تراجع قيمة السندات سالبة العائد العالمية بنسبة 20% في يوم واحد

تراجعت قيمة السندات سالبة العائد العالمية بنسبة قياسية بلغت 20٪ في يوم واحد فقط ، مما يشير إلى أن العوائد السلبية قد تكون شيئًا من الماضي مع تزايد التوقعات بشأن تشديد السياسة النقدية، وفقا لوكالة بلومبرج.

في كل من ألمانيا واليابان ، المعقلان الرئيسيان للمعدلات السلبية في العالم ، ارتفعت عوائد السندات لأجل خمس سنوات فوق الصفر يوم الجمعة للمرة الأولى منذ سنوات.

وفي الولايات المتحدة ، أصبحت العوائد الحقيقية لمدة 30 عامًا إيجابية للمرة الأولى في ثمانية أشهر بعد أن تجاوز نمو الوظائف في يناير تقديرات الاقتصاديين. لقد كانوا في يوم من الأيام جزءًا من كومة من هذه الديون ، التي تضاءلت إلى 6.1 تريليون دولار ، وهو أدنى مستوى في ثلاث سنوات.

يراهن المتداولون على أن البنك المركزي الأوروبي سيرفع سعر الفائدة الرئيسي على الودائع إلى الصفر بحلول نهاية العام ، بينما تتزايد التكهنات بأن بنك اليابان سينضم إلى نظرائه في الأسواق المتقدمة في تطبيع السياسة النقدية.

يدفع التضخم الهائل البنوك المركزية إلى إلغاء الإجراءات التي فرضتها خلال جائحة كورونا ، مما يؤدي إلى مزيد من الرهانات في الأسواق.

إن اتجاه البنك المركزي الأوروبي يجعله أكثر انسجامًا مع أقرانه العالميين في بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي ، الذين يتسابقون للتعامل مع التضخم الحاد. فيما رفع بنك إنجلترا للاجتماع الثانى على التوالى أمس الخميس من أدنى مستوياته على الإطلاق ، بينما لا تزال أسعار الفائدة الرئيسية لبنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي عند أدنى مستوياتها القياسية.

تحول إيجابي

ارتفع عائد السندات اليابانية لأجل خمس سنوات إلى الصفر يوم الجمعة للمرة الأولى منذ أن أدخلت البلاد معدلات مرجعية سلبية قبل ستة أعوام. ارتفعت عوائد السندات الألمانية لأجل خمس سنوات فوق الصفر للمرة الأولى منذ 2018.

امتد الضغط في السوق اليابانية أيضًا إلى عائد 10 سنوات ، والذي وصل إلى 0.2٪ ، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2016. وفي الوقت نفسه ، قفزت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات 9 نقاط أساس بعد أن رفع البنك المركزي في البلاد توقعات التضخم والتوظيف.

مع ارتفاع العائدات ، من المرجح أن تتغير تدفقات الأموال أيضًا. تدفع المعدلات السلبية مديري الصناديق من طوكيو إلى برلين للبحث في العالم عن عوائد أفضل ، وإرسال تموجات عبر أسواق العملات كما يفعلون.

دفعت التوقعات بالتشديد الأسرع من قبل البنك المركزي الأوروبي مقياس التقلب الضمني في أسعار الفائدة على اليورو إلى أعلى مستوى منذ أزمة الديون السيادية في المنطقة.

يواجه الاقتصاد العالمي تحديًا كبيرًا مع ارتفاع معدلات التضخم والاقتراض. خفض صندوق النقد الدولي الشهر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2022 ، مشيرا إلى ضعف التوقعات بالنسبة للولايات المتحدة والصين إلى جانب ضغوط الأسعار المستمرة.

ومع ذلك ، لاحظ الاستراتيجيون فى جى مورجان تشيس، أن إنهاء الحد الأقصى من المعدلات السلبية يمكن أن يوفر رياحًا اقتصادية عن طريق الحد من التشوهات في معدلات الادخار وتخصيص رأس المال وتسعير مخاطر الائتمان.

عكست المعدلات الحقيقية في الولايات المتحدة حركة الأسعار في أوروبا وآسيا ، حيث قفزت بعد أن زادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 467ألف في يناير ، متجاوزة متوسط ​​التقدير البالغ 125 ألف تقدمًا في استطلاع أجرته بلومبرج للاقتصاديين.

كما ارتفعت العوائد الحقيقية لمدة عشر سنوات – مع بقائها سلبية – جنبًا إلى جنب مع أقرانها ذوي النضج الأطول ، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ يونيو 2020.

مع وجود نافذة طويلة حتى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة القادم في مارس ، يبحث متداولو سندات الخزانة عن المزيد من الإشارات حول مدى سرعة تحرك البنك المركزي ، سواء فيما يتعلق بالمعدلات أو تقلص ميزانيته العمومية.