المستثمرون بالاكتتابات الأوروبية يتحملون خسائر كبيرة

كل هذه الإخفاقات ترجع إما لشركات تقدم خدمات، أو تشغل منصات للتجارة الإلكترونية، وهو قطاع ازدهر كثيرًا خلال الأشهر الأولى من عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء، لكن جاذبيتها انخفضت مع إعادة فتح الاقتصادات، مما جعل هذه الشركات غير قادرة على الحفاظ على النمو الهائل الذي حققته.

في الوقت نفسه، دخل الكثير من هذه الشركات إلى السوق بتقييمات عالية نسبيًا، وشكك المستثمرون في حوكمة بعضها، مثل: “تي إتش جي”، و”ديليفرو”.

قال لوك موزون، رئيس أبحاث حقوق الملكية الأوروبية في شركة أموندي: “ما رأيناه هو أنه كلما زاد الحجم، انخفضت الجودة، وهذا العام بالتحديد عكس ذلك الاتجاه، وأضاف أن المستثمرين يمكن أن ينتهي بهم الأمر بعوائد سلبية للغاية إذا لم يكونوا انتقائيين”.

جاءت أسوأ الخسائر بعد فصل الصيف، عندما شهدت الأسواق حالة من التخبط وسط مخاوف بشأن مشكلات سلسلة التوريد، بالإضافة إلى زيادة التضخم، وعودة تفشي كورونا.

وبالرغم من أن التشديد الأخير للقيود من المفترض أن يصب فى صالح الشركات التي تستفيد من عمليات الإغلاق، إلا أن مخاطر السوق الأوسع نطاقًا خيمت على أي دفعة مؤقتة لأعمال هذه الشركات، فى ظل ابتعاد المستثمرين عن أسهم النمو التي لا تقف على أرض صلبة فى السوق.

قالت سوزانا ستريتر، المحللة الأقدم فى شركة “هارغريفيز لانسداون”: “سيكون المستثمرون فى وضع الانتظار والترقب، مع تقييم التعافي الاقتصادي العالمي”.

واستطردت : “الكثير من تقييمات الاكتتاب العام كانت مدفوعة بتوقعات النمو المستقبلي، وشهدت بعض الشركات انخفاضًا كبيرًا في أسهمها، بسبب مخاوف حول التضخم الصاعد باستمرار، وتوقعات ارتفاعات أسعار الفائدة”.

وبصرف النظر عن “ديلفروو”، التى فشلت في طرح أسهمها لأول مرة، ولم تتعاف أبدًا بشكل تام من ذلك، تراجعت أسهم الشركات التي تم إدراجها مؤخرًا بعدما أتمت مرحلة الاكتتاب العام الأولي بالفعل.

في حين ساهمت مخاوف السوق الكلية فى الأداء الضعيف، وألحقت المشاكل الخاصة بكل شركة أضرارًا كبيرة بها كذلك.

أما منصة التسوق عبر الإنترنت “تي جي إتش”، ومنصة توصيل الطعام “ديلفرو”؛ فتراجعتا بسبب مشكلات الحوكمة والتقييم.

وبعد هبوطها هذا العام، أخرجت “تي إتش جي” من مؤشر “ستوكس يورب 600” يوم الإثنين، وعانى سهم “إن بوست” بعدما اقتربت شركة البريد السريع وتسليم الطرود، التي يقع مقرها في أمستردام، من الدخول في قائمة شركات التجارة الإلكترونية الأبطأ حجماً، في حين أثرت المنافسة المتزايدة بالسلب في شركة “أليجرو” البولندية العملاقة للتجارة الإلكترونية.

مما لاشك فيه أنه لم تكن الأخبار كلها سيئة بالتأكيد بالنسبة للمستثمرين في شركات الاكتتابات العامة الأولية، فمن بين أكثر من 550 شركة تم طرحها للاكتتاب العام فى أوروبا هذا العام، ارتفع نصفها تقريبًا عن أسعار طرحها.

وسيكون لدى مديري الصناديق ايضًا الكثير من الفرص لتعويض خسائرهم خلال عام 2022، إذ يمتلىء الربع الأول منه بالاكتتابات الجديدة.