آدامز إلي إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تشق الزيادات طريقها عبر سلسلة التوريد لتخزين الأرفف. مضيفا: «بالنظر إلى حجم هذه الصدمة ، أتوقع أن يلاحظ المستهلكون ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الشهر أو الشهرين القادمين».

حتى أن بعض الخبراء يتوقعون أن الزيادات قد تدفع مؤشر أسعار المستهلكين إلى رقم مزدوج هذا العام.  وقال فينوغراد: «إذا بقيت أسعار الطاقة على ما هي عليه ، فيمكننا أن نرى تضخمًا رئيسيًا بنسبة 10 في المائة على أساس سنوي».